الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

كرة القدم الفلسطينية بنكهة الاحتراف * بقلم :سياف شاكر عمارة

نشر بتاريخ: 12/05/2010 ( آخر تحديث: 12/05/2010 الساعة: 22:15 )
يعيش العالم في السنوات الأخيرة عصرا جديدا يحفل بالعديد من المتغيرات والتحديات الإدارية والتي فرضتها الثورة التكنولوجية الحديثة ، حيث أصبح التميز في الأداء هو العامل المؤثر والحاسم للتطور والتقدم في جميع مناحي الحياة .

كما يتميز عصر المعرفة الذي نعيشه بسمات جديدة تجعله مختلفا عن كل ما سبق ، فتقدم الدول على المستوى الرياضي يعكس مدى التقدم في استخدام الإدارة الرياضية الحديثة في كافة أنشطتها وعلى مدى اختلافها ، إذ كلما ارتقى مستوى الإدارة فيها كلما تحسن مستواها الرياضي .

فالمكانة التي تحتلها كرة القدم الفلسطينية التي تتمتع بإدارة حديثة بقيادة اللواء جبريل الرجوب لا تختلف تماما عن التي تحتلها تلك في شتى بقاع العالم ، فهي لعبة جماعية تحظى باهتمام ملايين من سكان المعمورة ، كيف لا وهي اللعبة الشعبية الأولى ، فارضة بذلك اهتمام وسائل الإعلام بها وانتشارها الواسع حتى سكنت كل بيت على امتداد قارات العالم وهي اللغة الرسمية المعروفة التي يتداولها كل سكان الكرة الأرضية .

وسيقتحم الاحتراف عالمنا الرياضي لأول مرة لذا يجب علينا أن نفهم موضوع الاحتراف؟ وما هي سبل نجاحه في فلسطين؟ وكيف سيتماشى لاعبنا المحلي مع ثقافة الاحتراف، وما هو دور وسائل الإعلام اتجاه هذا الموضوع.

مفهوم الاحتراف : هو منظومة كاملة مبنية على أسس وإستراتيجية وفكر واحد وواضح ، وسياسة عمل تطبق على اللاعب والمدرب والإداري بلوائح وقوانين لتحقيق الأهداف وتطوير اللعبة ، فالاحتراف في الرياضة أصبح هدفه انتقاء وإعداد المواهب ومن ثم تدعيم الفريق بالعناصر المتميزة ثم عملية تسويق وبيع اللاعبين لتحقيق الموارد المالية .

وهناك أربعة إطراف تشترك في عملية الاحتراف الرياضي وهي : اللاعب ، والنادي ، والاتحاد ، ولجان الاحتراف.

ومن اجل نجاح دوري المحترفين في عامه الأول يجب أن يكون عند اللاعب فكر احترافي عن طريق تثقيف اللاعب بالثقافة الاحترافية وتطبيق الانضباطية الاحترافية كالالتزام بالمواعيد ( التمارين – النوم – التغذية – الالتزام بتطبيق اللوائح والقوانين)
بحيث يكون اللاعب قادر على تطوير نفسه وتحسين مستواه ومن ثم تسويق نفسه للحصول على العروض المالية من الأندية.

ومن اجل الوصول إلى دوري قوي يجب أن يكون هناك دور مساهم من الأندية ومن الجمهور عن طريق :

تخصيص الأندية : أي تحويلها إلى قطاع خاص عن طريق رعاية الشركات المختصة للأندية وانتقاء الكفاءات التدريبية والإدارية واستثمار الأندية وتوفير الموارد المالية لها / رواتب – مصاريف – تعاقدات .

وفي هذا الصدد تحدث اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عن الدعم المالي للأندية ، حيث أن الحكومة الفلسطينية والاتحاد ساهما في دعم الاحتراف بالأندية على أن تدفع الحكومة مبلغ 200 ألف دولار على أربع دفعات من ميزانية السلطة الفلسطينية بينما يقدم الاتحاد مبلغ 50 ألف دولار أخرى خلال الموسم لكل نادي ، تدفع على أربع دفعات الأولى في تاريخ 1/6 وكل ثلاثة أشهر دفعه، تدفع على أربع دفعات على شكل تذاكر دخول المباريات يتولى كل ناد عملية بيعها وتسويقها . ويجب على اللاعب ان يكون حرا وعليه توقيع عقد مع ناديه كمحترف على ان تسلم كافة العقود للاتحاد ، وأكد الرجوب على أن الحد الأدنى لراتب اللاعب المحترف يجب ألا يقل عن ألف دولار شهريا أما الحد الأعلى فهذا يرجع للنادي ، كما أكد أن اللوائح الدولية تحدد 16 عقدا مع كل فريق كحد أدنى .

وهناك دور للجمهور الرياضي من اجل إنجاح أول تجربة لنا على هذا الصعيد عن طريق فتح باب الاشتراك للجمهور في مجالات الاستثمار بالنادي وعن طريق الاشتراكات وإيجاد الآلية لعملية الاستقطاب الجماهيري للمدرجات بحيث يكون الجمهور عاملا مساعدا ماديا ومعنويا.

وهناك دور مهم يقع على عاتق الإعلام الرياضي فيجب أن يكون دوره تثقيفي وتوعوي يستهدف المجنمع الرياضي واطلاعه على النظم الاحترافية العالمية الحديثة ودراسة الواقع الرياضي وتقييم العمل وإظهار سلبياته وايجابياته واتباع سياسة النقد الهادف والبناء لما فيه مصلحة وتطوير المجتمع الرياضي والذي بدوره ينعكس ايجابا ويسهم بشكل فاعل في تطوير كرة القدم الفلسطينية والوصول بها إلى مستوى المنافسة عربيا ودولياً .

ويجب أن لا نغفل دور قضاة الملاعب ، الحلقة الأقوى في المعادلة الرياضية في نجاح دوري المحترفين عن توفير طواقم تحكيم مؤهلة فنياً وبدنياً وفي أعلى درجات الجاهزية لإدارة لقاءات الدوري بكفاءة عالية لا تخلو من المهنية والاحتراف .

فالجمهور الرياضي الفلسطيني على موعد مع موسم كروي مختلف يجب أن يعكس الصورة الحقيقية لشعب قدم الكثير من التضحيات على مدار سنين طويلة من الصمود والنضال والتحدي لتحقيق الهدف المنشود في إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.