اللواء الطيراوي: يجب أن تبقى قضيتنا حية بوحدتنا وثباتنا في أرضنا
نشر بتاريخ: 16/05/2010 ( آخر تحديث: 16/05/2010 الساعة: 19:59 )
رام الله-معا-قال اللواء توفيق الطيراوي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح يجب انه يجب ان تبقى القضية الفلسطينية حية، بالصمود، وباستمرار النضال على أشكاله.
وبعد مرور كل هذه السنوات على المفاوضات المتعثرة أكد في كلمة في ذكرى النكبة انها تحتاج إلى دعم كي تنجح فقال: "نحن بحاجة إلى قوة فلسطينية، وقوة عربية أساسها الوحدة وهي غير موجودة، لا يوجد قوة عربية تقول للاسرائيليين كفى، ولا يوجد وحدة موقف فلسطيني خاصة مع الانقلاب الذي حدث في غزة وهو أكبر هدية للاسرائيليين".
وحول الموقف الدولي من المفاوضات أكد أن "الدول تربطها ببعضها علاقات مصالح وليس عواطف وهناك مصالح مع اسرائيل، وهناك صورة أفضل من السابق لأننا أظهرنا اننا أصحاب حق وليس ارهابيين، علاوة على أننا يجب أن نعرف العقلية الاسرائيلية لنعرف كيف نتفاوض. لن نأخذ حقنا بسهولة والعملية التفاوضية هي عملية نضالية كبيرة علينا أن نعي أبعادها ونقودها بالشكل الصحيح".
تجربة التهجير واللجوء
وحول ذكريات الرحيل القسري عام 1948 قال اللواء الطيراوي: "ولدت في قرية طيرة دندن قضاء اللد عام 1948 وبعد ذلك بشهور رحل أهلي إلى قرية رنتيس قضاء رام الله وهي القرية الأقرب إلى الطيرة، أما والدي فاشترى بندقية والتحق بالمقاومة، وكانت جدتي تحملني في حين أن والدتي حملت أختي".
ولعل أول مشهد يذكره ويعيه هو: "كنت على حضن جدتي لأبي والتي كانت ترعى الأغنام والأبقار التي كنا نملكها قبل الرحيل، لقد حملتني فجأة على ظهرها وغطتني ببطانية، لتهرب بي من قرية رنتيس إلى اللبن شرقاً، لا أعرف لماذا؟ وعندما كبرت حدثتني جدتي أن ذلك كان أثناء العدوان الاسرائيلي على قبية، كانت خائفة علي واعتقدت أن البطانية ستحميني من الرصاص".
وعبر الطيراوي عن إيمانه بمرارة فقال: "حين كبرت ووعيت تمنيت أن لا يكون أهلي غادروا فلسطين لأن البقاء في الأرض والحفاظ عليها عامل اساسي وهام في نضالنا ضد اسرائيل"، مشيراً إلى أساليب الاسرائيليين والتي ساهمت في التهجير مؤكداً "تأثير قلة ثقافة الفلسطيني أمام وسائل مثل المذابح التي قامت بها والإشاعات التي كانت تبثها اسرائيل حول اغتصابهم للنساء، فالشرف عامل هام لدى الفلسطيني وهو يعادل الأرض".
وتابع "كان مهم جداً هروب النساء والأطفال والبقاء للرجال المسلحين فقط وكان عددهم قليل في ذلك الوقت عدا عن أنهم غير مدربين وسلاحهم وذخيرتهم قليلة، كما استخدمت اسرائيل وسائل كالافراط في استخدام القوة. مما جعل الفلسطيني ينتقل من مكان إلى مكان آخر قريب من قريته، لأن هناك اعتقاد أساسي لدى الفلسطينيين بأنهم سيعودون بعد أيام".
أما ما بقي لعائلة الطيراوي التي كانت تملك المواشي والأغنام وقطعة أرض ودكان "لم تأخذ عائلتي شيء سوى المفتاح وأوراق طابو الأرض، هذا ما رأيته وحدثتني عنه جدتي، ولازالت أحتفظ به".
واستطرد قائلاً: "ومن خلال أحاديث جدتي عرفت أنه مع بدء المعارك أصر أبي أن يشتري بندقية فباع جزء من الأبقار والأغنام التي كنا نملكها، وحين دخل الاسرائيليين القرية وبدأ إطلاق النار، يبدو أنه من حظ والدي أن احدى طلقات النار من الاسرائيليين جاءت في البندقية فأعطبتها، وبقي والدي حينها بدون سلاح مع المقاومين إلى أن اضطر للانسحاب".
وتابع ذكرياته التي استقاها من أحاديث جدته فروى: "عندما ذهبنا إلى قرية رنتيس كان الفدائيين أو المتسللين كما أطلق عليهم، يدخلون القرى التي هجرنا منها لجلب بعض الحاجيات من البيوت والبعض يذهب للقتال، اختلطت الأمور ولم تكن مقاومة منظمة في ذلك الوقت نظراً لاستشهاد كثير من القادة وقلة الامكانيات ونقص التوعية السياسية والنضالية". وشدد أنه "لو كان لدينا مقاومة مسلحة منظمة وامكانات ودعم عربي وتوعية سياسية لما حدث ما حدث، وكانت أنظمة الحكم العربية جزء أساسي في انهيار المقاومة والروح المعنوية لدى الفلسطينيين".
ورحلت عائلة الطيراوي من رنتيس إلى اسكاكا ثم إلى السلط ثم إلى مخيم عقبة جبر في أريحا ثم إلى الكويت، في حين سلك الطيراوي طريقه النضالي حين درس في بيروت ونظم في حركة فتح واعتقل في دمشق وأصبح مطارداً ولم يستطع العودة إلا مع اتفاقية أوسلو.
وعن زيارته للقرية أخبرنا أنها تسمى الآن بطيرة يهودا، لكنه حين وصل مفترق طريق اللد قلقيلية و"تل أبيب" وقرأ اليافطة "من هنا طيرة يهودا" قال: "أصبت بحالة غير طبيعية وقررت العودة ولم أصل القرية قط، لم أستطع تحمل هذا الموقف الصعب".