مبادرة عالمية لتأمين عودة "اللاجئين" اليهود إلى أوطانهم الأصلية
نشر بتاريخ: 14/05/2010 ( آخر تحديث: 14/05/2010 الساعة: 17:25 )
بيت لحم-معا-أطلق مفكر عربي حركة فكرية ترمي الى اعادة المهجرين اليهود المقيمين في فلسطين حاليا الى إوطانهم الأصلية وذلك إعمالا بشرعة حقوق الإنسان وكل المواثيق والمعاهدات الدولية التي تقول بحقوق المهجرين مهما طال الزمن.
وقال طلال ابو غزالة في بيان نشر هنا اليوم مثلما يطالب الفلسطينيون بالعودة الى وطنهم الاصلي فلسطين، يحق لليهود المطالبة بحقهم في العودة الى أوطانهم ويجدر بالفلسطينيين والعرب تشجع ودعم هذا الحق، وكلنا يعلم ان كل يهودي مهاجر الى فلسطين منذ عام 1948 هو لاجئ يحمل جنسيته الاصلية ثم حصل لاحقًا على جنسية من سلطة الاحتلال.
ويشير ابو غزالة الى ان هذا النموذج لتكوين دولة هو النموذج الوحيد والفريد بالعالم، وفي العادة يكون هناك شعب ينتخب حكومة ويؤسس جيشا وبقية مقومات وعناصر الدولة إلا ان سلطة الاحتلال الصهيونية لم تجد شعبًا، انما هي بدأت بهجرة عصابة «الهاجانا» الى ارض فلسطين ثم جرى استدعاء جميع الحركات اليهودية المسلحة، بعدها استدعت سلطة الاحتلال مواطني دول العالم اليهود كي يلجأوا الى فلسطين ويؤسسوا دولة هذا النموذج المغاير لتكوين الدولة يقتضي من جميع احرار العالم مساعدة الشعب اليهودي اللاجئ الى ارض فلسطين للعودة الى ديارهم الاصلية، ذلك ان الاضطهاد والتعذيب والتمييز العنصري الذي تعرضوا له في اوروبا هو الذي استدعى هذه الهجرة.
واضاف ابو غزالة : قد يبدو في الظاهر ان هذه المجموعات اليهودية قد هاجرت اوطانها اختياريًا إلا انها في حقيقة الامر هجرت قسرًا وتعرضت لمختلف وسائل الضغط النفسي والاقتصادي والاجتماعي ليس في اوروبا فحسب بل حتى في امريكا ولعلنا نستذكر تلك الاعلانات الشهيرة في بعض المطاعم التي تقول صراحة « ممنوع دخول الكلاب واليهود «.
ويؤكد ابو غزالة ليس هناك من شك ان التواجد الصهيوني في فلسطين هو نتيجة عملية مبرمجة ومدروسة من قبل المجتمع الذي مورست عليه اقسى انواع المعاملة فاضطر الى الهرب والفرار مما يتطلب تصحيح هذا الخطأ التاريخي وتسهيل عودتهم الى اوطانهم معززين مكرمين وعليه يجدر بالمجتمع الدولي تنظيم حملة عالمية لعودتهم تضاهي تلك الحملة التي اعدتها الوكالة اليهودية قبل ستين عاما لمساعدة اليهود على الهجرة الى فلسطين ويجدر بنا ان نشير الى ان دور الوكالة لم يقتصر على المهمة الوطنية بل كان في الاساس عملية انقاذ ويكفي لتأكيد ذلك ان نسترجع صور البواخر التي حملتهم في موجات الهجرة ومظاهر الفقر والحرمان والجوع والهزال بادية على وجوههم واجسادهم.
ويقرر ابو غزالة ان اول أهداف التنظيم الجديد لا تقتصر على تأكيد حق اليهود بالعودة الى أوطانهم فحسب وانما تهدف الى فضح حق العودة المصطنع الذي استخدم ذات يوم للضغط على اليهود واجبارهم على الرحيل عن اوطانهم الاصلية والاساسية، ارض اجدادهم واجداد اجدادهم .
والمعروف ان الكيان الصهيوني ليس به دستور بل مجرد قانون اسمه قانون حق العودة لكل انسان من اصل يهودي، وهذا القانون مخترع ومفبرك والقانون الصحيح المقابل له هو حق اليهود الاساسي في العودة الى اوطانهم تماما كحق الفلسطينيين في العودة الى وطنهم.
وثاني هدف هو التوعية بحقيقة ان الوجود اليهودي في فلسطين ان هو الا ظاهرة لجوء سياسي سينتهي بعودة اللاجئين الى اوطانهم الاصلية في عملية يجدر ان تكون ميّسرة وحضارية فكل منهم كما هو معروف يمتلك جوازي سفر جوازه الاصلي الوطني القديم وجوازه المصطنع كلاجئ في فلسطين وبالطبع لن تكون هناك اي مشكلة في تحديد البلدان التي ينتمون اليها وها نحن نرى الى التطابق والتماثل مع الوضع الفلسطيني حيث ان كل فلسطيني لاجئ نعرف ان وطنه الاصلي فلسطين وعودته اليها محددة واكيدة بالتالي لن يكون هناك التباس في تحديد مكان عودته .
وبين ان ثمة قناعة سيحتاجها المجتمع الدولي في حال تبلورت هذه المبادرة بضرورة تأسيس صندوق وطني او دولي لتمويل عودة اللاجئين اليهود من خلال تأمين مصاريف وتكاليف سفرهم واستقرارهم عند عودتهم الى بلدانهم ايضا .
واوضح ان جميع محاولات انهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين قد فشلت لانها تجاهلت حقيقة ان هذا الاحتلال هو لجوء سياسي وحاولت بدون اي نجاح ان تظهره وكأنه دولة ولادل على ذلك ان كل من يحاول حل او انهاء الاحتلال يكتشف استحالة هذا الحل كونه يتجاهل حقيقة انه لجوء في حين ان حله بسيط وهو عودة اللاجئين إلى بلادهم.