الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عودة سلة إبداع من الإسكندرية بخسارتين في الملعب وثلاث اتفاقيات

نشر بتاريخ: 17/05/2010 ( آخر تحديث: 18/05/2010 الساعة: 13:39 )
*كيف نخرج من عباءة المشاركة في سبيل المشاركة:
*عودة سلة إبداع الدهيشة من الإسكندرية بخسارتين في الملعب وثلاث اتفاقيات عربية
*هل كان بالإمكان أفضل مما كان
*تعزيزنا ب500 دولار والكويت ب35 ألف

بيت لحم - معا - تقرير : محمد اللحام - انتهت رحلة فريق إبداع الدهيشة لكرة السلة ممثل فلسطين في بطولة الأندية العربية لكرة السلة والتي تجري أحداثها في مدينة الإسكندرية المصرية بمشاركة 16 فريقا عربيا. وقد ودع إبداع الدهيشة البطولة بعد خسارتين أمام المتحد اللبناني وبنتيجة 90-58 وإمام الشارقة الإماراتي ب100 مقابل 62 .وتشكل الوفد من ناصر بدرساوي رئيسا ومحمد اللحام اداريا ومحمد عدوي مديرا فنيا وياسر مشعل إداريا وتيري مدربا وكيمي وساندرا مساعدات للمدرب والحكم الدولي عنان ضراغمة ومن اللاعبين يحي الخطيب واياد عبد الله ومهدي عيد وحسام عبيد وخالد خميس وفراس شعلان وثائر جفال وجيمي وليمز ولاعبي التعزيز ريجي وسيلمون.
وفي هذا التقرير سنحاول الوقوف على حيثيات هذه المشاركة في محاولة نقدية للسلبيات والايجابيات واهم العبر المستخلصة من هذه التجربة

الاستعداد الناقص
إبداع حاله حال الفرق الفلسطينية كان فرحا بتمثيل فلسطين في بطولة الأندية العربية لكرة السلة وكأن المشاركة بحد ذاتها هي المطلوبة مما أوقعه في العديد من الأخطاء منها:

أولا: عدم التحضير الفني
أ-لم يدخل الفريق معسكرا تدريبيا ولو ليوم واحد ولم يحسم موضوع أسماء المشاركين إلا في اللحظات الأخيرة لأمور تتعلق ببعض اللاعبين او لأمور لها علاقة بالإدارة التي تتحمل مسؤولية ذلك بالإضافة لضغط مباريات الدوري .

ب-لم يستعن الفريق بأي لاعب تعزيز محلي بالرغم من ان معظم الفرق العربية حملت الاسم ولم يلعب لها كأساسي اي لاعب مع الفريق الأصلي لاعتمادهم على 3 تعزيز أجانب والاستعانة بلاعبي المنتخب في بلدانهم وهذا ما تسمح به لوائح البطولة.

ج-عدم الوقوف على مستوى اللاعبين الأجانب والتعاقد مع لاعبين مجهولين الهوية والمستوى، يتحكم في ذلك ضعف الإمكانيات المادية والتعاقد كان بمبلغ زهيد.

د-الاستكانة للمدرب الحالي والذي يجهل تماما المستوى العربي، وكان الأجدر ان يستعين الفريق بمدرب فلسطيني في مثل هذه المشاركات او بمدرب عربي او أجنبي مطل على مستوى وقدرات إبداع والفرق العربية.

هـ-غياب الروح القتالية المتوقعة ولم تظهر فرقة إبداع بتلك الروح في مبارياتها وعلى العكس ظهر عليهم الاستسلام السريع في منتصف الربع الثاني في كلتا المباراتين وكأن الخسارة تحصيل حاصل.

و- لم تكن دكة البدلاء في إبداع تتلاءم او تتناسب مع المستوى العربي.

ثانيا: على المستوى الإداري:

أ- خلل كبير وقعت فيه إبداع بعدم التأكد من الترتيبات للسفر مما تسبب في معاناة للفريق في المطار.
ب- عدم وصول التأشيرات من الاتحاد العربي وقد يكون الأمر خاضع لاحتمالين ان الاتحاد العربي معتقد ان أمورنا تسير دون تأشيرات وتنسيق او انه لم يكن يرغب بهذه المشاركة التي تكلفه القليل من المال بحكم ان الفرق الفلسطينية معفاة من بعض المصاريف وعليه ينصح بعدم خروج أي فريق من البلد إلا ومعه تأشيرات كاملة.

ج-تم التنسيق مع سفارة فلسطين قبل يوم من السفر وكان من الواجب التنسيق قبل بأسبوعين على اقل تعديل وهذا الإجراء من باب الاحترام والتنسيق بالرغم من أن الجهات الرسمية المحلية (الاولمبية والاتحاد العربي) هم الذين يجب أن يراسلوا وحسب إدارة الاتحاد السكندري فقد راسلوا السفارة.

د- لم يتم التنسيق مع السفارة المصرية في رام الله وكان من باب الاحتياط ان يتم التنسيق.

هـ -تم الحجز على طائرة للقاهرة والمسافة في القطار او المواصلات العادية قد تحتاج الى 4 ساعات وهي مسافة مرهقة لم يعتد عليها اللاعب الفلسطيني وعليه كان من المستوجب ان يكون الحجز على طائرة للإسكندرية مباشرة.

الإعلام كان في الموعد

لم يكن الأمر متعلق بالموفد الإعلامي بمقدار ما كان من حالة تعاون وتجاوب وتنسيق من الإعلام المحلي فكانت وكالة "معا" على الموعد ليس في الاستقبال فقط، بل وشكل الزميل عمر الجعفري حلقة الوصل ما بين الإسكندرية وفلسطين وكذلك الزميل وجدي الجعفري مما أدى للتفاعل الطيب من الصحافة المكتوبة متمثلا ذلك بصحف "الحياة الجديدة" و"الأيام" و"القدس"، في حين كانت الإذاعات المحلية تتابع وخاصة الزميل فتحي براهمة من صوت فلسطين وعلي ابو كباش من أجيال ويزن طه من أمواج وشبكة "معا" الإذاعية والزميل عثمان صلاح وعنان شحادة من راديو بيت لحم 2000 والزملاء في المواقع الرياضية كرمتان الرياضية وبال جول وبال سبورت واطلس سبورت وغيرها.

وكان ابرز الغياب في هذه التغطية تلفزيوننا العزيز تلفزيون فلسطين بالرغم من التواصل الشخصي من الزملاء العاملين الا انه كان بالإمكان ترتيب بث مباراة واحدة على اقل تعديل من خلال الشركة الراعية.

الا انه وبالمجمل كان هناك تغطية إعلامية طيبة وبمجهود جماعي.

وقد نكون بحاجة للتنسيق أكثر لاصطحاب عدد اكبر من الصحفيين في مثل هذه المشاركات مع التنسيق للسماح لنا بالتصوير ( فيديو ) وذلك للأرشفة والتعليق المستقبلي وهذا الأمر يجب ترتيبه قبل السفر مع الشركة الراعية وصاحبة امتياز البث.

المستوى الرسمي والشعبي

لا بد من الإشادة بالسيد الرئيس محمود عباس الذي استقبل الفريق قبل السفر وشد من أزرهم وقدم لهم مكرمة متمثلة بمبلغ عشرة ألاف دولار بمناسبة الفوز بالدوري دون نسيان الدعم المادي والمعنوي من وزارة الشباب والرياضة متمثلة بوكيل الوزارة السيد موسى ابو زيد وكذلك رئيس الاتحاد السيد خضر ذياب ومعظم أعضاء الاتحاد الذين كانوا على اتصال دائم إضافة للاعب ومدرب إبداع السابق عاصم بركات ورؤساء الأندية واللاعبين في الأندية الفلسطينية وبعض المغتربين وخاصة السيد عبد الله الكرنز في كندا.

الى جوال مع الاحترام

شركة جوال كان لها وقفة محترمة من خلال الدعم المادي والرعاية والمتابعة الحثيثة من السيد بشار وكذلك رسالة السيد عمار العكر التي كان لها اثر معنوي طيب مما يشير لارتقاء التفاعل الايجابي بين القطاع الاقتصادي والمجتمعي للتكامل في خدمة الوطن والشباب والرياضة .
النتائج ليست كارثية

بالرغم من الفجوة الكبيرة التي تحدثنا عنها بين المستوى الفلسطيني ممثلا بإبداع مقارنة مع المستوى العربي إلا إن الأمور لم تكن كارثية او سوداوية لدرجة الإحباط وبلغة الأرقام فان إبداع خسر مباراته الأولى أمام المتحد اللبناني الذي يضم 3 أجانب وباللاعبين في المنتخب بواقع 92 مقابل 58 فيما فاز المتحد على المحرق البحريني صاحب الإمكانيات الكبيرة ب 151 مقابل 66 في حين اكتسح الكويت الكويتي الفريق السوداني ب 125 مقابل 78 و خسر أهلي سداب العماني بفارق يزيد على 30 نقطة. وقد اظهر نجوم وشباب الفريق قدرات معقولة وتميز بعضهم بالرغم من التجربة الغضة.

وهذا ليس بتبرير او عزاء ولكن لكي لا نغرق في جلد الذات لدرجة التعامل مع نتائجنا بكارثية.


مما سمعناه وشاهدناه وقرأناه فان متوسط تكلفة المشاركة للفرق في البطولة قد يكون رقم قريب على 50 الف دولار كمصاريف دون مصاريف لاعبي التعزيز الذين قد تصل تكلفة بعضهم الى 35 الف دولار مثل اللاعب الصربي في صفوف الكويت الكويتي والذي فاز في الدور الأول على الرياضي اللبناني بطل الدورة السابقة، فيما بلغ ثمن لاعب التعزيز في صفوف الشارقة الإماراتي 25 الف دولار ونجم المنتخب التونسي امين ارزيق الذي لعب للاتحاد السكندري 15 الف دولار بناء على حديث دار بيني وبين اللاعب عدا عن 5 الاف دولار في حالة فوز الفريق في البطولة.

وإمام هذه الأرقام نرى أرقام متواضعة للمشاركة الفلسطينية فتكلفة المشاركة لدى إبداع او اي فريق فلسطيني آخر قد تكون قريبة على 15 الف دولار وهذا لا يكفي ويجب أن يكون الرقم قريب على 25 الف دولار ولاعبي التعزيز في صفوف إبداع كلف النادي 500 دولار لكل منهما إضافة لتذكرة السفر.

اللاعب الفلسطيني لا يتقاضى اي راتب بينما اللاعب المحلي في الأندية العربية ووفق ما صرح به لي رئيس نادي طنجة المغربي فان اقل لاعب يحصل على الف دولار في الشهر وهؤلاء محترفون متفرغون لكرة السلة ويعتاشون منها.

القوة في كل شيء

الوجبات التدريبية تختلف تماما، فبينما لا تعير الأندية عندنا اللياقة البدنية وبناء الأجسام ورفع الإثقال اي اهتمام فان اللاعب العربي المحترف ملزم بخمس وجبات شاقة في غرف اللياقة وبناء الأجسام عدا عن التدريب بالكرة في الملعب وهما مكملان لبعضهما فالقوة البدنية عنصر أساسي مع المهارة وظهر ذلك واضحا في لقاءات إبداع التي لم تستطع مجاراة القوة البدنية لدى فرق مثل الشارقة والمتحد.

أما التحكيم فانه مختلف أيضا والصافرة اقل انطلاقا وصراخا من ملاعبنا للقوة المعهودة في الاداء دون الاكتراث (للدلع- والتمثيل) فالحكم قريب وسريع وقوي وترى عضلاتهم وأجسامهم الرياضية دون (كروش) او ترهل.

ايجابيات مشاركة إبداع

التواجد في هذا المحفل وما يصاحبه من تغطية إعلامية واهتمام عربي شعبي ورسمي.
الاحتكاك العربي قوميا واجتماعيا ورياضيا
التشبيك مع الفرق العربية وبناء علاقات شراكة وتبادل
تجسيد صورة طيبة ومشرقة عن الإنسان والرياضة الفلسطينية.
إعطاء فرصة للشباب بالتواجد والاحتكاك

وفي اعتقادي ان مشاركة إبداع حققت كل ذلك وبشهادة عضو إدارة الاتحاد السكندري وعملاق السلة المصرية في الأعوام الماضية السيد طارق الصباغ والذي قال في حديث له مع وفد إبداع ( والله انتم الفريق الوحيد الذي لم نسمع منه او عليه شكوى وقدمتم وها انتم تغادرون بكل احترام وتقدير ).

كما أشاد المركز الإعلامي التابع للبطولة بمبادرات إبداع بأخذ الصور مع الفريق المقابل قبل بدء المباراة وإهدائه الوشاح الفلسطيني لكل لاعب وأداري وحتى الحكام، فيما سجل لإبداع اصغر لاعب مشارك بالبطولة وهو فراس شعلان 19 عاما كما سجل أول حضور للعنصر النسوي في طاقم التدريب من خلال مساعدات المدرب تيري.

وعلى صعيد التشبيك نجح الوفد بأخذ الموافقات الشفوية على عقد توأمة وشراكة مع العديد من الأندية وأبرزها كان مع طنجة المغربي واللقاء مع رئيس بلدية طنجة ورئيس النادي وكذلك مع تلال اليمني واللقاء مع رئيس بلدية المنطقة ورئيس النادي ومع الاتحاد السكندري.

كما أكد الوفد على دعوة هذه الفرق مبددا فهم التطبيع الخاطئ الذي يروج له البعض فيما يخص الدخول للمناطق الفلسطينية وكان هناك إصرار على قيام العلاقة وفق مبدأ الشراكة وتبادل الزيارات بعيدا عن منطق استقبال الفريق الفلسطيني وضيافته مع تبيان إمكانية استقبالنا للفرق العربية والقيام بواجبها، وذلك لكون مثل هذه الزيارات تتعدى الهدف الرياضي للأهداف الإنسانية والقومية والوطنية.

اذا قدر لإبداع الفوز بالدوري هذا العام او في الأعوام الأخرى فمن المؤكد انه سيراكم على هذه التجربة معظم الدروس والعبر التي مر بها في اختباره الأول على الساحة العربية في سبيل التحسين من أدائه ونتائجه في الملعب وخارج الملعب.

العودة

كان لابد من الإشادة بالقنصل الفلسطيني في مدينة الإسكندرية السيد جمال الجمل والذي علم متأخرا بوجودنا في الإسكندرية وذلك بسبب خلل وصفه الاتحاد السكندري بمشكلة السفارة حيث ادعى انه أرسل للسفارة في القاهرة وكان يتوجب عليها مخاطبة القنصلية في الإسكندرية وهي لم تفعل ذلك.

وصرح القنصل الجمل لنا بانه لو كان يعرف بقدومنا لحشد الجماهير الفلسطينية وتعدادها عشرة ألاف نسمة لتشجيع الفريق. بينما قال الملحق الثقافي د. محمد الأزعر لنا بأنه لم تصل دعوة من الاتحاد السكندري بهذا الشأن.

وبما ان معظم افراد البعثة يزورون الشقيقة مصر لأول مرة كان لا بد من زيارة القاهرة وابرز معالمها ولمدة نهارين وليلة.

التقييم

تم التفاكر وقبل العودة حول عقد سلسلة ورش عمل او عصف أفكار وتقيم وتشاور على أن تكون المرحلة الأولى مع طاقم البعثة الإداري والفني واللاعبين والثانية مع الاولمبية والوزارة والاتحاد ورؤساء الأندية والإدارات والإعلاميين لمناقشة مشاركة إبداع كنموذج للمشاركات الخارجية للوقوف على أهم السلبيات والايجابيات والبحث عن الآليات والأدوات الاستنهاضية بغرض مشاركة أفضل وصولا لتحقيق نتائج ايجابية في الملعب والخروج من عباءة شعار المشاركة في سبيل التواجد فقط..وهل كان بالإمكان أفضل مما كان؟؟ ..نعم باعتقادي الشخصي كان بالإمكان أفضل مما كان لفريق مثل إبداع يمتلك إدارة وعلاقات تؤهله لذلك ..