الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عملية استخباراتية أردنية- أمريكية وراء مقتل الزرقاوي

نشر بتاريخ: 08/06/2006 ( آخر تحديث: 08/06/2006 الساعة: 13:10 )
عمان- معا- أكد مسؤول أردني اليوم الخميس مقتل زعيم تنظيم القاعدة في العراق الأردني أبو مصعب الزرقاوي في عملية مشتركة بين الاستخبارات الأردنية والأمريكية داخل العراق.

وأوضح المسؤول أن عملية عسكرية أمريكية استهدفت مخبأ للزرقاوي في بعقوبة (شمال بغداد) بعد أن جمعت الاستخبارات معلومات حول عقد اجتماع بينه وبين أنصاره مساء امس.

وتوفي الزرقاوي البالغ من العمر 38 عاما، بعد خمس إلى عشر دقائق من إصابته خلال الهجوم على مقر الاجتماع.

وأكد المسؤول وجود صور تثبت مقتل الزرقاوي المحكوم بالإعدام غيابيا في بلاده ثلاث مرات منذ خرج منها إلى أفغانستان عام 1999 قبل أن يستقر في العراق بعد الإطاحة بالنظام السابق في ربيع العام 2003.

وتضع الإدارة الأمريكية جائزة قدرها 25 مليون دولار على رأس الزرقاوي، ويتهمه الأردن بالوقوف وراء سلسلة عمليات من بينها مقتل دبلوماسي أمريكي لورنس فوللي في خريف العام 2002 وأخيرا مقتل 60 شخصا في ثلاثة تفجيرات انتحارية في خريف العام الماضي.

ونقل متحدث باسم توني بلير رئيس الوزراء البريطاني قوله ان مقتل ابو مصعب الزرقاوي هو لحظة هامة جدا للعراق ويمثل ضربة للقاعدة في كل مكان.

من جانب آخر قال ناصر جودة الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية إن العملية التي استهدفت الزرقاوي وادت الى مقتله نفذت من قبل الشرطة العراقية والقوات الامريكية.

وقال جودة في مؤتمر صحافي عاجل ظهر اليوم اثر اعلان الحكومة العراقية والقوات الأمريكية عن مقتل زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين ابو مصعب الزرقاوي ردا على سؤال حول ما ذكرته وسائل الاعلام نقلاً عن مسؤول اردني رفض ذكر اسمه ان العملية التي تل فيها الزرقاوي كانت عملية اميركية اردنية مشتركة قال جودة: إن التعاون الامني للقضاء على الزرقاوي قائم منذ شهور, مؤكداً على دور اجهزة الامن الاردنية في ملاحقة الزرقاوي خلال الاشهر الماضية.

وكان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اعلن عن مقتل ابو مصعب الزرقاوي وجاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك ببغداد مع قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كايسي.

وذكرت شبكة ABC الأمريكية أن الزرقاوي قتل في غارة جوية على بعقوبة شمال بغداد.جاء ذلك عقب تأكيد مصادر عراقية اعتقال أحد أقرب مساعديه وتقديمه معلومات هامة عنه.

وكانت تقارير عربية قد اشارت الى ان العملية تمت بمشاركة المخابرات الاردنية التي قدمت معلومات مهمة للجانب الاميركي والعراقي.

وكانت وسائل اعلام محلية وعربية واجنبية قد نقلت عن مسؤول اردني رفض الكشف عن اسمه قوله ان العملية تمت بمشاركة المخابرات الاردنية.

ونقل مراسل قناة العربية الفضائية عن مصدر امني اردني قوله ان عناصر من المخابرات الاردنية كانت ضمن القوات التي حاصرت الزرقاوي.

واضاف ان المخابرات كانت قامت بعملية تحليل دقيقة لشريط الفيديو الذي ظهر فيه الرزقاوي قبل فترة مضيفاً ان الحكومة العراقية ستعرض على العاهل الاردني خلال ساعة صورا للعملية وللزرقاوي مقتولا.

الزرقاوي.. إسم في الاخبار:

ويعد أحمد نزال الخلايلة" ابومصعب الزرقاوي" الذي اعلن اليوم عن اغتياله في
بعقوبة بالعراق أحد أهم واكبر رموز تنظيم القاعدة بجانب أيمن الظواهري, وخطط
الزرقاوي الاردني الاصل لعدة اعمال الاكثر تشددا في العراق.

وحددت واشنطن مبلغ 25 مليون دولار ثمناً لمعلومات قد تفضي للقبض على الزرقاوي خاصة بعد أعلن انضمامه تحت لواء تنظيم القاعدة وتسبب حسب المعلومات في مصرع ما يزيد على خمسائة عراقي العام الماضي في هجمات مختلفة.

وكانت جماعة مسلحة غير معروفة هددت في وقت سابق بقتل ابو مصعب الزرقاوي الذي تتهمه بالانتماء الى صدام حسين وهددت هذه الجماعة التي تدعي ان اسمها / سيف الله/ بقتل الزرقاوي الذي اتهمه بالخيانة واتباع نظام صدام حسين.

واقسمت الجماعة بملاحقة الزرقاوي في جميع انحاء البلاد, حسب الشريط الذي عرضته الجزيرة في وقت سابق, كما هددت جماعة مسلحة أخرى تحمل اسم حركة الانقاذ في يوليو الماضي بقتل الزرقاوي في شريط مصور عرضه تلفزيون العربية واصفين اياه بالمجرم والمرتد طالبين منه الخروج فورا من العراق مع اتباعه.

وتتهم واشنطن الزرقاوي زعيم جماعة التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين بانه وراء
ما يقل عن 120 اعتداء من بينها اعتداءات الثاني من شهر مارس في بغداد وكربلاء
التي اسفرت عن مقتل 120شخصا ورفعت الولايات المتحدة المكافاة المالية للقبض على الزرقاوي انذاك من10 ملايين الى 25 مليون دولار امريكي.

وتحول أحمد نزال الخلايلة أبومصعب الزرقاوي الى ابرز المطلوبين للولايات المتحدة واحتلت صورتة اغلفة المجلات الشهيرة واعتبرتة وسائل الاعلام بأنه اكبر خطر يهدد القوات الامريكية في العراق حتى قال عنه كولن باول وزير الخارجية الامريكي السابق في كلمته امام مجلس الامن ان خطورته لاتقل عن اسامة بن لادن وايمن الظواهري بل ان الولايات المتحدة الامريكية رصدت25 مليون دولار لمن يقدم لها رأسة حيا او ميتا.

والزرقاوي من بلدة الزرقا على مشارف العاصمة الاردنية عمان ولد عام1966 الذي
اشتهر بعد ذلك باسم ابومصعب الزرقاوي ينتمي لأسرة متوسطة الحال.

وألتزم الزرقاوي دينيا في سن السابعة عشرة من عمره سافر ألى أفغانستان في
نهاية الثمانينيات وأقام بها لمدة 6سنوات شارك خلالها في الحرب الأفغانية ضد
التواجد الروسي ثم عاد الى الأردن عقب انتهاء الحرب وتحرير الاراضي الافغانية
من الغزو السوفيتي.

وتمكن في عام1994 من انشاء فرع لتنظيم القاعدة بالأردن اطلق عليه اسم(جيش
محمد) وألقى القبض عليه ومعه مجموعة من أعوانه وعوقب بالسجن لمدة 15 عاما قضى منها 5 سنوات ثم أفرج عنه عام1999بعد العفو عنه ثم عاد الى أفغانستان بعدها والتقى مع بن لادن والظواهري وأصبح أحد قيادات تنظيم القاعدة وتنقل بين الكثير من البلدان العربية والأوربية وأنشأ العديد من المحطات الهامة لتنظيم القاعدة في المانيا وانجلترا واسبانيا والسعودية.

وتمكن من التسلل الى الحركات الاسلامية الكردية قبل الغزو الامريكي للعراق ثم انتقل الى المثلث السني (الفالوجة وساوان والرمادي ) ونسب البنتاجون الامريكي الى الزرقاوي معظم العمليات التي أرتكبت ضد القوات الأمريكية والشرطة العراقية منذ سقوط بغداد وحتى الان وصفه جان شارل بريزان خبير الارهاب الدولي الفرنسي بأنه اليد المسلحة بل (الجوكر) لتنظيم القاعدة في الشرق الأوسط والكابوس الجديد للغرب وأنه وراء أختطاف الرهائن في العراق وحلمه انشاء اول دولة مسلمة في العراق.

وكانت المحاكم الأردنية اصدرت في حقه العديد من الأحكام القضائية الغيابية منها حكم بالاعدام لأتهامة بالتخطيط لتفجير فندق فاخر بعمان عام2000 وحكم اخر في
الأيام الماضية بالسجن 15سنة لاتهامه بالتخطيط لأغتيال دبلوماسي امريكي في شهر أكتوبر عام 2002 كلفة بن لادن في العام الماضي بتولي تنظيم القاعدة في العراق.

واقسم الزرقاوي في بيان له على مبايعة بن لادن قائدا عاما للقاعدة وأطلق على
جماعتة في العراق اسم (قاعدة الجهاد) بدلا من جماعة التوحيد والجهاد .