مبعدون يحيون ذكرى النكبة بطريقتهم

بيت لحم- معا- إنطلقت صافرات الإنذار عند منتصف اليوم السبت في كافة المدن الفلسطينية، إحياء لذكرى النكبة الثانية والستين التي حلت بالشعب الفلسطيني، عندما جرى تهجيره من أرضه وبيوته في عام 1948.

وعلى ذات الصعيد انطلقت في مناطق متعددة من الضفة الغربية وقطاع غزة ومخيمات الشتات مسيرات ومظاهرات، شارك فيها الالاف من أبناء الشعب الفلسطيني، معربين عن تمسكهم بحق العودة ورفض كل "المؤامرات" التي تحاول النيل من حقهم وافراغ قضيتهم من جوهرها.

وفي هذا الإطار يستذكر الفلسطينيون ما حل بهم طوال سنوات النكبة من كوارث وويلات ألمت بهم منافيهم، ومن أبرزها نكسة عام 1967، عندما اقدمت اسرائيل على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، وأجزاء من دول عربية مجاورة، مما ساهم في تعميق ازمة الفلسطينيين وزاد من صعوبة معاناتهم وسعيهم للعودة وإنهاء الاحتلال.

محمد باكير لاجئ فلسطيني طرد الاحتلال والده من يافا إلى مخيمات قطاع غزة يقول: "صحيح اننا نعيش في حصار وضيق ولكننا على يقين من عودتنا لأنها وعد إلهي لنا وهذه أرضنا فلم لا نعود؟".

"ابو محمد" لاجئ آخر من غزة يشعر بالضيق لأن "الشعب الفلسطيني وقادته لم يوظفوا ما جرى بحقهم في المحافل الدولية كما فعلت اسرائيل باستغلالها للمحرقة في متاحف يؤمها قادة العالم قبل شعوبهم".

مبعدو كنسية المهد وغيرهم يحيون ذكرى النكبة بطريقتهم الخاصة

في الذكرى الـ62 للنكبة.. نكبة اخرى يعيشها مبعدو كنيسة المهد والمبعدون الذي شملهم القرار الاسرائيلي 1650.. فقد كان المبعدون يستمعون الى حكايات النكبة من اجدادهم ليجدوا انفسهم جزءا من القصة.. باتوا يدركون مرارة البعد والتشرد، ويدركون معنى حق العودة وتقرير المصير ومعنى البعد عن الارض.

مبعدو كنيسة المهد طالبوا خلال وقوفهم أمام المجلس التشريعي "المتخاصمين" في الساحة الفلسطينية من حركتي فتح وحماس بضرورة التوحد خلف القضايا الرئيسية "القدس وعودة اللاجئين وازالة المستوطنات".

وحمل المبعدون الاعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "العودة حق مقدس لا يمكن التنازل عنه".

ووجه فهمي كنعان الناطق باسم المبعدين رسالة للاحتلال الاسرائيلي قال فيها: "نقول للاحتلال الاسرائيلي مهما مارست من سياسات إبعاد وتهجير قسري سواء في العام 48 وإبعاد بحق مبعدي كنيسة المهد والقرار الاسرائيلي الاخير 1650 القاضي بترحيل عشرات الفلسطينيين لن تنسينا حقنا في العودة ولن نستسلم لمقولة الكبار يموتون والصغار ينسون سنعلم ابناءنا وأحفادنا حقنا في العودة".

ودعا كنعان باسم المبعدين الامم المتحدة ومؤسسات حقوق الانسان الى التحرك العاجل وتنفيذ قرارات الامم المتحدة القاضية بعودة اللاجئين ووضع حد للقرار 1650.

كما طالب المبعد ياسين الهريمي بتضامن عربي واسلامي مع حق العودة وبجانب ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات معربا عن رفضه للتوطين أو التعويض.

وثمن المبعدون التوحد الذي سيجري في مسيرة الوحدة الوطنية بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية مطالبين بان تكون مقدمة للوحدة وانهاء الانقسام.

من جانبهم اعرب 13 مبعدا من مبعدي 48 الموجودين في خيمة اقيمت على معبر بيت حانون ايريز رفضهم للقرار 1650 باعتبارهم اكثر الناس ادراكا لمعنى النكبة وعواقبها.

وقال المبعد محمد العطاونة من مدينة بئر السبع في اتصال، لـ"معا": "نحن أكثر الناس الذين نشعر بالنكبة المتجدد، نكبتنا اننا انفصلنا عن اطفالنا وذوينا لانه في العام 48 تشردت العائلات دفعة واحدة وبقية متوحدة اما نحن فقد شردنا وبتنا نحن في جهة وعائلاتنا في جهة ".

ودعا العطاونة حركتي فتح وحماس لنبذ الخلافات والعودة الى المصالحة الوطنية كمطلب شعبي جماهيري داعيا المجتمع الدولي ان ينظر للمبعدين كمشردين من بيوتهم وذويهم بلا مأوى.

ندوة حول النكبة في جنين

نظمت جمعية كي لا ننسى النسوية في مقرها في مخيم جنين ندوة حول الذكرى 62 للنكبة وذلك في إطار التوعية الوطنية لجيل الشباب ضمت مجموعة من طلبة المدارس وعددآ من أهالي المخيم

وقد افتتح الاجتماع بكلمة ترحيبية لرئيسة الجمعية فرحة أبو الهيجاء التي أكدت فيها على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيهم ومدنهم وقراهم التي هجروا منها، مضيفة "ان العودة حق سياسي وتاريخي وأخلاقي وقضية اللاجئين هي المفصل الرئيسي للقضية الفلسطينية وان أقامة الدولة الفلسطينية لا تعني بديلا عن حق العودة معتبرة هذا الحدث يشكل مناسبة للتذكير بالنكبات والمآسي والمجازر التي مرت بالشعب الفلسطيني عامة وأهالي المخيم خاصة".

أما هيفاء عامر عضو الهيئة الإدارية قالت "إننا نعيش نكبة جديدة وذلك بسبب الالتفاف على الحق الفلسطيني والتنكر له ونكبة الاستمرار في احتلال الأراضي الفلسطينية التي انعكست اثاره السلبية على كل نواحي الحياة الفلسطينية".

وتحدث حسين محمود من سكان المخيم عن قريته (المنسي) وحنينه إليها قائلآ "انني ما زلت احمل املآ وحنينا لعودتي اليها مطالبا المجتمع الدولي الإسراع الفوري لحل قضية اللاجئين وإعادتهم إلى وطنهم.