الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الوزارة.. والكوفية * بقلم : بدر مكي

نشر بتاريخ: 12/05/2010 ( آخر تحديث: 12/05/2010 الساعة: 19:00 )
رام الله - معا - العلاقات العامة والاعلام - تنطلق اليوم حملة الدفاع عن الكوفية عند ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات.. وتقود الحملة وزارة الشباب والرياضة في إطار سياستها الهادفة للمحافظة على الموروث الوطني والإنساني ، لما للكوفية من رمزية لدى أبناء شعبنا في الوطن والشتات ، وما تمثله من بعد نضالي مقاوم .. وقد أصبحت تلك الكوفية بلونيها الأبيض والأسود ترمز الى إدارة الشعوب نحو الحرية والاستقلال ومواجهة الظلم لدى جيل الشبيبة في أمريكا اللاتينية واسيا وأوروبا .

وإذا غاب صاحب الكوفية رمز نضالنا الوطني ابو عمار ، فان الأوفياء والمخلصين للفكر العرفاتي من جيل الثورة والانتفاضة ، ما زالوا يراهنون على ان تعاليم القائد .. ستكون بوصلتنا نحو القدس .. ولذا أخذت وزارة الشباب على عاتقها ان يكون للكوفية يوم للاحتفال به .. بعد أن ظهر على السطح محاولات خبيثة للمساس بهذه الرمزية التاريخية ، التي لم تعد مجرد قطعة قماش ، بحيث يجري تغيير ألوانها واستعمالها بطـرق تجعلها بعيدة عن مراميها وأهدافها الحقيقية .

ولعل الجيل الفلسطيني الشاب .. الذي يعيش في جنين او في الظاهرية .. وذاك الذي يعيش في رفح او دير البلح .. وأبناء شعبنا في شاتيلا واليرموك والبقعة .. وفي برلين وفلوريدا وتشيلي .. ارتوى ذلك الجيل من الذاكرة الحية .. في إطار الوجه الجميل الذي كان يطل عليه بصوته الهادر "يا جبل ما يهزك ريح " .. او تلك العبارة الشهيرة " سيحمل شبل من أشبالنا ، علم فلسطين .." كان ابو عمار يعيش في داخلنا .. في صباحنا .. وفي مأكلنا .. وفي قلبنا .. وفي أحلامنا .. تعود أطفالنا .. على الصوت والصورة .. بقيت في مخيلته .. المسلم والمسيحي .. والفلاح والمدني والخليلي .. وأبناء مخيماتنا هنا وفي الشتات .

يذكرونه .. في الفاكهاني .. وبيروت الصمود .. وفي المقاطعة .. إنها أربعين سنة او يزيد .. أصبحت المدرسة .. عرفاتية بامتياز .. الأب والإنسان .. الفدائي وصانع الثورة .. صاحب الكوفية .. جعل من القضية .. اللاجئين والأرض و القدس .. عناوين يومية في الذاكرة الوطنية و العالمية ..
غاب الجسد .. فالجسد فان .. ولكن الروح والأفكار والكلمات .. وتلك الكوفية.. ما تزال في الأذهان .. كان يوم من أيام تشرين .. يوم انخلع القلب.. وبكى شعب بأكمله .. ولكن الكوفية .. ما زالت هي الكوفية .. الثورة والانتفاضة .. هو ياسر عرفات .. الذي حافظ على الثوابت ومضى .. الى العليين ..
وها نحن اليوم في وزارة الشباب والرياضة .. أخذنا على عاتقنا ان يكون لنا موقف في حماية الكوفية .. وحماية ابو عمار .. حامينا وحارسنا وملهمنا ومعلمنا .. لذا تداعينا .. لنوجه النداء.. بضرورة الحفاظ على جزء من الأصالة والإبداع .. في تاريخنا المعاصر .. الذي يعبر عن الطلقة الأولى وعن حجر أصبح مقدسا .. في أيدي أطفال الحجارة .. عن الكوفية .. التي تجمعنا ولا تفرقنا .. في فسيفساء وموزاييك .. الشعب الفلسطيني ..
اليوم .. ترفع اكبر كوفية عند صاحبها بالمقاطعة .. وفي الغد القريب .. ستكون فوق أسوار ومآذن وكنائس القدس .. وفي خطبة الوداع .. أرادوه قتيلا .. فمضى شهيدا .. بإذن الله .