الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

بركة: نضال شعبنا من اجل العودة والدولة ولا يجب مقايضة احداهما بالاخرى

نشر بتاريخ: 16/05/2010 ( آخر تحديث: 16/05/2010 الساعة: 15:48 )
رام الله- معا- يحيي الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده، الذكرى الثانية والستين للنكبة، والتي تأتي لهذا العام في ظل استمرار تعثر عملية السلام، والانقسام الفلسطيني الداخلي، وفشل جهود المصالحة الوطنية.

وفي هذا المناسبة دعا منسق حملة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين في مركز بديل، محمد جرادات الشعب الفلسطيني بكافة فئاته للمشاركة في احياء ذكرى النكبة، والمساهمة في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي بكافة اشكالها، والمشاركة في حملة مقاطعة البضائع الاسرائيلية، وسحب الاستثمارات الاقتصادية، وتعزيز المقاومة الشعبية ضد اسرائيل.

واوضح جرادات خلال برنامج رأي عام الذي ينتجه ويبثه تلفزيون وطن، والذي خصص حلقته للذكرى الثانية والستين للنكبة، ان الشعب الفلسطيني ابدع في مقاومته للاحتلال الاسرائيلي، واستطاع دوما تجديد ادوات مقاومته ولغتها، وتطوير امكانياته الذاتية.

واضاف، ان هدف احياء ذكرى النكبة هو تعزيز ثقافة العودة، وشحن الذاكرة وابقاءها متقدة ومتمسكة بهذا الحق الوطني، لاثبات ان الاجيال الشابة لن تتراجع عن المطالبة بحق العودة الذي لن يسقط بالتقادم.

واكد جرادات ان الاجيال الشابة متمسكة بحق العودة، ونجحت في استنهاض القوى الشعبية والوطنية، واطلاق الحملات الدولية لابقاء قضية اللاجئين حاضرة بقوة في المحافل الدولية.
اسباب النكبة

واوجز جرادات خلال برنامج رأي عام، اسباب وقوع النكبة، "بالوضع الدولي الذي كان سائدا في فترة الاربعينات، وخاصة نهوض الحركات القومية بعد الحربين العالميتين الاولى والثانية، والتي كان احداها نهوض الحركة الصهيونية، كحركة استيطانية كولونيالية، كجزء من الاستعمار العالمي، بالاضافة الى واقع الدول العربية التي كان بعضها حديث الاستقلال او ما زال يرزح تحت الاستعمار، وضعف التخطيط العربي لمواجعة الاطماع الاستعمارية الدولية".

وبين جرادات "ان بريطانيا ساعدت العصابات الصهيونية في احتلال فلسطين، من خلال تسهيل الهجرة الصهيونية اليها، وتسليحهم بأحدث العتاد العسكري، والقضاء على القيادات والامكانيات الوطنية، ونقل ملكية الاراضي للصهاينة"، مشيرا الى تأكيد "يوسف نخماني" ذلك الامر في مذكراته.

وفرق جرادات بين موقف الانظمة العربية وشعوبها في تلك الفترة، مشيدا بدور المقاومة الفلسطينية والمتطوعين العرب "الذين دافعوا عن القرى والمدن الفلسطينية بكل امكانياتهم حتى الرمق الاخير، امام العصابات الصهيونية".

وبين جرادات "ان الجيوش العربية جاءت الى فلسطين بعد فوات الاوان، حيث كان الساحل الفلسطيني والمدن الكبرى قد سقطت في يد العصابات الصهيونية، في حين انها كانت تنتظر انتهاء الانتداب البريطاني يوم الخامس عشر من ايار للعام 1948، مشيرا الى ان القيادات العربية بعثت بجيوشها الى فلسطين ارضاء لضمائرهم فقط".

واكد جرادات انه لم يكن هناك تنسيق بين الجيوش العربية التي دخلت فلسطين، متطرقا الى اعترافات الحاكم العسكري الاردني عبد الله التل في مذكراته والتي قال فيها" انه لم يكن هناك تنسيق بين الجيوش العربية، وكان بأمكاننا استعادة القدس الغربية وتحريرها".

وفيما يخص اوضاع القيادة الفلسطينية في ذلك الوقت، اوضح جرادات ان "القيادة الفلسطينية كانت تمر في ظروف صعبة بسبب ملاحقتهم ومطاردتهم من قبل العصابات الصهيونية، والذين تعرضوا اما للاعتقال او التهجير".

ودلل جرادات على ذلك الوضع، بنص الرسالة التي بعث بها الشهيد عبد القادر الحسيني الى الانظمة العربية، وقال لهم فيها" لقد تركتونا ، وكشفتوا عوراتنا"، وزيارته الى مختلف العواصم العربية التي لم تمنحه شيئاً.

وبين ان مشكلة القيادة الفلسطينية كانت وما زالت في غياب التقدير والرؤية الاستراتيجية، وفقر الخطط التكتيكية لخدمة تلك الاستراتيجية، مدللا على ذلك بحدوث النكبة الفلسطينية بعد ثورة 1936، واتفاقية اوسلو بعد الانتفاضة الاولى.

بدوره اكد محمد بركه، العضو العربي في الكنيست الاسرائيلي خلال مداخلة هاتفية، انه "كلما زاد رحيلنا وتهجيرنا يوما، تقترب عودتنا يوما، وانه لا شك لدينا بأن العودة ستتحقق اجلا م عاجلا"، مضيفا ان "نضال شعبنا الفلسطيني هو من اجل الدولة والعودة، ولا يجب مقايضة احداهما بالاخرى".