السبت: 30/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الفرق بين العالم والاعلامي – احمد زويل في كفة و2000 صحافي عربي في كفة

نشر بتاريخ: 13/05/2010 ( آخر تحديث: 13/05/2010 الساعة: 23:48 )
دبي- موفد معا الى منتدى الاعلام العربي – لم نقصد من خلال العنوان الاستهانة بمن اصطلح على تسميتهم ( 2000 اعلامي وصحافي عربي بينهم المع وابرز الوزراء والنجوم والنقابيين ) كما لم نقصد من خلاله المفاضلة، بل ربما نقصد التكامل، ولو كان الحديث عن الارقام في الرياضيات لقلنا ان 2000 صحافي هم عبارة عن كم نوعي، فيما ان عالم عربي واحد حاصل على جائزة نويل في الكيمياء هو نوع نوعي .

ولان السؤال امانة ، والثقة يجب ان تكون عالية من جانبنا تجاه المضيفين الاماراتيين من نادي دبي للصحافة، والذين اخجلونا بحسن الضيافة وجود الكرم وذروة النجاح في الاداء والترتيب والادارة ، فاننا نرى ان هذا المنتدى العربي بل والعالمي الكبير للصحافيين يستحق منا كل عام ان نكتب عنه، وان نكتب فيه حتى يعطي الفائدة المرجوة ..... لانا لو بخلنا في التقييم واتخمتنا اشارات القبول لن نتقدم خطوة واحدة للامام .

ولذلك نطرح هذه الملاحظات على المتابعين لشان الصحافة ونترك لانفسنا التفكير او التعليق عليها لحين الاستفادة منها :

اولا : ان اختيار مكان المنتدى في فندق اتلانتس مناسب جدا ، فالصحافيون الذين ياتون من الحقل عادة من يعيشوا في مكاتب مغلقة او ميادين حربية وجبهات صراع ساخنة وقد كانت فرصة ان يجتمع الصحافي مع نفسه ليومين او ثلاثة . والاهم من اختيار المكان ان نفس الاجتماعات كانت في نفس الفندق ما وفر الكثير من الجهد والوقت .

ثانيا : في ثلاث ورش عمل، وخمس جلسات نقاش استقطب منتدى الاعلام العربي ما يزيد على الـ 1800 شخص اعجبوا بل وذهلوا ايجابا من دعوة وحضور العالم العربي المصري احمد زيل والذي قال :"لن تستطيع السياسة الصمود طويلاً في صراعها في وجه الإعلام".

وكنت تستطيع ان تلاحظ ان أصحاب الفكر والرأي من المنطقة العربية والعالم قد انشدوا بذهول الى محاضرة زويل، ولم نمنع انفسنا طوال يومين ونحن نستشهد باقواله في كل ورشة وفي كل حلقة نقاش.

وما ان قالت مريم بن فهد المدير التنفيذي لنادي دبي للصحافة، في كلمتها الافتتاحية إن المنتدى يمثل أكبرَ تجمعٍ سنويٍ للإعلاميين العرب تحتضنه دولة الإمارات، حيث تتاح لهم فرصةَ اللقاءِ والحوارِ حولَ شؤونِ الإعلامِ العربي، والتعرفِ على التجاربِ الدوليةِ الناجحة، والسعيِّ لاستشرافِ آفاقِ مستقبلِ صناعةِ الإعلام، ما ان قالت ذلك حتى بدأ برنامج اليوم الأول من المنتدى الاعلام العربي فعالياته، بثلاث ورش عمل خاصة سلطت أولها الضوء خريطة المشهد الإعلامي الكويتي، وناقشت الثانية صحافة المواطنة مبرزة الفرص والمعوقات أمام قدرتها على منافسة وسائل الإعلام التقليدية، أما الجلسة الثالثة فقد سلطت الضوء على دور الإعلام كشريك في إدارة الكوارث وأهمية تعزيز التغطية الإعلامية الدقيقة.

ثالثا : نقاشات كانت ساخنة واظهرت تباينا في وجهات التقليدية حيث كان البعض يحمل على فكرة والبعض يحمل على دولة والبعض يحمل على فرصة فتبخرت اقوال زويل وكانه لم ينصحنا ولم يرجونا ان ننتبه لما نقول وما نفعل .

رابعا : الدكتور أحمد زويل الحائز على جائزة نويل في الكيمياء والذي يلقب بكبير العلماء العرب، أكد على أن النظام السياسي في الدول العربية في ظل هذا التطور السريع، يجب أن يتغير وأن يكون له رؤية جديدة، حيث أصبح من المستحيل اليوم اتباع سياسة الإغلاق في ظل السموات المفتوحة والانترنت، ولابد من التعامل بشكل جديد في القرن الـ 21، معرباً عن اعتقاده أن نهاية الصراع ستكون في صالح الإعلام حيث لن تستطيع السياسة الصمود طويلاً في وجه الإعلام.

خامسا : لوحظ ان الانقسام السياسي بين العرب مستمر ، وهناك تياران وفريقان وشكلان ونوعان، وما خلاف حماس وفتح سوى نموذج صغير عن الخلاف العربي الشامل وليس العكس، وان لكل فريق مؤيدوه بين الصحافيين والاعلاميين ولكل فريق مناهضون ومنتقدون بعنف لفظي شديد .

لم يكن بين الجالسين على المنصة أي صحافي فلسطيني من داخل فلسطين وهو امر له تفسيراته عند اصحاب الاعداد والتحضير ، وهذا لا يعني انه لو كان بين الجالسين على المنصة أي فلسطيني يتحدث لكان الامر جيدا ، ولكن اتساءل انا هنا من خلال الملاحظة : هل انشغل اساتذة الاعلام الفلسطيني بالانقسام والتشرذم ونسوا الابداع العربي والعالمي والريادة !!

سادسا : اتفقنا انا وزملاء صحافيون محسوبون على حماس ان نذهب ونكتب في دفتر المنتدى ، وان نكتب عن فلسطين فكتبت من اقوال الصحافي الشهيد غسان كنفاني الذي اغتاله الموساد ( ان دموع العالم لن تستطيع ان تحمل قاربا يتسع لابوين يبحثان عن طفلهما المفقود ) – لذلك اعتقد انه ان الاوان على جميع الصحافيين والكتاب ان يكفوا عن الدموع واللطم وان يسارعوا الى صنع قوارب ثقافية تحمل المساكين من ضفة العذاب الى ضفة الامن والحرية .

وعلينا نحن الصحافيين ان نعود ونقرأ كلمة الدكتور احمد زويل مرة اخرى واخرى، ولنكفف الدموع ونوقف الزعيق والنعيق ونمسك بناصية الحضارة والعمل ، فان تشعل شمعة خير من ان تلعن الظلام الف مرة .