الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ورشة عمل حول اداء الصحف ووسائل الاعلام المكتوبة

نشر بتاريخ: 12/05/2010 ( آخر تحديث: 12/05/2010 الساعة: 22:21 )
رام الله-معا- اجمع العديد من الصحافيين المحليين وممثلي عن مؤسسات اعلامية ، على وجود اخفاق كبير لدى الصحف المحلية المكتوبة ووكالات الانباء المحلية في عكس قضايا المجتمع ومشاكله وهمومه ، مؤكدين وجود اشكالية خطيرة لابد من تجاوزها والضغط من اجل تعديل السياسات التحريرية القائمة بما يعزز دور الصحافة المكتوبة في المجتمع واستعادة ثقة جمهور القراء المحليين.

واكد المشاركون في اللقاء الاول الذي نظمته نقابة الصحافيين الفلسطينيين، في مقر النقابة في البيرة، ضمن البرنامج الذي تنفذه النقابة بعنوان " قضايا اعلامية" على اهمية وضع اليات واضحة من اجل معالجة هذا القصور وضرورة اعتماد التحقيقات والقصصة الصحافية الانسانية والتقرير النوعية في الصحف ووسائل الاعلام المكتوبة بما يعزز من هذا النوع من فنون العمل الصحفي خاصة في ظل المنافسة الشديدة لوسائل الاعلام على نقل ونشر الاخبار.

وافتتح الندوة نقيب الصحافيين ، عبد الناصر النجار، وسط تأكيده على اهمية الالتفاف حول النقابة ومساعدتها في التغلب على كافة الاشكاليات التي تعترض مواصلة عملها باتجاه تحقيق الاهداف التي وضعتها لنفسها مرحبا بالصحافيين وممثلي المؤسسات الاعلامية المشاركين في هذه الندوة، وقال " هذه الندوة ستكون بداية باكورة جملة من الانشطة والفعاليات التي ستنفذها النقابة من اجل اعادة ترتيب وضع النقابة من جهة ومواصلة تفعيل القطاع الاعلامي في فلسطين من الجانب الاخر.

واعلن امين سر النقابة ، صالح مشارقة ، ان اقامة هذه الندوة تاتي ضمن برنامج متكامل لاثارة العديد من القضايا التي لها علاقة مباشرة بواقع المهنة ، موضحا ان هذا البرنامج سيكون بشكل دوري ومنتظم كل 15 يوما لتناول كافة القضايا المرتبطة بواقع المهنة.

واكدت الصحافية نائلة خليل التي تتولى التنسيق مع مشارقة لانجاح هذا البرنامج، ان فكرة البرنامج تقوم على اساس اثارة النقاش حول جملة من القضايا المرتبطة بواقع مهنة الصحافة مثل اهمية ادخال القصة الصحافية الانسانية واعتمادها بشكل شبه يومي في الصحف المحلية اضافة الى خلق راي عام صحفي ضاغط على المؤسسات الصحفية من اجل تنفيذ هذا التوجه.

ومن جانبها اكدت مديرة معهد تطويرالاعلام التابع لجامعة بيرزيت، نبال ثوابتة، على اهمية حصر القضايا وتركيز على محاور محددة من اجل ضمان الخروج بتوصيات قابلة للتحقق واحداث التغيير المنشود واهمية التركيز على القوانين والتشريعات بما يساهم في تطوير الاعلام.

ومن ناحيته دعا مدير عام شبكة امين الاعلامية، خالد ابو عكر، الى اهمية النظر بشمولية لكل مكونات عمل الصحافيين في الصحف المكتوبة بما في ذلك الصحافيين والمحررين وادارات المؤسسات الصحافية ، مؤكدا ان اهمال اي طرف سيؤثر على الجهود المبذولة لاحداث التغيير المطلوب ورفع مستوى الاداء المهني.

واكد الصحفي زياد غنام على عدم امكانية الحديث عن واقع الاعلام والصحف بمعزل عن السياسات العامة للصحف وعلاقتها مع مؤسسات القطاع الخاص اضافة الى واقع ووضع الصحفي المحلي الذي يعاني من تدني الرواتب والامتيازات وحقوقه المهنية وغياب الحماية له في حال تعرضه للتهديد والملاحقة.

واشارت مراسلة وكالة وفا ، زلفى شحرور الى اهمية التفكير الجدي بتحسين قدرات ومهارات وواقع الصحافيين في بقية المحافظات، مؤكدة ضرورة احترام سياسات الصحف ووكالات الانباء المحلية من خلال تجنب التدخل في السياسات الداخلية بل العمل من اجل تركيز الجهود من اجل تحسين واقع الصحافيين والاهتمام بالقضايا التي تمس واقع المعيشي والدفاع عنهم ومساندتهم في اقرار قوانين منصفة وعادلة لهم خاصة للصحافيين العاملين في مؤسسات تابعة للسلطة الوطنية وعلاقتهم بقانون الخدمة المدنية.

وقالت " قانون الخدمة المدنية المعمول به في مؤسسات السلطة الوطنية يتعامل مع الصحفي على انه موظف رسمي كبقية الموظفين ولا يتعامل معه على اساس انه صحفي له حقوقه وظروف عمل مغايرة تماما لواقع الموظفين الرسميين".

واكدت عضو الامانة للنقابة خلود عساف، التي شاركت في الندوة بصفتها الوظيفية في وكالة وفا للانباء، على عدم وجود عائق حقيقي يحول دون اعتماد القصص الانسانية، مؤكدة في الوقت ذاته وجوب وضع برنامج لدمج القصص الصحفية في عمل الصحف والوكالات .

واكد الصحفي حسام عزالدين ، على اهمية تقسيم القضايا حسب طبيعة المسؤوليات التي يتحمل كل من الصحفي والمحرر وادارة المؤسسة الصحافية، اضافة الى اهمية تطوير واقع الصحافيين وتحررهم من الرقابة الذاتية ، اضافة الى وضع اليات عمل واضحة من اجل ضمان نجاح اي تحرك ضاغط على المؤسسات الصحافية.

واتفق الصحفي امجد التميمي مع ما طرحه عزالدين حول الرقابة الذاتية واضاف " المشكلة تكمن في ان بعض الصحافيين يضعون رقابة ذاتية على انفسهم في حين ان المؤسسات الصحافية لا تستثمر في التدريب لتطوير مهارات وقدرات الصحافيين بشكل جدي".

واكدت الصحافية بثينة حمدان، على اهمية تطوير عمل الصحافيين والاهتمام بانجاز مواد صحافية واعتماد صور معبرة في هذه المواد مع اهمية التركيز على الاخبار والقضايا المحلية خاصة على الصفحات الاولى .

واشار الصحفي محمود فطافطة الى اهمية عقد مثل هذه الندوات وانتظام تنظيمها من قبل نقابة الصحافيين الذين تعتبر بيت الصحافيين وقال " لاول مرة اشعر انني اشارك في ندوة مغايرة لما يجري تنظيمه كون النقابة هي التي تنظمها"، مؤكدا اهمية اشراك الصحافيين المحليين في هذه الانشطة من اجل طرح افكار مبدعة ومتجددة.

واكدت ممثلة مركز "مدى" في الندوة، ريهام ابو عيطة، على اهمية اعتماد مدونة سلوك تنظم عمل الصحافيين على المستوى الداخلي وبما يحافظ على اخلاقيات المهنة ، موضحة ان مركز مدى يعمل من اجل تنظيم 9 ورش عمل متخصصة في مجال التوعية القانونية للصحافيين في عدد من المحافظات في الضفة الغربية.

وعمد القائمون على تنظيم الندوة الى حصر ابرز السلبيات التي تواجه الصحف ووسائل الاعلام المكتوبة في الاراضي الفلسطينية، حيث برزت جملة من السلبيات التي تمثلت غياب الفهم الحقيق لدور وسائل الاعلام وقدراتها، وهيمنة اخبار العلاقات العامة على حساب فنون الكتابة الصحافية ، وغياب السياسة التحريرية الواضحة، غياب التحقيقات والقصص الصحافية، اتسام الصحافيين المحليين بالكسل، اضافة الى وجود ظاهرة سرقة الاخبار ، واعتماد مصدر واحد للاخبار والمعلومات، غياب التخصص الصحفي، ضعف المهارات والقدرات المهنية.

وخلص المشاركون في الورشة الى اهمية بلورة التوصيات بشكل واضح ومراسلة ادارة الصحف باهم النقاط السلبية والتعاون مع ادارة المؤسسات بما يساهم في تطوير السياسات التحريرية في الصحف ووسائل الاعلام المكتوبة بما يعزز من دورها ومسؤولياتها المهنية والمجتمعية.