ابو لبدة يفتتح اول خط انتاج من صنع محلي في مصنع الارز بنابلس

نابلس - معا- افتتح وزير الاقتصاد الوطني الدكتور حسن ابو لبدة اليوم الثلاثاء اول خط انتاج لصناعة البوظة من صنع مهندسين فلسطينين محليين في مصنع بوظة الارز بوسط مدينه نابلس ليعمل المصنع بزيادة القدرة الانتاجية من 3000 حبه بوظه في الساعه الى 9000 حبه في الساعة حسب ما قاله المنظمون.

واستعرض زاهي عنبتاوي رئيس مجلس ادارة شركة بوظة الارز ومديرها العام تأسيس المصنع عام 1950 والمراحل التي مر بها تطور المصنع الى ان وصل الى ما وصل اليه اليوم حيث اصبح رمزا لصناعة البوظة في فلسطين وسفيرا للصناعة الفلسطينية في الاردن.

واكد عنبتاوي ان شركة الارز تعمل كأسرة واحدة بهدف ارضاء المستهلك وتطوير الصناعة، خاصة في ظل سياسة الانفتاح والمنافسة، من اجل استمرار تلبية حاجات المستهلك وثقته.

واعرب عنبتاوي عن تفاؤله وقناعته بان الاسوأ قد مر من احتلال وحصار واغلاق، مضيفا "ان الارز كانت اول شركة بوظة تحصل على شهادة المواصفات الفلسطينية وتمكنت بذلك من التصدير للاردن، كما كانت اول شركة بوظة تحصل على شهادة السلامة الغذائية العالمية HACCP في فلسطين والاردن".

كما اطلقت الشركة حملة المليون جائزة الصيف الماضي، وسارعت لتبني الرعاية الماسية لمهرجان نابلس للتسوق كنوع من الوفاء للمستهلك الفلسطيني في المدينة، واليوم تكون الارز اول شركة فلسطينية تعمل على تصنيع وتجميع اول خط انتاج بوظة من صنع محلي، ليس في فلسطين وحسب، وانما على مستوى المنطقة.

واشار عنبتاوي الى انه وقف مندهشا عندما عرض عليه المهندس سائد عنبتاوي فكرة تصنيع خط الانتاج، ولكنه كان مدركا الطاقة الكامنة لدى المهندسين والفنيين في هذا البلد، مما دفعه الى اعطاء الضوء الاخضر للمباشرة بعمل المخططات.

وثمن عنبتاوي مشاركة الوزير ابو لبدة والضيوف في افتتاح خط الانتاج الجديد، معتبرا انها تاتي في سياق المبادرة التي اطلقها رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض بتشكيل صندوق الكرامة الفلسطيني كبادرة من الحكومة الفلسطينية لمقاطعة بضائع المستوطنات وتشجيع الصناعة الوطنية، مطالبا وزارة الاقتصاد بايجاد الية عمل تؤدي الى سحب أي منتج بغض النظر عن منشئه من الاسواق الفلسطينية اذا كانت هذه المنتجات مخالفة للمواصفات والمقاييس الفلسطينية.

و قدم الوزير ابو لبدة التهنئة لشركة الارز بافتتاح خط الانتاج الجديد معربا عن اعجابه بقصة النجاح التي حققها هذا المصنع عبر اكثر من خمسة عقود رغم كل الصعوبات والظروف الصعبة التي عمل فيها.

واوضح ابو لبدة ان هناك اقل من 1000 مواصفة متوفرة لدى مؤسسة المواصفات والمقاييس الفلسطينية في حين ان هناك اكثر من 5000 سلعة في السوق ولا يمكن الزام كل ما يدخل السوق بالمواصفات اذا كانت المواصفة غير متوفرة، داعيا الضغط على مؤسسة المواصفات لتوفير المواصفات المطلوبة قبل نهاية هذا العام، مؤكدا على ضرورة عدم السماح بدخول أي سلعة غير مطابقة للمواصفة الفلسطينية.

واشار الى ان الوزارة تعمل وبالتعاون مع اتحاد الصناعات الفلسطينية لتوفير الحد الادنى من الحماية القانونية للصناعات الفلسطينية، مبينا ان ذلك لا يعني تطبيق النظام الاشتراكي، وانما توفير النظام الذي يعطي الاقتصاد الوطني الفرصة للنمو ولا لا يستخدم السوق الفلسطيني كمكب لصناعات الدول الاخرى، داعيا في نفس الوقت القطاع الخاص الفلسطيني الى الارتقاء بالصناعة الوطنية لتلبية احتياجات المستهلك.

ولفت ابو لبدة الى ان حصة المنتجات الوطنية من السوق المحلي لا تتعدى حاليا 18%، ويجب ان ترتفع هذه النسبة الى 40% على الاقل خلال السنوات الثلاث القادمة، الامر الذي سيوفر 60 الى 70 الف فرصه عمل.

وحث ابو لبدة المواطن الفلسطيني على ضرورة تجريب السلعة الوطنية وعدم اصدار حكم بالاعدام على الصناعة الوطنية نتيجة الصورة النمطية التي رسمت لهذه الصناعة في اذهان المواطنين.

وقال ابو لبدة ان قرار محاربة منتجات المستوطنات هو بمثابة تحول ليكون نهج حياة، اذ لا يجوز ان نكون جزءا من شريان الحياة للمستوطنات، ومن العار ان يكون السوق الفلسطيني جزءا من الاسواق المتاحة لمنتجات المستوطنات، مؤكدا ان جزءا مما ندفعه ثمنا لمنتجات المستوطنات يذهب لدعم الصناعات العسكرية الاسرائيلية.

وفيما يتعلق بقرار منع العمل في المستوطنات، نفى ابو لبدة ان يكون القرار بهدف قطع ارزاق العمال، مؤكدا ان الوزارة ستعلم كل ما بوسعها لمساعدتهم في اعادة الاندماج في الاقتصاد الوطني، مضيفا ان هناك فرصة امام القطاع الخاص لاقامة مشاريع استثمارية لاستيعاب هؤلاء العمال، مشيرا الى ان الوزارة ستعلن عن سلسلة اجراءات لاستيعاب هؤلاء العمال في الاقتصاد الوطني.

ونوه الى ان قرار منع العمل في المستوطنات صدر بتاريخ 26/4، ولكن سيتم اعطاء مهلة للعمال حتى نهاية العام من اجل البحث عن فرص عمل اخرى.
و طالب المحامي غسان الشكعة السلطة الوطنية بتوفير فرص عمل بديلة للعاملين في المستوطنات، مثمنا قرار مقاطعة منتجات المستوطنات والذي وصفه بالقرار الجريء، وبارك الشكعة لشركة الارز افتتاح خط الانتاج الجديد مطالبا السلطة الفلسطينية بحل عدة مشاكل اقتصادية بنابلس لتسطيع النهوض باقتصاد قوي ومتين .

ورحبت عنان الاتيرة نائب محافظ نابلس بافتتاح خط الانتاج الجديد والذي انجز بايد فلسطينية معتبرة ان هذا الابداع ليس غريبا على نابلس، وقالت ان الخطة الاستراتيجية لمحافظة نابلس تتضمن 53 مشروعا كبيرا وهي بحاجة الى دعم السلطة الوطنية.

كما اكدت الاتيرة على قرار منع العمل في المستوطنات، مشيرة الى الاثر السلبي الذي تركه عمل الاطفال في المستوطنات، وبينت انه في قرية عقربا جنوب نابلس تم اغلاق صفين دراسيين لان الطلبة تركوا مقاعد الدراسة وتوجهوا للعمل في المستوطنات.

و اشار عدنان ابو عوض رئيس اتحاد الصناعات الفلسطينية الغذائية الى ان اتحاد الصناعات الغذائية يعمل على تطوير جودة المنتجات الغذائية المحلية في المصانع الفلسطينية مؤكدا انه تم تاهيل 8 مصانع اغذية للحصول على شهادة الايزو، وكذلك تاهيل عدد من معاصر زيت الزيتون، مبينا ان الاتحاد يخطط لاقامة مهرجان التسوق والتذوق في كل من نابلس والخليل وغزة.

واشاد المهندس عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس بخطوة افتتاح خط الانتاج الجديد، كما ثمن خطوة مقاطعة منتجات المستوطنات لافتا الى انه في الكثير من الدول الاوروبية هناك حملات واسعة لمقاطعة منتجات المستوطنات في حين ان الشعب الفلسطيني اجدر به ان يكون سباقا الى المقاطعة بدافع ذاتي قبل ان يكون التزاما بقرار حكومي.

وتحدث يعيش عن التسهيلات التي ستدخل قريبا لتشجيع الصناعة المحلية ومنها تخفيض سعر الكهرباء بعد ان تبدأ شركات توزيع الكهرباء بالعمل وربطها بالاردن ومصر.

وقال باسل كنعان ان هذا الانجاز لشركة الارز هو من اعظم الانجازات في سجل نابلس، وقال ان حماية المنتج الوطني يجب ان يحتل مكان الصدارة على جدول اعمال الحكومة الفلسطينية.

واستذكر علي برهم رئيس ملتقي رجال الاعمال بنابلس موقف شركة بوظة الارز ممثلة برئيس مجلس ادارتها خلال اجتماع عقد العام الماضي لمناقشة تنظيم مهرجان التسوق حيث بادر عنبتاوي الى تبني الرعاية الماسية للمهرجان بقيمة 50 الف دولار اضافه الى تحمل تكاليف اضافيه مثل الضيافه وخلافه وصلت الى ثلاثة اضعاف المبلغ .

ودعا برهم الى ضرورة تطبيق المواصفات الفلسطينية على كل ما يتم استيراده من الخارج، كما طالب بالعمل من اجل اعتماد المواصفة الفلسطينية في الدول العربية التي يتم التصدير اليها.

وفي ختام الحفل تم تكريم العاملين القدامى في مصنع بوظة الارز، كما تم تكريم طاقم المهندسين والفنيين الذين قاموا بتصميم وتجميع خط الانتاج الجديد، واقيم حفل غداء على شرف الحضور.

وحضر حفل الافتتاح المحامي غسان الشكعة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعنان الاتيرة نائب محافظ نابلس والمهندس عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس وباسل كنعان رئيس غرفة تجارة وصناعة نابلس وعلي برهم رئيس ملتقى رجال اعمال نابلس وعدنان ابو عوض رئيس اتحاد الصناعات الغذائية، وعدد كبير من رجال المال والاعمال والاقتصاد في المحافظة.

وتجول الوزير ابو لبدة والحضورقبل الاحتفال في اقسام المصنع واطلعوا على عمل خطوط الانتاج بما فيها الخط الجديد.