عندما يعترف هرم الرياضة بالخطأ مرتين! بقلم: منذر قريع
نشر بتاريخ: 17/05/2010 ( آخر تحديث: 17/05/2010 الساعة: 18:03 )
نشرت مقالا بعنوان( شماعات الفشل في الأندية) أواخر العام 2008، مع نهاية الدوري التصنيفي الأول، عرجت من خلاله على العديد من الأسباب والفرضيات التي عولت عليها إدارات الأندية ولاعبوها في عدم احتمالية إكمال الدوري، والأسباب الحقيقية لفشل الأندية في مسيرة الدوري، وكان ما كان في ذاك الزمان، وبقي من بقي مع الكبار وهبط من هبط إلى الدرجات الأخرى.
اتصل بي اللواء جبريل الرجوب حينها، شاكرا ومادحا جميع ما جاء في المقال، الذي اعتبره الحقيقة بعينها وليس روحها، وقالي لي بالحرف الواحد على كل إداري ناجح وواقعي، يريد معرفة حقيقة ما حدث معه خلال مسيرة الدوري، سواء بقي فريقه أم هبط، أن يرجع إلى مقالك ويبني فريقه ويؤهله للسنوات القادمة، وعليه أن يكون واقعيا مع نفسه، قبل أن يتحدث عن الواقعية مع الآخرين، وان يبحث عن أسباب فشلة ويعالجها، قبل أن يعلق الآمال على فشل غيره ليبني نجاحاته. أشعرني هذا الاتصال بنشوة غريبة، وتكريم بمذاق خاص، كان أبرزها مواساتي بهبوط فريقي إلى الدرجة الأدنى، رافعا معنوياتي شبه المنهارة نتيجة الهبوط، نظرا للمصاريف الهائلة التي تكبدها النادي، معززا لاعتقاداتي وقناعتي بالأسباب الحقيقية لعناصر وأسباب الفشل التي أوردتها في مقالي بحق إدارات الأندية ولاعبيها، مكرما أياي على جهد كتابي متواضع، داعيا إلى الاستمرار في هذا النهج، مؤكدا على انه متابع لكل كبيرة وصغيرة تنشر وتكتب سواء بالسلب أو بالإيجاب، معترفا بالأخطاء التي وقع بها الاتحاد ومجلس إدارته، والتي كان لنادي ابوديس نصيب منها،
أكثر من مرة، واعترف بذلك رئيس الاتحاد على شاشات التلفاز وصدر الصفحات، وفي أكثر من مناسبة.
انتظمت مسيرة الرياضة في فلسطين، وسارت بوتيرة متسارعة، لركوب موج الرياضة العالمية، وعلى عدة أصعدة، الدوري لجميع الدرجات والفئات، كأس ودرع، بطولات تنشيطية.....وكانت المشاركات الخارجية، واستضافة المنتخبات والأندية العربية والعالمية، ونال الاتحاد جائزة أفضل اتحاد متطور للعام 2009، وفريق نسوي يصول ويجول، أسوة بفريق الرجال، وبدون فرق في الدعم والاهتمام. انتهت الفترة القانونية للهيئة الإدارية التي كنت اعمل معها- ولو دامت لغيرك ما وصلت إليك- وكنا حتى تلك اللحظة، ننتظر صدور القرار الخاص باعتراضنا على نتيجة مباراتنا مع نادي صور باهر، والتي اعترف أنني كنت مسئولا عن إعداد وتجهيز النصوص والمواد القانونية الخاصة بالاعتراض المقدم إلى الاتحاد، ونشرت هذه المواد على صدر الصفحات اليومية والمواقع الرياضية الالكترونية، وهذا نابع من التزامي وعشقي للعمل الإداري الممنهج، البعيد عن ردة الفعل والغوغائية - وهذا كان لا يروق لبعض من عمل معي - دون التسلح بسلاح القانون، وإيماننا بعدالة قضيتنا.
واعتراضنا، وكنا نمني النفس، أن يصدر القرار ونقيم احتفالا يليق بانجاز أسرة النادي ومشجعيه، ولكن قدر الله وما شاء فعل. ظلم نادي ابوديس مرة أخرى، وكان طعم الظلم هذه المرة مختلف عن سابقاته، كان له مردود السم على كل محبي وعاشقي الرياضة في ابوديس، كان القرار بمثابة الصدمة والصعقة على نفوس أبناء الرياضة في البلدة، وهذا نابع من الثقة اللا محدودة في اللواء أبو رامي وقراراته العادلة، أما على المستوى الشخصي، فقد شعرت بخذلان ذاتي، لاني صاحب المبادئ المؤمن في القانون والذي خذل منه، ودعاني إلى مراجعة لحظية للأحداث، وفي لحظة ضعف، أيقنت أن مقولة (القانون وجد للضعفاء فيما بينهم، لان الأقوياء يحصلون حقوقهم بأيديهم) .
لم يطل رد اللواء أبو رامي على الظلم الذي لحق بحق نادي ابوديس، ومرة أخرى أكد على أن القائد يتحمل نتائج عناصره، ويتعهد بالبحث عن كل الوسائل من اجل إنصاف ابوديس، بل وحييا موقف إدارة النادي، والذين احتجوا بالطرق القانونية على تصنيفهم، ومن حقهم الاحتجاج كون ترتيبهم كان الثاني في المجموعة، وهذا بحد ذاته اعتراف رسمي من هرم الرياضة، بقبول الاعتراض المقدم من نادي ابوديس.
قلة من القادة الذين يعترفون بأخطائهم، ويبحثون عن الطرق الكفيلة بإعادة الحقوق لأصحابها، فهذا الرجل إن قال فعل، وأصبح هناك قناعة شبه تامة في أسرة نادي وأهالي ابوديس، إن أنصاف النادي وإعادة حقه أليه بطريقة أو بأخرى، مسألة وقت لا أكثر، عند هرم الرياضة جبريل الرجوب. ونؤكد دائما على أن الحق لا يسقط بالتقادم، وان الأيمان بعدالة القضية والشروع بالطرق القانونية الإدارية السليمة، خير وسيلة لتوصلك إلى انتزاع حقك حتى وان طال الزمن، والمثل الشعبي يقول( البدوي اخذ حقه بعد أربعين سنة وقال: استعجلت) إننا نأمل ألا يطول انتظارنا هذه المرة.