الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

النجاح تعقد محاضرة حول سياسة اللاعنف التي انتهجها اهل الجليل

نشر بتاريخ: 19/05/2010 ( آخر تحديث: 19/05/2010 الساعة: 15:04 )
نابلس- معا- استقبل الاستاذ الدكتور رامي حمد الله، رئيس الجامعة اليوم المطران شقور، رئيس اساقفة عكا وحيفا والناصرة وسائر الجليل والذي استضافته دائرة العلاقات العامة في محاضرة حول سياسة اللاعنف التي انتهجها أهل الجليل لإستعادة اراضيهم والحفاظ على عروبتها، وفي بداية اللقاء رحب رئيس الجامعة بالمطران شقور وقدم له لمحة عن الجامعة والكليات التي فيها والتخصصات التي توفرها الجامعة للطلبة الدارسين فيها في درجات البكاولوريوس والماجستير والدكتوراة، بالاضافة الى حديثه عن مراكز الجامعة التي تقدم خدماتها للمجتمع الفلسطيني في العديد من المجالات.

واكد أ.د. رئيس الجامعة على اهمية وضرورة التعايش الديني بين كافة الطوائف السماوية، وقال ان مدينة نابلس تعيش افضل صور هذا التعايش من خلال وجود الديانات السماوية الثلاث فيها الاسلامية والمسيحية والسامرية.

واضاف ان جامعة النجاح الوطنية تحتضن في داخلها طلبة مسيحية وسامرين وان الحياة الاجتماعية السائدة في مدينة نابلس وفي الجامعة تؤكد ان المجتمع الفلسطيني يحترم التعددية الدينية فيه.

وقد اعرب المطران شقور عن سعادته لوجوده في الجامعة وشكر الاستاذ الدكتور رامي حمد الله على حسن الاستقبال والضيافة، وتمنى ان يستمر هذا الاحترام المتبادل بين الديانات السماوية. وفي نهاية اللقاء مع أ.د. حمد الله قدم المطران شقور مجموعة من كتبه التي ترجم البعض منها الى اكثر من عشرين لغة الى رئيس الجامعة. كما اهدى د.حمد الله درع جامعة النجاح الوطنية لسيادة المطران تقديرا من الجامعة لما له من دور في خدمة التعايش والتسامح.

وحضر اللقاء الى جانب الاستاذ الدكتور حمد الله، الدكتور ماهر النتشة، نائب رئيس الجامعة للشؤون الاكاديمية، والدكتور شاكر البيطار، نائب الرئيس للشؤون الادارية، والدكتور خليل عودة، عميد كلية الآداب والاستاذ موسى ابو دية،عميد شؤون الطلبة في الجامعة،و الاستاذ ايمن النمر، مدير اذاعة صوت النجاح في الجامعة، كما رافق المطران الاب يوسف سعادة، راعي الكنيسة الكاثوليكية في محافظة نابلس، بالاضافة الى وفد من رجال الدين المسيحين.

وعقدت محاضرة المطران شقور في قاعة المؤتمرات في مكتبة الجامعة في الحرم القديم وحضرها عدد من اعضاء الهيئة الادارية والتدريسية وطلبة الجامعة.

وتحدث السيد شقور خلال محاضرته التي بدأها الاب سعادة بتقديم لمحة عنه وعن تاريخه بالحديث عن الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني في ارضه التي احتلت عام 1948 والمعيقات التي يضعها الجانب الاسرائيلي لمنع المواطنين الفلسطينين من العيش بهدوء وسلام في اراضيهم التي احُتلت وتم تهجير اهلها عنها ضاربا مثالا على قريته برعم التي وضعت السلطات الاسرائيلية العراقيل امام بناء مدرسة ثانوي لطلبة البلدة وصدرت العديد من اوامر وقف البناء وتقديمه هو شخصيا اكثر من ثلاثين مرة للمحاكم بهذا الخصوص مما اضطره ان يطرق ابواب في العديد من الدول لمساندته في بناء مدرسة قريته الصغيرة حتى وصل به الامر ان يسافر الى الولايات المتحدة الامريكية في ذلك الحين للقاء رئيس الخارجية الامريكية جيمس بيكر ليتدخل لدى الحكومة الاسرائيلية للسماح له ببناء قاعة رياضه في مدرسته التي بدأببنائها اصلا دون ترخيص حتى تم له ذلك.

وتطرق في المحاضرة ايضا الى الصعوبات الكبيرة التي يواجهها الفلسطينيون في الداخل للحصول على حقوقهم المسلوبة وما هي الوسائل التي يجب اتباعها للحد من الهجرة التي ينتهجها الناس للهروب من الواقع المرير الذي يمارس عليهم وشار ال ى انه بسبب الممارسات اللاانسانية فان اكثر من 1200 عائلة من الجليل تعيش في مدينة تورنتو واكثر من 800 عائلة في مدينة ميلبورن في استراليا وان 75 من مسيحي الاراضي المقدسة يعيشون مهجرين في مخيمات اللجوء او في الدول الاخرى.

وطالب المطران شقور بضرورة الوحدة بين الطوائف الاسلامية والمسيحية من اجل الحصول على الحقوق المسلوبة وقال اذا قبل الفلسطينيون التشرذم فلن يحصلوا على اي من حقوقهم مضيفا انه كتب لنا ان نعيش على هذه الارض واننا يجب ان نفتخر اننا نعيش عليها.

يذكر ان الأرشمنديت الياس شقور هو لاجئ فلسطيني من مهجري الداخل الذين طردتهم اسرائيل من ديارهم ابان وبعد النكبة. ومن مواليد بلدة كفربرعم في (الجليل الأعلى). وكان في الثامنة من عمره (1947) وعاش مأساة الشعب الفلسطيني وتهجَّر مع أهله من قرية كفربرعم وأصبح لاجئًا في وطنه. وافتتح الأب شقور مؤسسة مار الياس التقنية رغم الصعوبات في الحصول على موافقة السلطات الإسرائيلية في آذار 1995.

ويضم هذا المعهد اليوم حوالي 750 طالبا جامعيا ومُنح عدة شهادات دكتوراه فخرية من معاهد وجامعات أميركية مختلفة، كما مُنح العديدَ من الأوسمة التكريمية الدولية لأجل عطاءاته وأعماله المثمرة في قطاع التربية والتعليم كما رُشِّح أكثر من مرّة لجائزة نوبل للسلام، للأب شقور جهود كثيرة لافتتاح العديد من بيوت للطلبة العرب مسيحيين واسلام ودروز وله جهود كبيرة في الحوار من أجل التعايش. كما له العديد من الكتب والمؤلفات.