الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

يعني ايه الفوز بالوقت الاضافي * بقلم : طارق الجعبري

نشر بتاريخ: 18/05/2010 ( آخر تحديث: 18/05/2010 الساعة: 21:55 )
كثيرا هي المباريات التي شاهدناها تنقلب راس على عقب في وقتها الاضافي ،وكثيرا هي الاهداف في هذه الايام التي تكون قاتلة وحاسمة للنتيجة في الدقائق الاضافية ،اهدافا تبكي وتهز الكثيرين اما فرحا واما حزنا ،وهنا لست بصدد احصاء وتوثيق لهذه الاهداف ،ولكن قد يحضرني آخرها هدف الاهلي من شهاب في مرمى الاتحاد الليبي في الدقيقة 94 .

اللعب حتى آخر دقيقة للمباراة يعني الاتقان في العمل كما يذكره الحديث الشريف (ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه ) ،وهو الانجاز للمهام بنسبة 100 % ، انها قاعدة الدين والدنيا هي الامور بخواتيمها ، وهي البداية والعين على النهاية ،ففيها التخطيط والرؤية والهدف والالتزام والجدية للعمل نحو تحقيق الهدف مهما بدا لنا من استحالة تحيقه ،هي العزيمة والهمة التي لا تأبه بمعاكسات الدنيا وملهيات الطريق وتشويشات الخصوم أفانت لست وحدك في الحياة وان لم تخطط لنفسك كنت ضمن مخططات الآخرين .

الوقت الاضافي تتمة للوقت الطبيعي فهو الوقت اي الذهب والمال بل قل الحياة ،فاستثمارك للوقت مع كل دقيقة ودقيقة المباراة هي دقيقة الحياة اذا فاتت لا تعد ابدا ،ولكن يبقى هناك امل وفرصة للتعويض والرجوع الى الصواب ،الوقت الاضافي يناديك بضرورة الانتباه وأنّ هناك وقتا تضيّعه أو يحاول خصمك في تضييعه فانتبه ،وأن هناك وقتا إن لم تضغطه يضغطك ،ولحظات فيه تكون مبدعا وفي أعلى نشاطك وتركيزك ،وهي الفرص التي تقتنصها من خصمك الذي ساح فكره كيف سيحتفل وظن انك إلى الهزيمة راكن .

الوقت الإضافي يقول هو العمل والعمل ومن ثم العمل مصداقا لقوله تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ) فعليك أن تعمل وتحاسب على العمل ونتيجة عملك بيد الله ،لا تعلمها ولن تعلمها إلا في وقتها ومع صافرة الحكم ،واليوم عملنا واجتهدنا وفزنا ففرحنا ،لكن أياما تأتينا ونعمل ونجتهد ولا نفرح بل نحزن ونبكي ،هذه هي الحياة وعلينا أيضا العمل والعمل ،هي النصيحة أن الأمل لم يفت والتوبة حان وقتها والعمر ما زال فيه بقية، إذا فلتعمل فقد يكون هدفك القاتل والأغلى في حياتك في سنوات عمرك الأخيرة أو أيامك البئيسة او حيمنا يشتد البلاء وتشتد الظلمة فحينها ينبلج الفجر ويبزغ نور النهار، هي معان كثيرة وخواطر تتسارع وفيها الكثير الكثير من دروس للحياة وخاصة للشباب ، ايا ليت الشباب ينتبه لها ويا ليتهم لا يقضونها حزنا لخسارة او فرحا لانتصار ،ليتهم يأخذوا من عزيمة اللاعبين وهمتهم وليت الاعلاميون والمربون يظهروا من هذه المعاني ،حتى تكون فائدة للشباب من خلال ما يحبون وعليه منكبون .