الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

استشهاد جمال ابو سمهدانة قائد لجان المقاومة الشعبية وثلاثة من مرافقيه في غارة اسرائيلية على مدينة رفح

نشر بتاريخ: 08/06/2006 ( آخر تحديث: 09/06/2006 الساعة: 00:35 )
رفح -معا-استشهد قائد لجان المقاومة الشعبية في فلسطين جمال ابو سمهدانة (43 عاما ) وثلاثة مقاومين اخرين هم نضال موسى و محمد عسلية واحمد مرجان جراء قصف الطائرات الحربية الاسرائيلية لموقع تابع لالوية الناصر صلاح الدين الذراع المسلح للجان المقاومة الشعبية التي يتزعمها ابو سمهدانة.

هذا واكدت لجان المقاومة الشعبية نبأ استشهاد قائدها العام جمال ابو سمهدانة " ابو العطايا" جراء قصف الطائرات الاسرائيلية لاحد مواقعها في ساعة متاخرة من مساء اليوم الخميس.

ويقع الموقع المستهدف على أراضي محررة "رفيح يام"، غرب محافظة رفح، واستهدفت طائرات الاحتلال قبل حوالي الشهرين، ما أدى لاستشهاد خمسة من عناصر ألوية الناصر صلاح الدين من بينهم القيادي إياد أبو العنين.

وكانت عدة انفجارات قوية هزت مدينة رفح الواقعة جنوب قطاع غزة مستهدفة موقعا للجان المقاومة الشعبية.

ووفق المصادر الفلسطينية فقد قصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية موقع التدريب التابع للجان المقاومة في منطقة تل السلطان بثلاثة صواريخ مستهدفة ابو سمهدانة الذي كان في جولة تفقدية للموقع للاشراف على عمليات تدريب لعدد من افراد اللجان.

وافادت مصادر طبية فلسطينية ان جثامين الشهداء وصلت الى المستشفى اشلاء ممزقة حيث اصابتها الصواريخ اصابات مباشرة.

من جهتهم وفي تعليقاتهم الاولية توعد المتحدثون باسم لجان المقاومة الشعبية وهما ابو عبير وابو مجاهد الاحتلال الاسرائيلي بردود مزلزلة على جريمة الاغتيال الاسرائيلية.

واشارت مصادر الوية الناصر صلاح الدين ان قائدها العام كان قد تعرض على الاقل لخمس محاولات اغتيال من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي حيث اصيب بجروح في محاولتين لاغتياله كانت احداها وهو في سيارته والثانية وهو في احد المنازل.

كما تتهم اسرائيل ابو سمهدانة بالوقوف وراء تنفيذ العشرات من العمليات التي قتل فيها العديد من الاسرائييلين بالاضافة الى مسؤوليته ولجان المقاومة الشعبية عن تفجير دبابات اسرائيلية وعلى راسها دبابة المركباة الاسرائيلية حيث ادى تفجيرها الى تعرض الصناعات العسكرية الاسرائيلية الى خسائر مادية فادحة.

بعد أربع وعشرين عاما من المطاردة والملاحقة والاستهداف تمكنت إسرائيل في ساعة متأخرة من مساء اليوم الخميس من اغتيال جمال أبو سمهدانة الشهير بأبو عطايا قائد لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية ومؤسسها وأحد أبرز المطلوبين لدى إسرائيل .

وكان أبو سمهدانة قد تولى في العشرين من شهر أبريل الماضي منصب المراقب العام لوزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية التي شكلتها حركة حماس حيث اعتبر في حينه أول قائد لفصيل عسكري فلسطيني يتولى منصبا هاما .

وقد تصدر اسم جمال أبو سمهدانة دوما الترتيب الثاني في قوائم الاغتيال الإسرائيلية بعد محمد الضيف قائد كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة حماس .

الشهيد ابو سمهدانة في سطور :
..............................................

وولد جمال عطايا زايد أبو سمهدانة عام 1963م في معسكر المغازي للاجئين وسط قطاع غزة حيث قضى طفولته في المخيم الفقير مع عائلته التي اشتهرت في النضال الفلسطيني واعتقل الجيش الإسرائيلي والده وأخاه عام 1970 على خلفية مقاومة الاحتلال حيث قضى والده في المعتقل الإسرائيلي خمس سنوات .

وانتقلت عائلته بعد ذلك الى مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة حيث ما يزال يعيش وعائلته في المخيم الفقير ذو الكثافة السكنية العالية .

ولعل أبرز الدوافع التي جعلت جمال ذو البشرة السمراء في مواجهة يومية مع قوات الاحتلال هو انضمام أخيه صقر في صفوف الثورة الفلسطينية مع قوات التحرير الشعبي حيث أصبح مطلوباً للجيش الإسرائيلي وانتقل صقر بعدها إلى لبنان وانخرط في صفوف الثورة وظل يقاتل في صفوفها حتى استشهد عام عام 1975 .

وأنهى أبو عطايا دراسته الثانوية في رفح والتحق بعدها بصفوف حركة فتح حيث كلف من قبل الحركة التي انطلقت عام 1965 بإعداد مجموعات عسكرية كما قتل أخيه طارق في انتفاضة عام 1987م حيث كان أحد النشطاء الفاعلين في حركة فتح.

وشارك في الهبة الشعبية عام 1981 التي انطلقت في قطاع غزة كما بدأ الجيش الإسرائيلي في مطاردة أبو سمهدانة عام 1982 قبل أن يتمكن من المغادرة الى جمهورية مصر العربية ومن هناك الى دمشق ثم المغرب ثم تونس حيث مكث سنتين .

وسافر أبو سمهدانة الأب لأربعة أولاد وبنت بعد ذلك الى ألمانيا حيث التحق التحقت بالكلية العسكرية هناك وتخرج منها ضابطا عام 1989 قبل أن ينتقل بعدها الى الجزائر ثم الى بغداد حيث شهد في العاصمة العراقية الغزو الامريكي وقوات التحالف لها عام 1991م .

وعقب انتهاء حرب الخليج رجع أبو عطايا إلى الجزائر وكانت المحطة الأخيرة في تنقلاته الخارجية قبل أن يعود إلى قطاع غزة في صفوف القوات الفلسطينية العائدة ضمن اتفاق أوسلو عام 1993 م على الرغم من معارضته للاتفاق الذي وقعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وفور عودته إلى قطاع غزة عمل جمال في الأجهزة الأمنية في السلطة الفلسطينية كما نجح في انتخابات حركة فتح في رفح وفاز بعضوية إقليم رفح .

وقد عرف عن جمال في عهد السلطة الفلسطينية معارضته لسياسة السلطة الفلسطينية وخاصة التطبيع مع إسرائيل والتنسيق الأمني بين الأجهزة الأمنية الفلسطينية والإسرائيلية واعتقال قادة حركتي حماس والجهاد الإسلامي .

وفي تحول خطير في علاقته مع السلطة قامت الأجهزة الأمنية الفلسطينية باعتقاله عام 1997 على يد جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني لمدة سنة وسبعة أشهر بسبب مساعدته حركة الجهاد الإسلامي في نشاطات عسكرية وعمليات نفذتها ضد أهداف إسرائيلية .

ولعل هذه الأجواء التي مر بها جمال أبو سمهدانة دفعته لاستثمار انطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 م وأن يمارس موهبته العسكرية المحبوبة حيث شكل مع بداية الانتفاضة مع عدد من القيادات العسكرية ومعظمها من المحسوبين على الأجهزة الأمنية المنتمين لحركة فتح تشكيلا عسكريا حمل اسم لجان المقاومة الشعبية .

وجمعت لجان المقاومة الشعبية التي أسسها جمال والتي شكلت جناحا عسكريا أطلقت عليه ألوية الناصر صلاح الدين عناصر نشطاء من فصائل مختلفة جلهم كان من فتح وبعضهم من حماس والجهاد الإسلامي ممن يؤمنون بالعمل المقاوم حلا للقضية الفلسطينية بعيدا عن الحلول السياسية .

ومثل العامان الأولان للانتفاضة الفلسطينية ذروة عمل لجان المقاومة الشعبية عبر أربع عمليات متتالية لتفجير الدبابة الإسرائيلية الشهيرة " الميركافاه " حيث قتل خلالها عدد كبير من الجنود الإسرائيليين الأمر الذي وضع أبو سمهدانة وقادة اللجان في دائرة الاستهداف الإسرائيلي المتواصل.

وحملت إسرائيل أبو عطايا مسئولية عمليات الميركفاه وتطوير المقاومة الشعبية لصواريخ تطلقها باتجاه البلدات الإسرائيلية ووضعته في دائرة الاستهداف المتواصل حيث حاولت أكثر من أربع مرات لاغتياله على فترات مختلفة خلال الانتفاضة الفلسطينية لكن جميعها باءت بالفشل .

ويعرف عن جمال أبو سمهدانة الملتحي التزامه الديني القوي وقربه الشديد من قادة الحركات الإسلامية حيث كان أعز أصدقائه محمد الشيخ خليل قائد سرايا القدس الذراع العسكري للجهاد الإسلامي الذي اغتالته إسرائيل قبل عدة أشهر في قصف إسرائيلي لسيارته بعد أسابيع قليلة من انسحاب إسرائيل من قطاع غزة .

ردود فعل :
..............

وفي ردة فعل جماهيرية عفوية أخرج مئات من الفلسطينيين الغاضبين جثمان ابو سمهدانة من المشفى ويطوفون فيه شوارع مخيم رفح بعد ان احتشد آلاف منهم في وقت سابق في ساحات مشفى رفح لالقاء نظرة على جثمان ابو سمهدانة احتشد الالاف من سكان قطاع غزة في ساعة بكرة من فجر اليوم الجمعة امام ثلاجة حفظ الموتى، في مشفى رفح الحكومي جنوب قطاع غزة، لاقلاء نظرة وداع على جثمان جمال ابو سمهدانة قائد لجان المقاومة الشعبية والمطلوب لاسرائيل من اربع وعشرين عاما.

واصطف المئات لطبع قبلة على جبينه ومنهم من يراه لاول مرة، بعد ان عاش قرابة نصف عمره متخفيا، بسبب ملاحقة اسرائيل له، متهمة اياه بالوقوف خلف عشرات العمليات التي استهدفت اسرائيليين في قطاع غزة.

كما لاقت جريمة اغتيال ابو سمهدانة التي نفذتها الطائرات الحربية الاسرائيلية ردود فعل عنيفة من كافة الفصائل الفلسطينية حيث ادانت حركة فتح و حركة الجهاد الاسلامي وحركة حماس والسلطة الوطنية جريمة الاغتيال الاسرائيلي مؤكدين ان هذه الجريمة لن تحييد الشعب الفلسطيني عن مواصلة طريق النضال والمقاومة.

واستنكر المتحدثون باسم الفصائل الفلسطينية جريمة الاغتيال التي وصفوها بالبشعة والخطيرة مشددين على وحدة شعبنا الفلسطيني في مواجهة الاحتلال ومخططاته الرامية للاستيلاء على الاراضي الفلسطينية وتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني.

ودعت حركة الجهاد الاسلامي في بيان لها كافة الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة وعلى رأسها سرايا القدس وكافة الكتائب والألوية للرد المناسب والسريع على جرائم الاحتلال الصهيوني العدوانية.


من جهتها حملت الحكومة الفلسطينية إسرائيل مسئولية ما قد يترتب على عملية اغتيال جمال أبو سمهدانة أبو عطايا المراقب العام لوزرة الداخلية والأمين العام للجان المقاومة الشعبية الفلسطينية مدينة رفح جنوب قطاع غزة مساء الخميس .

وقال بيان صادر عن الناطق باسم الحكومة انها:" تؤكد أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل تبعات هذه المجزرة البشعة وما يترتب عليها من ردود أفعال، وتعد هذه الجريمة استهدافا لأحد مسئولي الحكومة الفلسطينية مما يؤكد حالة الاستهداف الواضح والمقصود للحكومة ولكل أبناء شعبنا الفلسطيني ".

الحكومة الاسرائيلية وجيشها نفت ان تكون قد استهدفت في عملية القصف جمال ابو سمهدانة شخصيا حيث قال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان العملية استهدفت احدى المجموعات الناشطة في اطلاق الصواريخ المحلية باتجاه المدن والبلدات الاسرائيلية لكن على ما يبدو وفق الناطق الاسرائيلي فقد تصادف وجود ابو سمهدانة في معسكر التدريب لهذه المجموعة التابعة له مما ادى الى مقتله.