الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

التجمعات الشبابية الثقافية: "موضة" أَم أداة للتغيير ؟!

نشر بتاريخ: 16/05/2010 ( آخر تحديث: 16/05/2010 الساعة: 08:06 )
غزة-معا- نظم التجمع الشبابي من أجل المعرفة يوتوبيا لقاءً مفتوحاً حول واقع التجمعات الشبابية ودورها في التغيير في قاعة مطعم الفصول الأربعة وسط مدينة غزة، وأدار اللقاء الشاعر عبد الفتاح شحادة حيث استهل القول بالحديث عن التجمعات الشبابية وأثرها في الحراك الثقافي في المجتمع الفلسطيني.

وكان ضيف اللقاء الأستاذ محسن أبو رمضان خبير التنمية المجتمعية والذي وصف اللقاء بالهام ودعا للتفكير في ظاهرة التجمعات الشبابية. فالمجتمع الفلسطيني هو مجتمع فَتيّ يتجه إلى المستقبل أكثر من الماضي وأن سمة الشباب تتصف بالجرأة والرغبة في التجديد والتغيير والمشاركة.

وقدّم أبو رمضان أمثلة ونماذج شبابية أحدثت تغييراً في مجتمعاتها كالثورة الطلابية في فرنسا حيث أن مثل هذه الحركات أثرت في خارطة المجتمع ككل وأيضاً كان لها أثراً على بلدان مجاورة في أوروبا.

كما ضرب نموذجا مشرقا من حراك الشباب في المجتمع الفلسطيني منتصف الثمانينيات وهو مشاركة الشباب في الانتفاضة الأولى ودور التجمعات الشبابية في إرساء قواعد ومفاهيم مقاومة الاحتلال وتأسيس القيادة الوطنية الموحدة المتمثلة في منظمة التحرير حيث كان جُل عناصرها الرئيسية من الطلاب والشباب.

وأرجع أبو رمضان سبب ظهور التجمعات الشبابية إلى واقع الاحتقان والركود وتزايد المشاكل والأزمات التي يعاني منها الشباب فالشباب يبحثون عن مخارج لطبيعة الأزمة التي يعيشونها، وحالة الانقسام أدت إلى صدمة لدى الشباب مما دفعهم للهروب من الأحزاب والانضمام للتجمعات الشبابية.
فالتجمعات شرط ضروري للمعرفة وتشخيص الواقع ولكنها غير كافية وهي حركة الربط للتغيير والأحزاب تستفيد من هذه الحالة من خلال احتضانها للتجمعات وتشجيعها.

وهناك ثلاثة أبعاد للنهوض بالمجتمع وهي الأحزاب السياسية والنقابات والحركات الاجتماعية لذلك يجب التفكير ما هي أداة التغيير المناسبة لمجتمعنا.
وتحدث الباحث رامي مراد، موضحا ان وصف المجتمع بالفتي لا يرتبط بالعمر وإنما بالفعل، المجتمع الفلسطيني لا ينتشر فيه ثقافة الفعل حيث اقتصر دور الشباب بالتنفيذ وليس بالمشاركة وتساءل هل المبادرات الشبابية تعد تحركا ايجابيا ام سلبيا

واجاب بنفسه :"هي تحرك ايجابي ولكن الخوف أن يعتقد الشباب أن مثل هذه الجلسات تمثل الدور الحقيقي ويكتفي بتفريغ طاقاته بدلا من التغيير.
من جهته قال الشاب أحمد أبو وردة أن الشباب يحتاجون لمن يدعمهم ويدافع عن حقوقهم بطريقة صحيحة ليثبتوا دورهم ، متسائلا ما هي السبل للاهتمام بالشباب في ظل الانقسام من أجل التغيير؟

ووصفت الإعلامية مشيرة أبوشماس التجمعات الشبابية بالظاهرة الايجابية. ونشوء تلك التجمعات سببه انعدام فرص العمل الحكومي وألمحت أن هناك عدم شفافية وفساد مالي في تلك التجمعات والجمعيات غير الحكومية.

وأشار الفنان المسرحي رامي السالمي الى أن كثرة التجمعات وأسباب نشأتها هي الحاجة ولكن ينقص الشباب الإيمان بالفكرة، وعدم وجود حالة إصرار على التغيير تصبح التجمعات موضة أو حالة فراغ.

وقال الشاب أمجد عرار أن القيادات السياسية والحزبية تبلورت من فئة الشباب فهل التجمعات الشبابية والمؤسسات غير الحكومية تحرص على المشروع الوطني أم هي بديل للتفريط في ذلك المشروع.

وتحدث الكاتب علي أبو خطاب عن المشاكل التي تواجه هذه التجمعات كمسألة الترخيص والضعف المادي وعدم الاستقلالية مما يضطر أعضاؤها للتوجه إلى الأحزاب والمؤسسات الأخرى، داعياً إلى توحيد كل الأطياف من اجل الرقي بالمجتمع.