اسيرة فلسطينية تدلي بشهادة عن تعرضها لتعذيب قاسٍ اثناء التحقيق معها في مركز المسكوبية
نشر بتاريخ: 06/06/2006 ( آخر تحديث: 06/06/2006 الساعة: 16:04 )
بيت لحم -معا- ادلت الاسيرة الفلسطينية فداء سعيد احمد عبد الله من سكان القدس بشهادة لمحامية نادي الاسير عن التعذيب القاسي الذي تعرضت لها اثناء التحقيق معها في مركز تحقيق المسكوبية وذلك في الايام الاولى من اعتقالها.
وجاء في شهادة الاسيرة في بيان صادر عن نادي الاسير وصل معا نسخة منه انه بتاريخ 11/2/2004 حاصر الجيش العمارة السكنية، ثم دخلوا البيت وطلبوا الهويات وكان معهم صورة عن بطاقة عملي حيث كنت اعمل في الهلال الاحمر، بعدها فتشوا غرفتي واخبروني انني معتقلة ونقلوني لمركز سميراميس القريب من بيتي، كان معهم طبيب وسألني الطبيب اذا اعاني من أي امراض، بعدها قيدوني للخلف وعصبوا عيناي وبدأوا بتصويري.
واضافت الاسيرة : بعد ذلك اخذوني بالسيارة العسكرية لمسافة طويلة بدون ان يكون مع الجنود مجندة وكان الجنود يشتمونني ويسمعوني الفاظ نابية وبذيئة.
وقالت :وصلنا الى المسكوبية ثم ادخلوني لغرفة صغيرة وفتشوني، بعدها ادخلوني على مكتب فيه محققين اثنين اخبروني بأنني موجودة في المسكوبية.
واوضحت الاسيرة في شهادتها ان التحقيق معها استمر مدة 23 يوماً متواصلاً، مبينة انها تعرضت خلالها للضرب بلكمات على الوجه، وللشبح المتواصل (جلوس القرفصاء)، مبين انها كانت خلال فترة تحقيق تسقط على الارض نتيجة الارهاق والتعب.
واضافت :كان المحققين يأمرونني بالجلوس على اطراف اصابعي وهذا الاسلوب اتبعوه معي بالقوة، وكنت اشعر خلال هذا ان قدمي تتخدر والدم لا يجري فيها وما زلت اعاني من اوجاع في رجلي حتى هذا اليوم.
وبينت انها منذ بداية التحقيق اضربت عن الطعام، ورغم ذلك كانوا يحضرون الطعام لها على الغرفة، وكان يصل عدد المحققين في الغرفة 11 محققاً، احدهم يصرخ والثاني يضرب والثالث يشتم لتشويشي وارغامي على الاعتراف.
وكان المحققين يستعملون معي ربطات شريانية حيث كانوا يضعون القيود الحديدية مع اقفالها في وسط اليد وبعدها يقوم المحقق بضغط هذه القيود بكل قوته مما كان يسبب آلام لا تحتمل، وكان يقول لي بأن صراخي سيصل الى باب العامود، وقد استعملوا معي هذه الطريقة عدة مرات بنفس اليوم مما ادى الى خدران في اليد اليسرى وخلل في نبضات القلب وعندما تعبت انزلوني للعيادة، وكانوا يجبرونني على شرب الدواء رغم ان معدتي فارغة.
واضافت انه خلال التحقيق هددت باعتقال اهلها وهدم منزلها ورمي ابنتها بالشارع، مضيفة انهم كانوا يقولون ان ابنتها ستموت، موضحة انه وبعد ثلاث ايام من التحقيق احضروا ابيها للتحقيق معه ومنعوه من الحديث معها، مضيفة ان المحققين اخبروها ان والدتها ووالدها في السجن وانه في حال لم تعترف فسوف يبقون بالسجن.
وقالت: خلال وجود ابي معي في الغرفة اعلمت المحققين بأن كل اساليبهم لن تساعدهم بأن ادلي باعتراف على اشياء لم افعلها، عندها اخرجوا ابي وبدأوا بضربي على كل انحاء جسمي واحد المحققين اسمه ابو يوسف هددني بكسر رأسي وقال لي انت عنيدة وسأعصرك مثل حبة الليمون.
بعد ذلك انزلوني الى الزنزانة، وكانت مثل القبر المظلم، ورائحتها كريهة للغاية، واشعلوا مكيف الهواء وشعرت بأنني تجمدت، بعدها قالوا لي بأنني سأعرض على جهاز فحص الكذب، فعرضوني عليه 5 مرات وكل مرة كانت النتيجة انني اكذب.
وخلال وجودي بالزنزانة كان يدخل علي سجّان ويهددني بالضرب، وقد حاولوا في احد المرات ايقاعي عن الدرج، حيث كانوا يجبرونني على نزول الدرج وانا معصوبة العينين ومقيدة اليدين وكانوا يضربونني على ظهري، وكذلك كانوا يسمعونني اصوات شباب تحت التعذيب وكل ذلك كان بهدف اجباري على الاعتراف.
وبينت الاسيرة انه خلال وجودها بالتحقيق لم يزرها الصليب الاحمر وان المحامي زارها بعد 10 ايام من وجودها في المسكوبية.
يذكر ان الاسيرة تقبع حالياً في سجن تلموند، ومعتقلة منذ تاريخ 11/2/2004 وتبلغ من العمر 30 سنة ومحكومة بالسجن ثلاث سنوات ونصف