اوبريت القدس بوابة السماء ..سلاح الثقافة والفن لمحو آثار النكبة
نشر بتاريخ: 15/05/2010 ( آخر تحديث: 15/05/2010 الساعة: 22:35 )
رام الله -معا - بسلاح الثقافة والفن ، أحيت مؤسسة ياسر عرفات الذكرى الثانية والستين للنكبة ، كما قال د.ناصر القدوة رئيس مجلس إدارة مؤسسة ياسر عرفات في كلمته التي ألقاها في الحفل الذي نظمته المؤسسة في قصر الثقافة برام الله مساء أمس الجمعة 14/5/2010 ، بحضور الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء وحشد من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية والمواطنين وعرضت فيه اوبريت القدس بوابة السماء.
وقال القدوة في كلمته إن" اللقاء يأتي في ذكرى النكبة وضياع فلسطين ذكرى اقتلاع نصف شعبها وتشريده لنؤكد العزم على استعادة حقوقنا وعلى تحقيق العدالة ولو نسبياً."
وأضاف القدوة إن اللقاء يؤكد مجددا أن القدس شرط الوجود الوطني الفلسطيني وعاصمة دولة فلسطين المستقلة وان استخدام سلاح الفن والثقافة يؤكد أننا شعب لا يكف عن الحياة وعن بناء التراكم الثقافي اليومي المتمسك بالأصالة والمنفتح على التجدد الخلاق.
وقال إن مؤسسة ياسر عرفات" ستواصل النضال والعمل الجاد على مختلف المستويات والأصعدة وفي شتى مجالات النشاط الإنساني جميعا كي نمحو آثار النكبة وكي نستعيد قدسنا الغالية وكي نعمق جذور هويتنا الثقافية وآفاقها الإنسانية العالية."
وبعد كلمة القدوة بدأ عرض الاوبريت الذي اشتمل على لوحات موسيقية وتصويرية نقلت محطات من الحياة اليومية في القدس المحتلة ونشاطات أهلها ومعاناتهم جراء الاحتلال الإسرائيلي ، كما أكدت اللقطات رسوخ الوحدة الوطنية الفلسطينية بين المسلمين و المسيحيين في القدس في مواجهة الاحتلال.
وعرضت جولات الكاميرات في القدس مصحوبة بموسيقى جميلة لسعيد مراد عزفها أفراد فرقة صابرين ونجحوا في إيصال الأجواء الروحية والحياتية المميزة للقدس المحتلة إلى الحضور الذي تفاعل بشكل كبير مع العرض .
وبدأت الفرقة العرض الذي نظم بمناسبة الذكرى الثانية والستين للنكبة، بمشاهد فيديو تنقل للفلسطينيين المتعطشين للقاء المدينة ما يدور في أزقتها،
ومن شوارع الشيخ جراح، وسلوان ورأس العامود، ومن على سفوح جبلي الزيتون والمكبر، استرق أكثر من مئة فنانة وفنان مقدسي، من فرقة صابرين وأخرى اجتمعت تحت رايتها، السمع والنظر، إلى أزقة البلدة القديمة، وباحوا للحضور بأسرارها، ونقلوا بحناجرهم وأناملهم همها وشكواها.
ووضعت الأصوات الحضور في قلب المدينة، فتلمسوا مسابحها، واشتموا رائحة البخور المنبعثة من قناديلها، ولفحت وجوههم شالات القماش المعلقة في سوقها، وجلسوا على مقاهيها، وشربوا الشاي والقهوة فيها.
وذهب العرض إلى أبعد من ذلك، فكان كريما جدا، فنقل أصوات المكسرات في فرنٍ مقدسي، ونقل رائحة الكنافة في السوق القديم، وأهازيج بائع الخروب، وحكايات بائعة ورق العنب في باب العامود، و'دلعونا' الرياضيين في المراكز الشبابية.
وفي رحلة إلى أعماق الروح، قادت الفرقة جمهور المسرح إلى أبواب المسجد الأقصى المبارك، وأجلسهم على نوافذ قبة الصخرة، تحسسوا بأيديهم سجادها، وحملوا بأرواحهم قبل أكفهم مصاحفها، واصطفوا في الصلاة خلف إمامها.
وقدمت فرقة البصائر للإرشاد والديني مجموعة من التواشيح والأناشيد الدينية الإسلامية التي نالت استحسان الجمهور ومشاركته وذهبت فرقة الإنشاد إلى أعماق التقاليد الدينية المقدسية، وحلقات الذكر والأناشيد، فتغنت بالنبي محمد، وتضرعت إلى الله أن يفك كرب مدينتهم، وأن يرفع السكين عن أعناقهم، وأن يفك أسر أقصاهم، ويعيد الابتسامة لأطفالهم.
، كما قدمت فرقة القديس يعقوب الأرثوذكسية ترانيم مسيحية حازت أيضا إعجاب الجمهور وتقديره ثم قدمت فرقة "جي تاون" الشبابية المقدسية فقرة " راب "تفاعل معها الجمهور وبشكل كبير خاصة وأنها طرحت هموم القدس ومواطنيها وشبابها وفي مقدمتها الاحتلال الإسرائيلي والحصار الذي يخنق المدينة ويضيق على أهلها.
وبرفقة الصور التي سرق منها الاحتلال الألوان، دخلت فرقة صابرين أبواب المدينة، المفتوحة منها والمغلقة، ورووا لكل باب حكاية، وذهبوا بعيدا في التاريخ، إلى أزمان وأقوام، محتلين وفاتحين، مهزومين ومنتصرين، عبروا من هذه الأبواب.
ومن التاريخ وصولا إلى الحاضر، فالاحتلال الجاثم على نفس المدينة، من شوارع بلداتها، حتى أبوابها ومسجدها وكنائسها وأزقة سوقها، فيظهر الجندي المتربص على السور، والأخريات الممعنات في الإذلال في باب العامود، إلى الحواجز، فالجدار، والمستوطنات، وما تتعرض له المدينة من تهويد.
وشارك نحو مائة من الفنانين المقدسيين في أداء فقرات الاوبريت .
واوبريت القدس بوابة السماء مستوحى من فضاء المدينة المقدسة وحواريها ، من القدس وعن القدس. تقوم فكرته الأساسية على حكاية المدينة ، ومجموع الثقافات والحضارات التي شكلت روح المدينة وهي النموذج القديم الجديد لحالة الحرب وحالة اللاسلم، وهي حالة التوازن واختلاله. القدس في الماضي والحاضر والمستقبل ، ومن حاراتها القديمة و أسمائها المختلفة ، من سورها العالي وعمارته المميزة من زقاقها المؤدي إلى البيوت ودور العبادة ، من سوق القطانين إلى حارة المغاربة ، من باحات المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة إلى كنيسة القيامة ، من عقبة الخالدية إلى السرايا.القدس المحتلة والمحاصرة بالجدار وبالقمع ...والقدس العربية الصامدة .