شعث: لا فرق بين برنامجي فتح وحماس وفرص نجاح المفاوضات ضئيلة جدا
نشر بتاريخ: 19/05/2010 ( آخر تحديث: 19/05/2010 الساعة: 22:22 )
رام الله - معا - اكد نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وجود تقارب كبير في البرنامج السياسي لحركتي فتح وحماس، من خلال موافقتهما على قيام الدولة الفلسطينية في حدود العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وتعويضهم، والموافقة على قرارات وبنود القانون الدولي، والحديث عن المقاومة السلمية.
وشدد شعث خلال الجلسة الرابعة من مؤتمر المركز الفلسطيني للأعلام والابحاث والدراسات "بدائل" والذي يعقد بالتزامن بين الضفة الغربية وقطاع غزة عبر نظام "الفيديو كونفرانس" على ضرورة استحداث وتبني ادوات نضاليه جديدة ، كالمقاومة الشعبية، وزيادة الحراك والدعم الدولي، وحصار اسرائيل وعقابها، وحرمانها من تعميق علاقتها بالاتحاد الاوروبي ومحاولة طردها من هيئة الامم المتحدة، بالتزامن مع انهاء الانقسام الداخلي وتحقيق الوحدة الوطنية.
واشار شعث الى ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية من اجل تحقيق المشروع الوطني، ومن اجل قطاع غزة المدمر المحاصر ، مؤكد وجود حراك جيد على صعيد المصالحة الوطنية، تقوده شخصيات مستقلة، وبعض الدول العربية، وشخصيات قيادية من حركتي فتح وحماس، تمثل بزيارتي الشخصية الى غزة التي كانت بموافقة الرئيس واللجنة المركزية لحركة فتح، وكذلك عقد لقاءات مع قادة حركة حماس في الضفة الغربية والتي قللت من العزلة بين الحركتين واحدثت حراكا جيدا، وخلقت افكارا جديدة.
واضاف شعث " الوضع العام حاليا افضل مما كان عليه قبل اربعة شهور ، حيث هناك لقاءات مستمرة بين حركتي فتح وحماس في الضفة الغربية، و انخفاض في عدد المحتجزين من حماس في سجون السلطة، والذي اصبح يشابه نظيره في غزة، كما سمح لقادة حماس بزيارة المعتقلين والتواصل معهم والاضطلاع على اوضاعهم، وهذا ما كان يجب ان يحدث منذ وقت بعيد."
واوضح شعث " ان العائق امام تحقيق المصالحة هو موقف حركة حماس من بعض بنود الورقة المصرية التي ترفض التوقيع عليها، وتذرعها ببعض القضايا ذات الخلاف عند التطبيق - رغم انها ورقة تنظيمية وليست سياسية- ، مشيرا الى ان حركة فتح لم تكن راضية في البداية عن الورقة المصرية، التي وقعنا عليها من اجل دعم جهود مصر، ومحاولة فتح افاق جديدة للمصالحة الوطنية".
وعاب شعث على حركتي فتح وحماس عدم تحقيقهما للوحدة والمصالحة الوطنية الى الان قائلا" الجميع يتحمل مسؤولية الانقسام وعدم تحقيق المصالحة الوطنية، حماس تتحمل المسؤولية لان لديها تحفظات "سخيفة" على الورقة المصرية، ولا تريد التنازل عنها، وتقول انظروا بتحفظاتنا وسنوقع الورقة المصرية، وفتح لا تريد القبول ومناقشة تلك التحفظات وتجاوزها مع انها تصفها بالسخيفة، وتصر على توقيع حماس على الورقة المصرية ومن ثم النظر في تحفظاتها".
ونوه شعث الى وجود بعض العراقيل التي تمنع تحقيق المصالحة، كربط المشكلة الفلسطينية بقضايا عربية واقليمية، وتذرع حماس بشروط الرباعية والاتحاد الاوروبي التي فرضتها عليها، موضحا انه تم مهاجمة شروط اللجنة الرباعية التي فرضت على حركة حماس عقب فوزها في الانتخابات التشريعية، والتي طالبتها بالاعتراف باسرائيل.
وطالب شعث اللجنة الرباعية الدولية بالغاء شروطها واسقاطها عن حركة حماس، موضحا انه تم مطالبة دول الاتحاد الاوروبي واعضاء الرباعية بذلك، وبدأنا نلمس توجها وقناعة لديهم ان تلك الشروط عرقلت تحقيق الوحدة الفلسطينية، وكان من الخطأ التمسك بها.
وقال شعث انه لا مفر من تحقيق الوحدة الوطنية، وسنستمر في النقاش والحوار وعقد اللقاءات مع حركة حماس من اجل تحقيق الوحدة الوطنية، رافضا ان يكون لدى حركة فتح اي خيارات اخرى"كالحل العسكري" لاعادة الوحدة بين الضفة وغزة ، "لأن الوحدة الوطنية ذات اهمية اكبر من المشروع والبرنامج الوطني الوطني".
وحول كيفية تعامل السلطة مع اسرائيل في الفترة القادمة، اوضح شعث "ان الاحتلال الاسرائيلي احتلال صعب، لانه عنصري استيطاني اجلائي بأمتياز، يهدف الى ابعادنا وتهجيرنا من ارضنا ، اضافة الى طبيعة اليهود وظروفهم حين تعرضوا الى مذابح الهولوكوست في المانيا ، والتي ساعدت الجالية اليهودية في اقامة علاقات دولية استراتيجية متينة مع الدول ذات التأثير الدولي".
واكد شعث ان على الشعب الفلسطيني استخدام كل الادوات والامكانيات المناسبة لمواجهة الاحتلال الاستيطاني ، مشيرا الى انه يجب اجراء نقاشات وحوارات معمقة بين حركتي فتح وحماس ومختلف الفصائل الوطنية بعد تحقيق المصالحة للاتفاق على طبيعة التعامل مع اسرائيل".
ومع انطلاق المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينة واسرائيل والتي ترعاها الولايات المتحدة الامريكية عبر مبعوثها الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، توقع شعث ان تكون فرص نجاح تلك المفاوضات ضئيلة جدا، مطالبا بعدم الاستمرار بها في ظل استمرار اسرائيل ببناء المستوطنات، داعيا الى ضرورة القيام برصد ميداني للتحركات الاستيطانية على الارض، وتقديم تقارير يومية للادارة الامريكية حول ذلك."
وعن امكانية العودة الى الكفاح المسلح، قال شعث " ان الكفاح المسلح تبنيناه في المرحلة السابقة، ونستبعد العودة اليه في الوقت الحالي لتغير المعادلة الدولية، رغم انه منحنا خطوات الى الامام، حيث اوصل قضيتنا الى كافة اصقاع العالم، وكذلك حققت عملية السلام انجازات كبيرة من خلال اعتراف العالم بمنظمة التحرير الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير،وانجازات اقتصادية واجتماعية كبيرة."
وشدد شعث على ضرورة مواصلة الضغط على اسرائيل، سواء استؤنفت المفاوضات او لم تستأنف، وذلك من خلال زيادة زخم النضال الشعبي"اللاعنفي"، وحشد الدعم الدولي والعالمي، وفرض العقوبات على اسرائيل، ومطاردتها في كل المحافل والمؤسسات والهيئات الدولية.
وعن اوضاع البيت الداخلي لحركة فتح ، وطبيعة العلاقة التي تربط الحركة بحكومة سلام فياض اشار شعث الى ولادة توجه عام خلال المؤتمر العام السادس نحو اعادة بناء وتشييد الحركة، بعد حالة الضعف والتشتت والترهل التي اصابتها، "ونحن الان نسير بخطوات جيدة نحو ذلك من خلال اعادة ترتيب اوضاع البيت الداخلي لحركة فتح، واعادة تقييم كافة الامور والقضايا ذات الاهمية".
واعلن شعث عن تبني حركة فتح لاستراتيجية جديدة تم الاتفاق عليها للتعامل مع الوضع الداخلي، والاحتلال الاسرائيلي، والتي ترتكز على اعادة بناء الوحدة الوطنية ، والاستمرار في بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية.
ونفى شعث وجود خلاف بين حركته والحكومة ، مؤكدا ان سلام فياض يعمل ضمن اطار حركة فتح التي تقود منظمة التحرير الفلسطينية، رافضا ما يقال ان مشروع بناء مؤسسات الدولة تحت الاحتلال الاسرائيلي يتعارض مع النضال من اجل اقامة الدولة.
واعرب شعث عن انزعاجه من وضع الحكومة جداول زمنية لاعلان قيام الدولة المرتقبة، نافيا ان يكون مشروع الحكومة "مشروع اسرائيلي اقتصادي" ، وانما هو مشروع لبناء مؤسسات الدولة، وتعزيز صمود الشعب على ارضه،
واكد شعث ان استراتيجية فتح النضالية المعلنة، هي تبني النضال الشعبي المتصاعد "اللاعنفي" ضد اسرائيل، في ظل عدم امكانية القيام بالكفاح المسلح الذي اصبح غير مرغوب به في الوقت الحالي، رغم انه حق للشعب الفلسطيني كفلته جميع المعاهدات والقرارات الدولية، وحشد الدعم والتأييد الدولي ضد اسرائيل ، بأعتبارها نظام فصل عنصري"ابارتهايد".
وقال شعث " انني اوضحت ذلك الى قادة حركة حماس، حيث قلت لأسماعيل هنية اثناء لقائي به خلال زيارتي الى غزة، ان الظروف العربية والاقليمية والدولية لا تسمح لنا بالقيام بالكفاح المسلح، ويجب حشد قوانا نحو تعزيز المقاومة السلمية، ومحاصرة اسرائيل ومواصلة الضغط عليها، مشيرا الى ان حماس بدأت تتفهم ذلك الامر، من خلال الرد على تقرير غولدستون واعتذارها عن اطلاق الصواريخ واصابة المدنيين، واستعدادها للاعتراف بالقوانين الدولية .
وشدد شعث على ان الكفاح السلمي"اللاعنفي" لا يقل شرفا عن الكفاح المسلح، وهو لا يعني الاستسلام للشروط الاسرائيلية ،موضحا انه لا يمكن القيام بنضال شعبي دون وجود حراك دولي، وكذلك وجود حراك دولي دون نضال شعبي سيكون دون جدوى".
واوضح شعث ان استراتيجية فتح لا تمانع من العودة الى المفاوضات ، لكن بشروط وظروف افضل مما كان يحدث سابقا، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة استمرار النضال الشعبي وزيادته بالتزامن مع المفاوضات مع اسرائيل.
وكان الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين، والاستاذ عصام يونس قد افتتحا الجلسة الرابعه من مؤتمر بدائل الرابع والذي يأتي لهذا العام تحت عنوان "صناع القرار، بين مسؤولية الماضي وافاق المستقبل"، بالتزامن بين الضفة الغربية وقطاع غزة عبر "نظام الفيديو كونفرانس"، واللذان اكدا على دور حركة فتح في تاريخ النضال الفلسطيني، وطرحا مجموعة من التساؤلات التي تمثل التحديات المرحلية التي تقف امام المشروع الوطني الفلسطيني، كاستمرار الانقسام، وتزايد البناء الاستيطاني في مدن الضفة الغربية، والتهام مدينة القدس والاستمرار في تهويدها، ووسائل العمل التي تملكها السلطة والقيادة الفلسطينية في ظل تعثر عملية السلام.