صحافيون يدعمون مهنية النقابة مع مطالبتهم بتحريرها من التدخل السياسي
نشر بتاريخ: 13/05/2010 ( آخر تحديث: 13/05/2010 الساعة: 22:34 )
اريحا -معا- اجمع العشرات من النخب الاعلامية والصحافية المشاركون في المؤتمر الاعلامي الثالث الذي تنظمه شبكة امين الاعلامية "انترنيوز" في اريحا بعنوان"نحو نقابة صحافيين مهنية وفاعلة"، على اهمية الاستفادة من العبر والدروس التي سبقت اجراء الانتخابات وبعدها من اجل تمتين وضع نقابة الصحافيين لكي تأخذ دورها الطبيعي في حماية الصحافيين والحفاظ على حقوقهم وتكريس البعد المهني في عملها بعيدا عن الخضوع لمنطق المحاصصة السياسية، رغم تأكيد العديد من المتحدثين الرئيسيين على ان التدخل السياسي لصالح اجراء الانتخابات لعب دورا مهما في احداث التغيير الحاصل في النقابة.
وشدد المشاركون في المؤتمر على اهمية التزام النقابة بالسقف الزمني الذي حددته لنفسها لكي تنجز نظام داخلي عصري وانجاز تدقيق العضوية بما يساهم في اعادة الاعتبار للطابع المهني للنقابة ودورها على المستويين الداخلي والمجتمعي، مؤكدين على اهمية مساندة ودعم النقابة بما يخدم الوصول الى جسم نقابي حقيقي وفاعل.
واكد نقيب الصحافيين الفلسطينيين، د.عبد الناصر النجار، خلال جلسة افتتاح فعاليات المؤتمر التي عقدت بمشاركة مدير عام شبكة امين الاعلامية، خالد ابو عكر، ورئيس مجلس ادارة الشبكة ، الصحفي ابراهيم دعيبس، على اهمية الحفاظ على وحدة الجسم الصحفي الفلسطيني ودعم نقابة الصحافيين باعتبارها الجسم الشرعي والتي تعتبر البيت المهني لكل الصحافيين بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية او السياسية.
وقال النجار " الشرعية لا تتجزأ واية محاولات للتشكيك في شرعية الانتخابات رغم كل الملاحظات فانها مرفوضة"، مشيرا الى ان المجلس الحالي يعمل بجهود ذاتية لادارة النقابة سيما ان المجلس الحالي لم يتسلم اية ورقة من النقابة السابقة.
واضاف " لم نتسلم قرشا واحدا من اية جهة "، مؤكدا ان النقابة الحالية تعتبر نفسها في مرحلة التأسيس ومواصلة العمل من اجل تحديد من هو الصحفي وفتح باب العضوية من جديد وفق اشتراطات وشروط عضوية يجري تطبيقها من النقيب وحتى اخر صحفي فلسطيني.
واشار الى ان الجهود تسير باتجاه اقرار النظام الداخلي للنقابة ومن ثم مطالبة الصحافيين بتقديم الاوراق وتعبئة الطلبات المقرة والمعتمدة للعضوية بما يضمن نزاهة وشفافية الاجراءات المتعلقة بهذا الامر.
واكد ان لجنة العضوية التي جرى تشكيلها للتدقيق في العضوية هي الجهة المخولة رسميا من قبل النقابة لفحص وتدقيق العضوية بما في ذلك عضوية اعضاء الامانة العامة للنقابة.
وشدد النجار على موقف النقابة الرافض للتطبيع بمختلف اشكاله مع الاحتلال وسلطاته ، موضحا ان النقابة سوف تعزز مبدأ مساءلة أي صحفي او جهة اعلامية تمارس التطبيع.
من جانبه، اكد ابو عكر ان عقد المؤتمر بدون مشاركة الصحافيين من قطاع غزة ، مشيرا الى ان شبكة امين قررت الغاء فعاليات المؤتمر من اجل منع تصاعد الخلافات الداخلية والانقسام .
واوضح ابو عكر ان هدف المؤتمر وتخصيصه لهذا العام من اجل بحث موضوع نقابة الصحافيين وتطوير دورها، تمثل في محاولة لتجميع كل الاطراف على طاولة واحدة من اجل ضمان تعزيز الحوار الداخلي في الجسم الصحفي، الا انه بسبب بعض المواقف وتلمس شبكة امين لامكانية تصعيد الخلافات قررت الغاء فعاليات المؤتمر في قطاع غزة حتى لا تكون جزء من الصراع الداخلي ومنع تفجير الاوضاع خاصة ان شبكة امين ليست طرفا سياسيا.
وشدد على اهمية اشراك كافة الصحافيين والاعلاميين من اجل بناء نقابة صحافيين قوية مهنية والارتقاء بدور الصحافيين وحماية حقوقهم .
من جانبه استعرض دعيبس واقع رابطة الصحافيين في المرحلة الاولى التي عايشتها مع بدء التأسيس ومحاولات اسرائيل لاحتواء هذه الرابطة، مؤكدا انه رغم السلبيات والملاحظات التي تثار حول النقابة ومجلسها الجديد الا انه بالامكان مواصلة العمل للتأسيس لمرحلة جديدة وبناء نقابة قوية ومتينة تحافظ على حقوق الصحافيين وتحميها.
واكد على اهمية التحرر من الهيمنة السياسية على النقابة باتجاه تكريس المهنية والحفاظ على حقوق الصحافيين ورعايتهم وتقديم الخدمات النقابية لهم على مختلف المستويات ، وضمان تمثيل كافة المؤسسات الاعلامية والصحفية بانواعها المختلفة في الهيئات القيادية للنقابة بما يضمن التصاق الصحافيين بالنقابة والدفاع عنها.
وشهدت الجلسة الاولى من فعاليات المؤتمر الذي ترأسها الصحفي، عماد الاصفر، مداخلات ساخنة اشتملت على انتقادات لمستوى التدخل السياسي الذي حصل قبل واثناء اجراء الانتخابات ، وطريقة اجراء الانتخابات ، وحالة الضعف في الجسم الصحفي الذي سهلت عملية هيمنة البعد السياسي والفصائلي على الانتخابات، اضافة الى تجربة المستقلين ودورهم في ممارسة المعارضة في المؤتمر قبل واثناء وبعد اجراء الانتخابات كمعارضة من داخل النقابة، اضافة الىى غياب المعايير المرتبطة بمنح العضوية للنقابة والمشاركة في الانتخابات.
ورغم جملة الملاحظات والانتقادات التي سادت اعمال الجلسة الاولى التي شارك فيها في كل من الصحفيين ، إبراهيم ملحم، حسام عزالدين، امين ابو وردة، وعمر نزال، الا ان اتفاقا عاما ساد اتجاه العمل بجدية من اجل التأسيس لمرحلة جديدة لتنظيم واقع النقابة والتمهيد الجيد لانجاز نظام داخلي متين يضمن مشاركة كافة الصحافيين والتدقيق في عضوية الهيئة العامة للنقابة، ووضع شروط عضوية ملائمة للحد من انتساب اعضاء ليس لهم علاقة بالعمل الصحفي للنقابة، مع التأكيد على الاشادة بقرار الامانة العامة للنقابة بحديد مدة عام ونصف العام لاجراء الانتخابات المقبلة في النقابة .
واثار المشاركون في مداخلاتهم اثناء هذه الجلسة العديد من القضايا المرتبطة بواقع الصحافيين الحالي، واهمية توفير مقر رئيسي للنقابة في القدس المحتلة، وضرورة تكريس المساءلة والمحاسبة للقائمين والضغط عليهم من اجل انجاز المهام الموكلة لهم مع التشديد على اهمية اجراء الانتخابات وفق الموعد المحدد لتكريس حالة الانتظام في الحياة الديمقراطية في النقابة.
وقال ملحم "من المعروف ان الديمقراطية مثل المطار بمقدار ما يستقبل قادمين ويودع مغادرين"، مؤكدا اهمية تفعيل دور الصحافيين في دعم واسناد النقابة واخذ دورهم الحقيقي في ممارسة محاسبة ومساءلة الامانة العامة ، مشيرا في الوقت ذاته الى ضرورة تقبل الانتقادات ووجود معارضة للنقابة.
كما دعا الى مههنة الصحافة للارتقاء بها وفق معايير مهنية من شانها ان تعزز دور الصحفي وترتقي بالمستوى المهني للصحفيين .
وخصصت الجلسة الثانية التي ترأستها نبال ثوابتة، على النظام الداخلي لنقابة الصحافيين باعتبارها خطوة ملحة باتجاه دور فاعل، حيث اكدت ثوابتة انه من المحزن جدا ان نكون نناقش الان موضوع النظام الداخلي للنقابة في وقت انتقلت فيه المؤسسات الاعلامية الدولية لمناقشة العديد من القضايا المختصة في مجال تطوير المهنة واخلاقيات المهنة وتعزيز ربط شروط العضوية مع اخلاقيات المهنة باعتبارها اسرع للوصول الى واقع مهني.
وعرض الاعلامي ماجد العاروري مسودة نظام داخلي مقترحة انجزت لصالح شبكة امين الاعلامية حيث اكد على العديد من القضايا المترتبطة بالنظام الداخلي الذي يجب مناقشته ضمن اطار مجتمعي وليس حصره فقط في الصحافيين ، موضحا ان النظام الداخلي هو خطوة تستند الى تشريعات وقوانين معدة من قبل الجهات ذات الاختصاص.
وقال " هذا النظام جاء كنتيجة لمناقشات طويلة بين مختصين من اجل تطوير النظام الداخلي للنقابة "، موضحا ان هدف المؤتمر هو العمل من اجل الخروج بتوصيات محددة من اجل تقديمها للهيئة العامة للنقابة من اجل اقراره في وقت لاحق .
ومن المقرر ان يتواصل انعقاد المؤتمر الذي يستمر لثلاثة ايام مخصصة لمناقشة النظام الداخلي للنقابة ، اضافة الى تناول واقع هيئة الاذاعة والتلفزيون الى اين ؟ وهل تفي باحتياجات المواطن الاعلامية بمشاركة مشرف عام الاعلام الرسمي ياسر عبد ربه، كما تخصص جلسة اخرى لتناول واقع وكالة انباء وفا الى اين؟ وهل تفي باحتياجات المواطن الاعلامية؟، بمشاركة رئيس الوكالة رياض الحسن، ويختتم اعماله بعقد جلسة حول دور الصحفيات الفلسطينيات في الاعلام المحلي بمشاركة صحافيات واعلاميات ، على ان يصار الى الخروج ببيان ختامي عن المؤتمر.