الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مراقبون: تهديدات اسرائيل ضد القطاع حرب نفسية

نشر بتاريخ: 19/05/2010 ( آخر تحديث: 19/05/2010 الساعة: 14:27 )
غزة- معا- لأول مرة يكشف الاحتلال الاسرائيلي عن خطط أعدها قادة الجيش الإسرائيلي لإعادة احتلال قطاع عزة وتعيين حاكم عسكري له منذ انسحابه منه عام 2005.

مختصون في الشؤون الإسرائيلية يرون أن تهديدات قادة الاحتلال بإعادة احتلال قطاع غزة شكل من أشكال الحرب النفسية ولتخويف المواطنين الفلسطينيين, مؤكدين أن احتلال غزة لن يكون سهلا على الجيش الإسرائيلي وسيلقى ضربات موجعة, كما يرى البعض انه ليس هناك دوافع تجعل إسرائيل أن تغامر بعملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة في ظل الهدوء الذي تعيشه المستوطنات الجنوبية, لكن قد يحصل تطورات ميدانية وسياسية تجعل إسرائيل اللجوء إلى سياسة "خلق الذرائع" بحيث تستدرج الأوضاع الميدانية في غزة إلى مواجهة ما.

المختص في الشؤون الإسرائيلي عامر خليل اعتبر هذا القرار شكلا من أشكال الحرب النفسية في مواجهة قطاع غزة المحاصر بعد فشل إسرائيل في إنهاء السلطة المتواجدة فيه, مشيرا إلى أن هذا التلويح بإمكانية إعادة احتلالها المباشر لقطاع غزة وتعيين حاكم عسكري ستكون له ترتيبات مختلفة ومتعددة لكل جوانب حياة المواطنين في غزة وكيفية التعامل معهم في حال ما دخل الجيش الإسرائيلي للقطاع.

وقال خليل في حديث لمراسل "معا" في غزة إن هذا القرار أيضا شكل من الاستعداد العملي لهذه الخطوة ولتخويف المواطنين وإنها تعد نفسها لكل الخيارات بما فيها تهديدات المقاومة الفلسطينية وإمكانية أن تضرب صورايخها في العمق الإسرائيلي خاصة بعد التسريبات التي أطلقها حول قيام المقاومة بتجريب صواريخ طويلة المدى في غزة, موضحا أن القرار الإسرائيلي له تداعيات ومعاني مهمة جدا يجب الانتباه لها.

ورأى المختص بالشؤون الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي سيكون في وضع أكثر صعوبة في حال عدم الاحتلال سواء الجزئي أو الكلي وسيكون هدف سهل للمقاومة الفلسطينية وإيقاع الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي, كما انه سيدخل في وحل غزة ولن يكون دخوله سهل بل ستنعكس الأمور على الوضع الداخلي الإسرائيلي وسيكون هناك عبء جديد على الاحتلال في تعيين الحاكم العسكري بسبب مسؤولية عن حياة ألاف المواطنين الفلسطينيين.

أما عدنان أبو عامر المختص بالشؤون الإسرائيلية أوضح أن القرار الإسرائيلي بالانسحاب من قطاع غزة قبل خمسة سنوات هو قرار من طرف واحد وله أهداف سياسية وأمنية, إلا أنها لم تحقيق هذه الأهداف بدليل وجود قوى عسكرية وفصائل مسلحة تشكل مشكلة أمنية كبيرة للمنطقة الجنوبية.

وقال أبو عامر لمراسل "معا" إن أهداف الحرب الإسرائيلية الأخيرة لم تحقق أهدافها وان المنطقة على شفى حرب كبيرة, والحديث يدور عن صيف مشتعل أو ملتهب في الفترة القادمة في ضوء جبهات الحرب الموزعة على أربعة مناطق إيران سوريا لبنان غزة, مشيرا إلى أن الجبهة الأخيرة هي اقل كلفة لإسرائيل فيما لو فكرت شن حرب عليها.

ورأى أبو عامر أن الوضع الحالي وفي ضوء المدى المنظور ليس هناك دوافع تجعل إسرائيل أن تغامر بعملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة في ظل الهدوء الذي تعيشه المستوطنات الجنوبية لكن قد يحصل تطورات ميدانية وسياسية تجعل إسرائيل اللجوء إلى سياسة "خلق الذرائع" بحيث تستدرج الأوضاع الميدانية في غزة إلى مواجهة ما.

وأشار إلى أن الحديث عن تدريبات واستعدادات إسرائيلية سيناريو في فشل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وما كشف عنه خلال الأسابيع الأخيرة من تدريبات مكثفة للجيش الإسرائيلية لشن حملة اعتقال واسعة في الضفة الغربية.

وأوضح أن إسرائيل قد تستنسخ سيناريو أيلول سبتمبر 2000 بعد فشل المفاوضات مع السلطة وتحسبها لقيام هبة شعبية ما في الضفة الغربية ورغبة إسرائيلية وإقليمية بتوجيه ضربة إسرائيلية لغزة.

ورأى أن إسرائيل لا يبدو لها أن غزة مريحة كثيرة على المدى البعيد, وان وإسرائيل انسحبت من لبنان عام 2000 وأعادت إليه عام 2006 وقد تحول حزب الله إلى جيش نظامي لذلك لا تريد تكرار ذات الخطأ في غزة مما يجعلها تفكر جديا بالتخلص من الظاهرة العسكرية في القطاع من خلال لجوئها إلى عملية "استئصال" كاملة لها وليس جراحة موضوعية.

أما المقاومة الفلسطينية قال "ستكون في مواجه تحدي كبيرة وليس صبغة عسكرية ميدانية بحيث تكون أمامها الإجابة عن أسئلة عسكرية وأمينة بالدرجة الأولى مرتبطة بمدي قارتها على مواجه القرار الإسرائيلي, مؤكدا أن المنظور لا يشير إلى حرب إسرائيلية كبيرة, وقد تكون في النصف الأخير من العام وكذلك مرتبطة بالسياسية الإقليمية والدولية.

من جهتها دعت كتائب المقاومة الوطنية الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لأخذ هذه تهديدات الاحتلال بإعادة احتلال قطاع غزة على محمل الجد والاستعداد لمواجهة هذه التهديدات الخطيرة.

وأكدت أن المقاومة في غزة جاهزة للتصدي لأي عدوان محتمل, مؤكدة أن الاحتلال سيدفع ثمنا باهظ إذا أقدم على هذا العدوان.

ودعت كتائب المقاومة الأجنحة العسكرية وفصائل المقاومة لتشكيل غرفة عمليات مشتركة لتوحيد الجهود في مواجهة "العنجهية" الإسرائيلية، وداعية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته ووقف "الغطرسة" الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.