المجموعة العربية باليونسكو تنتصر للقضية الفلسطينية
نشر بتاريخ: 19/05/2010 ( آخر تحديث: 19/05/2010 الساعة: 23:00 )
بيت لحم - معا - قال بيان صادر من المجموعة العربية في اليونسكو، ان المجموعة العربية بدعم من الدول الصديقة استطاعت أن تسجل على جدول أعمال المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته 184 المنعقدة في شهر ابريل (نيسان) الماضي جميع النقاط التي تخص فلسطين ، و التي تمت مناقشتها في المجلس التنفيذي.
وكذلك إدراج نصوص مشاريع قرارات الوفد الفلسطيني كاملة وبحرفيتها ضمن قرارات الدورة الحالية قبل الختام، والتي تتضمن خمسة مشاريع قرارات، الأول متعلق بباب المغاربة في القدس القديمة، الثاني يدعو إلى تطبيق القرارات الخاصة بالقدس، الثالث متعلق بالمؤسسات التعليمية والثقافية في الأراضي العربية المحتلة، الرابع يخص إعادة بناء وتنمية قطاع غزة في ظل الحصار الاسرائيلي المفروض عليها ، أما مشروع القرار الخامس المتعلق بالحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم فقد تم تسجيله وتثبيته كنقطة جديدة على جدول أعمال المجلس التنفيذي لليونسكو، وذلك بالرغم من كل الضغوط التي مورست على المجموعة العربية من قبل الدول المعارضة لنصوص مشاريع هذه القرارات.
وقال الدكتور عبد السلام القلالي المندوب الدائم للجماهيرية الليبية لدى اليونسكو رئيس المجموعة العربية، ان المجموعة العربية عملت وفقا لقرارات مؤتمر القمة العربية الأخير التي نصت آنذاك بأنه لا تفاوض مباشر أو غير مباشر حول نصوص المشاريع التي قدمها الوفد الفلسطيني والتي تتعلق بهذه القضايا الجوهرية، مما خلق العديد من الصعوبات والتعقيدات في الحوارات التي تخللتها أعمال المجلس، وانه بالرغم من ذلك تمسكت المجموعة بالموقف العربي والفلسطيني المتعلق بهذه القرارات، حيث حظي بدعم عربي جماعي، والعديد من الدول الصديقة حتى نهاية أعمال الدورة.
واوضح ان مشاريع القرارات الخمس حصلت على توقيع تأييد 21 عضوا ممثلين للدول العربية و الدول الصديقة من اصل 58 دولة تشكل هيئة المجلس التنفيذي، و9 دول مؤيدة وعدت بالتصويت إلى جانب الموقف الفلسطيني، إلا أن المجموعة العربية قد علمت من عدد من الوفود المؤيدة بأنها تحبذ اعتماد القرارات بالتوافق ، كما جرت العادة في اليونسكو، و بان أغلبية هذه الوفود ستساند التأجيل في حال عدم التوصل لحل توافقي، إما النصوص التوافقية المقترحة ، فكانت اقل بكثير مما يمكن أن يقبله الفلسطينيون والعرب ، لأنها تمس بالثوابت الوطنية الفلسطينية و العربية غير القابلة للتفاوض.
واضاف انه بالرغم من وصول الحوارات في نهاية الجلسات إلى مأزق في ظل الضغط الأمريكي، ومحاولات التعديل لنصوص مشاريع القرارات، إلا أن الموقف العربي بقي متماسكا، حيث عقد لقاء عشية الختام بين المديرة العامة لليونسكو ايرينابوكوفا وسفير فلسطين وسفيرة الأردن لدى اليونسكو للبحث عن مخرج لإنقاذ المجلس، فرفضا اقتراحات التعديل على النصوص وفقاً لموقف المجموعة العربية.
وقال البيان انه فيما يخص التصويت، ففي الواقع كانت المجموعة العربية قد مهدت الأجواء للتصويت على مشاريع القرارات الخمس، و لكن، و في اللحظة الأخيرة قبل الدخول لقاعة التصويت، فوجئت المجموعة العربية بالموقف الروسي الذي أعلن بأنه سيطالب، وفقاً لنظام المجلس التنفيذي، بوقف التصويت على مشاريع القرارات مطالبا التأجيل.
ثم عُقِد اجتماع في وقت لاحق للمجموعة العربية لمناقشة الموضوع، وتقرر بالإجماع أن تعلن اليونسكو عدم تمكنها من التوصل إلى اتفاق حول النصوص، وان يسجل المجلس التنفيذي على جدول أعمال دورته القادمة جميع النقاط التي لم يتم الاتفاق عليها، ونشر نصوص مشاريع قرارات الوفد الفلسطيني كاملة وبحرفيتها ضمن قرارات الدورة الحالية قبل الختام. كما و يتعهد المجلس التنفيذي في قرار التأجيل ببذل كل الجهود للوصول إلى حل بشأن تلك القرارات الخمسة.
وجاء أيضا هذا الاتفاق توطئة لما أعربت عنه كل من ايرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو و اليونورا ميتروفانوفا رئيسة المجلس التنفيذي عن تقديريهما البالغ للموقف العربي الذي جنب المجلس التنفيذي و لأول مرة مغبة الانقسام وكسر قاعدة التوافق التي يسير عليها منذ نشأته كما و أكدتا على حرصهما و سعيهما منذ الآن و حتى حلول موعد الدورة القادمة من اجل تبني قرارات تحظى بالتوافق وتعكس حقيقة واقع الحال على الأرض.
وقال البيان إن المجموعة العربية استطاعت التغلب على المعارضة التي واجهتها في المجلس، وتمكنت من تسجيل و تثبيت النقطة الخامسة المتعلقة بالحرم الإبراهيمي في الخليل، ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم على جدول أعمال المجلس التنفيذي، حيث تم فتح ملف خاص بذلك، وإن هذا النجاح لم يكن بالإمكان لولا جهود المجموعة العربية التي كانت تجتمع على الأقل مرتين يومياً خلال أعمال المجلس لتنسيق التحرك و اتخاذ قراراتها بالإجماع، و جهود فريق العمل المكون من سفيرة الأردن، و سفير المملكة العربية السعودية، وممثل جمهورية مصر العربية، وسفير الجامعة العربية في باريس، و سفيرة المملكة المغربية إلى جانب السفير الفلسطيني، و جهود جميع السفراء والمندوبين العرب الذين عملوا بتواصل في مواجهة الموقف الإسرائيلي الذي كان يطالب بعدم إصدار أي قرار جديد، علماً بان السفير الفلسطيني الياس صنبر لم يقم بأي خطوة على انفراد و دون التحرك برفقة السفراء أعضاء مجموعة العمل المذكورة.
واوضح إن المجموعة العربية و إن وافقت على مضض على الاقتراح لتأجيل نقاش البنود الخمسة المذكورة إلى الدورة القادمة للمجلس التنفيذي ، فقد سجلت بذلك نقلة نوعية في طرح القضايا الفلسطينية والعربية بتغيير أسلوب مناقشتها من التفاوض الثنائي إلى النقاش العام والمبادرة بإعداد المذكرات المتعلقة بالقضايا العربية بدلا من ترك المجال لإدارة اليونسكو لتقديم هذه المذكرات باسمها، إلا أن المجموعة العربية عبّرت من خلال المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية وممثل الجزائر بالمجلس التنفيذي عن رفضها لمبدأ التوافق والذي يؤدي إلى تغليب رأي الأقلية على رأي الأغلبية بما يتعارض والمبادئ الأساسية للديمقراطية والتنديد بالممارسات التي يقوم بها الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل.