الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشيخ ياسين الأسطل: لنعمل ما نعمل بالكلمة السواء

نشر بتاريخ: 21/05/2010 ( آخر تحديث: 21/05/2010 الساعة: 23:22 )
خان يونس- معا- قال الشيخ ياسين الأسطل الرئيس العام ورئيس مجلس الإدارة للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين المصلين بمسجد الحمد بخان يونس اليوم في خطبته والتي بعنوان (نبيٌ وعجوز!!) إن الإسلامُ عقيدةٌ وعبادةٌ ومعاملةٌ وسلوكٌ ، وهو يتناول الدنيا والآخرة ، وكما أنه كفيل بتحقيق السعادة الأبدية لمن يدين به خالصاً لله رب العالمين ، وقد حفلت أحكامه وتشريعاته بتنظيم حياة الفرد والجماعة ، وتفصيل العلاقة مع المجتمعات البشرية مسلمةً وغير مسلمة على وفق العدل والحكمة لصلاح دنياهم وأخراهم ، وإعطاء كل ذي حقٍ حقه بلا ظلمٍ ولا غلط ، ولا وكسٍ ولا شطط ، وهذا لأنه أي الإسلام كتاباً وسنةً وحيٌ منزلٌ من عند الله الذي هو الخالق وهو الرازق وهو المدبر لأمور الخلائق أجمعين ، أنزله الله تعالى بعلمه ، وفصله بحكمته وخبرته بما هو الأنسب والأصلح للناس أجمعين مؤمنهم وكافرهم ، بل والخلائق كافة .

وأضاف فضيلته إن الإسلام ليس طقوساً مجردة ، ولا أحكاماً وتشريعاتٍ معقدة ، ولا فلسفيات ونظريات مقعدة ، بل هدايةٌ ربانيةٌ ووحيٌ منزلٌ من الله ، ينتظم أخلاقاً زكية، ومعاملات بين الناس رضية ، الصغير والكبير، الغني والفقير ، الراعي والرعية، المرأة والرجل ، المسلم وغير المسلم ، والقرآن والسنة وكتب السيرة والتاريخ غنية بالأمثلة المتنوعة ، والأحداث المتعددة التي تدل على ما سبق.

وأردف فضيلته من العبر فضل الكبير في السن ، والتواضع لمن بلغ المنزلة والسن على من كان دونه ، ومنها أن لا يمتنع أحدٌ من التواضع والتقبل من الضعفاء مهما عظم جنابه ، وكبر منصبه ، وأن الله قد يجعل من العلم والفضل عند الأصاغر ما ليس عند الأكابر ، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .

كما استحضر قصة العجوز مع عمر رض الله عنه والتي من حديثها رضي الله عنها مع عمر أمير المؤمنين: روى الحافظ في الإصابة قال : ( قال أبو عمر: روينا من وجوه عن عمر بن الخطاب أنه خرج ومعه الناس فمر بعجوز فاستوقفته فوقف فجعل يحدثها وتحدثه فقال له رجل: يا أمير المؤمنين حبست الناس على هذه العجوز، فقال: ويلك! أتدري من هي هذه امرأة سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات هذه خولة بنت ثعلبة التي أنزل الله فيها: " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما... " المجادلة 1 الآيات والله لو أنها وقفت إلى الليل ما فارقتها إلا للصلاة ثم أرجع إليها. قال: وقد روى خليد بن دعلج عن قتادة قال: خرج عمر من المسجد ومعه الجارود العبدي فإذا بامرأة برزة على ظهر الطريق فسلم عليها عمر فردت عليه السلام فقالت: هيها يا عمر عهدتك وأنت تسمى عميراً في سوق عكاظ تروع الصبيان بعصاك فلم تذهب الأيام حتى سميت عمر ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين! فاتق الله في الرعية واعلم أنه من خاف الوعيد قرب عليه البعيد ومن خاف الموت خشي الفوت ) اهـ .

كما خاطب فضيلته المرأة قائلاً : أختي أيتها المرأة الأبية إن لك أسوةً وقدوة في أمهات المؤمنين ، ومن بعدهن من الكريمات في شتى الميادين ، في الأخلاق والتربية وفي العلم والعمل والجهاد وغير ذلك , وأما أنتم أيها الظالمون للمرأة ؛ سواءً باسم الدين أو العادة ، وكذلك بدعوى تحرير المرأة ومساواتها بالرجل لتخرج عن فطرتها ، وتتمرد على أسرتها ، وتصبح سلعة بلا ثمن ، يزهد فيها الصالحون ، ويلعب بها الفاسدون ، ويستعملها المفسدون ، لأغراضٍ دنيئة ، وأهدافٍ خبيثة ، لتخرج بعيداً عن دينها وأخلاقها ، إن الإسلام قد أكرم المرأة ووفاها حقها فهي الأم والزوجة والأخت والبنت وقد علمنا نبينا أن النساء شقائق الرجال ، ولعل من النساء من هن أفضل من كثير من الرجال . فلنلزم هداية الله بالإنصاف ، ولنعمل ما نعمل بالكلمة السواء ، وعلى السنة الغراء .