المشاركة الفلسطينية في الملتقى الإقليمي لمشروع المواطنة تحصد جوائز
نشر بتاريخ: 18/05/2010 ( آخر تحديث: 18/05/2010 الساعة: 17:58 )
رام الله-معا- عاد وفد الطلبة الذي مثل فلسطين في الملتقى الإقليمي التقييمي لمشروع المواطنة الذي عقد في الأردن،بعد أن أدى عروضا أدهشت الجميع.
وتكون الوفد من 35 شخصا يمثلون مدارس نسيبة المازنية / مديرية جنين، ومدرسة بنات رقعة / مديرية جنوب الخليل، ومدرسة بنات عسكر الإعدادية / وكالة الغوث، ومدرسة بنات قبيا / مديرية رام الله، ومدرسة محمود الهمشري/ مديرية طولكرم، ومدرسة عبد الخالق يغمور / مديرية جنوب الخليل. إضافة إلى الوفد الممثل لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، ومركز إبداع المعلم.
وفي حفل الإفتتاح الذي حضره إلى جانب الطلبة والمعلمون ممثلون عن العديد من المؤسسات والمجتمع المحلي، والوزارات الثلاث، ألقى السيد حذيفة جلامنة كلمة باسم المؤسسات المنظمة للقاء وهي مركز إبداع المعلم، والمركز الأردني لدراسات التربية المدنية، والمركز اللبناني للتربية المدنية، حيث استعرض تجربة الشراكة الغنية الممتدة منذ العام 2002 والتي تجذرت بالعضوية في الشبكة العربية للتربية على المواطنة وحقوق الإنسان " أنهر " إلى جانب عشرات المؤسسات من دول عربية مختلفة، وتجسدت أيضا بالعمل على مشروع المواطنة إلى جانب وزارات التربية والتعليم التي أدخلت التربية المدنية إلى مناهجها معززة بذلك نهجا تربويا جديدا، يوسع آفاق العملية التربوية، ويفتح آفاق المبادرة والممارسة أمام المتعلم، الأمر الذي ينعكس على تنشئته ومعارفه ومهاراته وتوجهاته، وإعداده للحياة كمواطن فاعل.
وأكد جلامنة في كلمته على أهمية التربية على المواطنة، وأنها تتقاطع والأهداف التربوية للنظام التعليمي، كذلك المراحل التعليمية المختلفة، مؤكدا على أهمية المرحلة الدنيا كونها ترسي الأسس والقواعد لجميع المراحل التي تليها، كذلك تعزيزها للتوازن بين رغبات واحتياجات الفرد من جهة والاستحقاقات والقيود التي تفرضها الجماعات التي ينتمي إليها من جهة أخرى. وهذا ينعكس على السلوك ومستوى القيم التي تستند السلوكيات عليها، وهنا تأتي أهمية التربية المدنية في تشجيع السلوك الواعي وتعزيز الجانب القيمي لدى المتعلمين، لتصبح عملية الإختيار بين قيم متعارضة أو التوازن بينها، والمقدرة على مواجهتها محكا حقيقيا لنضوج الإنسان.
كما تطرق جلامنة إلى العديد من ميزات مشروع المواطنة، كونه يشكل نمطا ومنهجية غير تقليدية في التعليم والتعلم، والكيفية التي يحترم فيها حق الأطفال في التعبير عن أنفسهم وذواتهم، ويستخرج الكامن من قدراتهم، ليكونوا مواطنين فاعلين محللين، ناقدين، مشاركين، ويلعبون دورا هاما في التأثير على السيايات العامة، عبر الإنخراط في مشاكل مجتمعهم بشكل مسؤول.
وأثنى جلامنة على دور وزارات التربية والتعليم التي ساندت ودعمت وتبنت مشروع المواطنة، إدراكا منها لأهميته، كذلك شكر مؤسسة المستقبل على دعمها للمشروع على مدار عامين كاملين. ودعاها إلى استمرار هذا الدعم وتوسيعه.
كما حضر حفل الإفتتاح في العاصمة الأردنية عمان، السيد بصري صالح / الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، الذي تحدث في كلمته عن أهمية تعزيز الشراكات للنهوض والإرتقاء بالعملية التربوية، وأنه وبعد تحقيق أهداف التعليم للجميع، فإن المطلوب وبشكل جدي العمل على تحقيق النوعية، فنحن اليوم نتحدث عن مهارات القرن الواحد والعشرين، وهنا لا بد أن نهتم بعناية بمخرجات النظام التعليمي، وغير ذلك نحن نخرج طلبة عاجزين.
وأكد صالح في كلمته على أن مشاريع الطلبة هي نماذج تستحق الفخر، وتستحق أن نقدمها للعالم أجمع على أنها تجارب تعليمية تعلمية تستحق التقدير، وأن هذه المشاريع التي ىعمل عليها الطلبة والمعلمون بكل جد وتصميم، تكتيب خصوصة في فلسطين، فالمعيقات كثيرة، والموارد قليلة، ومع ذلك نجد الإبداع والتمييز.
وأوضح صالح أن هذه التجربة الغنية جديرة بالدراسة، وتستحق أن ندخلها لمناهجنا، وأن تصبح جزءا من كينونة النظام التربوي، كونه يسعى إلى الإرتقاء بنوعية التعليم، وهي تضاف إلى كثير من الخطوات التي قطعناها على هذا الصعيد سواء تأهيل المعلمين والاستراتيجيات والخطط التي وضعت لذلك، أو البرامج الكثيرة الأخرى.
وشكر بصري مؤسسة المستقبل لرعايتها ودعمها لمشاريع الطلبة، كما شكر مركز إبداع المعلم، والمركز الأردني لدراسات التربية المدنية، والمركز اللبناني للتربية المدنية، على تنظيمهم لهذا الملتقى، الذي يأتي في إطار بعيد عن التنافسية، ويشكل محطة أمام الطلبة لتبادل الخبرات والتجارب، ودعا صالح الطلبة إلى الإستفادة من هذا التجمع الفريد للتعارف وتبادل الخبرات والتعلم من مشاريع الطلبة الآخرين.
أما ممثل وزارة التربية والتعليم اللبنانية السيد نزار غريب / مدير وحدة التدريب والإنماء فأكد في كلمته على دور هذا التجمع في تعزيز التعاون العربي، وبناء أواصر الثقة والتواصل، بين الطلبة في كل من لبنان والأردن وفلسطين الحاضرة دائما في القلب.
وأوضح إلى أن خطة النهوض التربوي في لبنان والخطوات التي قطعت على هذا الصعيد تمحورت حول المعلم ( القائد، والرسول ) صاحب الرسالة السامية، لينقل رسالة التربية لتصبح خادمة وحاضنة للمجتمع ومشاكله، وهذا ما يكسب مشروع المواطنة ميزة كبيرة، كونه يوفر الفرصة للطلبة للإنخراط في هذه المشاكل المجتمعية بشكل تعلمي.
كما حضر اللقاء الدكتور محمد الزعبي ممثلا عن وزارة التربية والتعليم الأردنية، الذي رحب بالجميع وتمنى لهم إقامة مفيدة وممتعة في الأردن، وبين دور الوزارة في احتضان ودعم الجهود الساعية إلى الإرتقاء بالعملية التربوية، والبرامج المختلفة التي تنفذ على هذا الصعيد، ومنها مشروع المواطنة التي يكسب الطلبة العديد من المهارات، ويعزز الإنتماء لدى شريحة هامة يقع على عاتقها مهمات جسام في المستقبل.
بدورها بينت ممثلة مؤسسة المستقبل آلاء الحسيني رؤية ومنطلقات المؤسسة في دعم مشروع المواطنة، وأن هذا يرتكز إلى إعداد مواطنين فاعلين قادرين على الإنخراط في مجتمعاتهم، ويلعبون دورا في التغيير نحو الأفضل، سيما وأن المنطقة العربية تعاني من العديد من المشاكل السياسية، والإجتماعية، والإقتصادية.
وأوضحت الحسيني أن النتائج التي يحرزها الطلبة والتي اطلعت عليها خلال السنوات السابقة مذهلة، وتؤكد قدرة الطلبة على لعب دور مهم في حال إتاحة الفرصة لهم، الأمر الذي يعزز قناعة مؤسسة المستقبل وصدقية خيارها في دعم المشروع.
وعلى مدار يومين قدمت 18 مدرسة من فلسطين ولبنان والأردن، عروضا طلابية رائعة أمام لجنة التقييم التي تكونت من السيد طه عجوة ممثلا لوزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية، والسيد ميشال بدر ممثلا لوزارة التربية والتعليم اللبنانية، والدكتور مصطفى محسن ممثلا لوزارة التربية والتعليم الأردنية. وقد منحت كل مدرسة 16 دقيقة لتقديم عرضها ثم نقاشتها وحاورتها لجنة التقييم في تفاصيل المشروع.
وقد أظهرت النقاشات التي جرت مع أعضاء لجنة التقييم قدره الطلبة عن الدفاع عن وجهة نظرهم، والثقة العالية التي يتمتعون بها، والفهم الدقيق لخطوات المشروع والميزات التربوية الكامنة والمرافقة لكل خطوة، الأمر الذي أثار الدهشة لدى أعضاء اللجنة، والحاضرين.
وفي ختام الملتقى تم تكريم جميع المدارس المشاركة، وكذلك المعلمين المتابعين للمشروع، وأثارت المشاركة الفلسطينية أصداء أيجابية واسعة لدى الحضور ولجنة التقييم، التي قررت تكريم المشاركة الفلسطينية بأن قررت منحها دروع تميز، حيث استحقت مدرسة نسيبة المازنية / مديرية جنين درع التميز عن أفضل فكرة مشروع وكانت اكتظاظ الصفوف في المدرسة، ونالت مدرسة بنات رقعة / مديرية جنوب الخليل درع التميز عن أفضل عمل متسلسل لاستخدام المنهجية الخاصة بالمشروع، بينما نالت مدرسة بنات عسكر الإعدادية / وكالة الغوث درع التميز عن أفضل أداء وإقناع، واستحقت مدرسة بنات قبيا / مديرية رام الله والبيرة درع التميز عن أفضل تعاون بين أعضاء المجموعة، كذلك تجسيد روح الفريق، ومدرسة بنات عبد الخاق يغمور / مديرية الخليل درع التميز عن إشراكها المجتمع المحلي في المشروع وخطة العمل، وأخيرا مدرسة محمود الهمشري / مديرية طولكرم درع التميز عن إشراكها المجتمع المدرسي في المشروع.
كما ألقى ثلاثة طلبة من لبنان وفلسطين والأردن كلمة الطلبة المشاركين، حيث بينوا القيمة التعلمية للملتقى، والخبرات التي استفادوها من المشاركة، والعلاقات الإيجابية التي تم تطويرها مع الطلبة الآخرين، والكم الهائل من المهارات التي رافقت المشاركة، وشكروا وزارات التربية والتعليم، والمراكز الثلاث المنظمة للنشاط، كما أثنوا على جهود معلميهم، ومعلماتهم، الذين رافقوهم طوال الأشهر السابقة، ولم يبخلوا عليهم بوقتهم.
جدير بالذكر أن الملتقى ضم أكثر من 130 شخصا يمثلون الطلبة، والمعلمين، والوفود المشاركة من وزارات التربية والتعليم في الأردن وفلسطين ولبنان، إضافة إلى ممثلين من مركز إبداع المعلم، والمركز الأردني لدراسات التربية المدنية، والمركز اللبناني للتربية المدنية، ومؤسسة المستقبل ممول المشروع، وكذلك مؤسسات أردنية، ووفودا طلابية، وأولياء أمور الطلبة. ومن المفترض أن ينعقد الملتقى كتقليد سنوي وأن يتوسع ليشمل دولا عربية أخرى.