الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

القط والفأر في المياه المصرية-صيادو غزة في العريش وجبل القلزم وبورسعيد

نشر بتاريخ: 20/05/2010 ( آخر تحديث: 20/05/2010 الساعة: 12:46 )
غزة - تقرير معا - بين بحر غزة والمياه الإقليمية المصرية، يتنقل صيادو غزة، يومياً وسط رحلة مطاردات تتم بصورةٍ دائمةٍ بين عناصر البحرية المصرية، وطراداتها المنتشرة على طول السواحل الفلسطينية - المصرية، وصيادو القطاع المحاصر منذ ما يزيد عن الأربعة أعوام.

الصيادون الذين قرروا التقاط أرزاقهم وأقواتهم اليومية من داخل المياه الإقليمية المصرية، بعد منع زوارق البحرية الإسرائيلية لعمليات الصيد على شواطئ القطاع لمدى يزيد عن الثلاثة أميال، وهي المسافة غير الكافية حتى لرفع زوارقهم عن صخور البحر، يجدون أنفسهم وفور عبورهم للخط الوهمي بين بحر غزة ومصر دخلوا رحلة مطاردات مع الزوارق العسكرية المصرية.

يقول أبو محمد الصعيدي الذي يعمل منذ 25 عاما في مهنة الصيد "أنا أول من توجه صوب المياه المصرية من الصيادين.. حينها فتحت الزوارق الحربية الإسرائيلية نيرانها وقذائفها على المركب الذي كنا نستقله ولكني استطعت أن افلت تجاه المياه المصرية".

وعن المناطق التي يصلها مركبه داخل المياه المصرية يتابع أبو محمد " أذهب للاصطياد في كل من جبل القلزم والعريش وفي أحد المرات سرت بالمركب حتى شواطئ بور سعيد المصرية".

فيما يشير مفلح أبو ريالة الذي يعمل صياداً منذ 18 عاماً أن سبب توجههم للمياه الإقليمية المصرية يعود إلى أن موسم الصيد متوفر حالياً على بعد ما يزيد عن خمسة أميال في عمق البحر وهو ما لا تسمح إسرائيل للصيادين بالوصول إليه في بحر غزة.

ويقول الصياد شاهر العامودي " فور عبورنا للمياه المصرية يبدأ الضابط المصري بالمناداة علينا، ولكننا نرفض الاستجابة خشيةً من الضرب والاعتقال التي تعرض لها صيادون سابقون استجابوا لتلك النداءات"، ويتابع "حينها تبدأ المطاردة بيننا وبين المصريين".

وعن طريقة الهروب يقول الصياد شاهر "قبل أن تفكر في الذهاب للجانب المصري، عليك أن تحدد مركباً صغيراً، وأن لا تحمل الكثير من المعدات، وأن تجهز المركب بمطورين لتسريعه".

فيما يتحدث الصياد أبو حسن النحال عن طريقة الهروب في حال حدثت المطاردة ويقول " أصبحنا نعرف نقاط الضعف في الزوارق المصرية، فحين تبدأ رحلة المطاردة نزيد السرعة بشكل يفوق سرعة الزوارق المصرية، وحين تزيد الزوارق المصرية من سرعتها، نقوم بتدوير مركبنا وهو بسرعته القصوى فيما يحتاج الزورق المصري الى أن يهدأ سرعته قبل أن يدور، حينها نكون قد أفلتنا بعيداً ".

وعن حجم الخسائر التي يتعرض لها الصيادون إن وقعت إحدى معداتهم في أيدي القوات المصرية يستكمل أبو حسن " يرجع ذلك لمزاجية الضابط المصري، فقبل أسابيع وحين كنت أنصب شباك الصيد في بحر العريش، اقتربت مني الزوارق المصرية، ولكني بادرت بترك الشباك في البحر والفرار، حينها اكتفى الجنود المصريون بأخذ السمك من الشباك".

فيما يقول الصياد شاهر العامودي إن أحد رحلاته للبحر المصري كلفته قرابة الأربعة آلاف دولار، حين باغته زورق مصري وقام بإغراق مركبه وجميع المعدات التي كان يحملها.

ونفى الصيادون تعرض مراكبهم لإطلاق النار من قبل الجانب المصري، مؤكدين على عدم تلقي الأمن المصري لأي رشاوٍ مقابل عبورهم المياه الإقليمية المصرية.

واكد الصيادون على حجم المعاناة التي يتعرضون لها جراء رحلة المغامرات تلك، مشيرين إلى أن أوضاعهم كانت أفضل بكثير حينما كانوا يصطادون في بحر غزة قبل المنع الإسرائيلي، داعين الجانب المصري مراعاة ظروفهم بالسماح لهم بالصيد بدلاً من مطاردتهم.