ندوة تحث الجهات المعنية الإرتقاء بالنوادي الصيفية ومتابعةقضايا الاطفال
نشر بتاريخ: 22/05/2010 ( آخر تحديث: 23/05/2010 الساعة: 10:24 )
طولكرم - معا - اوصى طلبة التنمية الاجتماعية - تدريب ميداني 4 - في جامعة القدس المفتوحة - منطقة طولكرم التعليمية، اوصى بضرورة مراقبة النوادي الصيفية القادمة، متوجهين للجهات المعنية في الحكومة الفلسطينية والجهات الداعمة الى جعل شعار النوادي لهذا العام " معا نحو برامج متلفزة خالية من العنف وهادفة لجيل الطفولة ".
وطالب الطلبة الجهات المختصة مراقبة محطات التلفزة الفلسطينية العاملة داخل الوطن، وحثها على تكثيف برامج الاطفال الايجابية الهادفة والتعليمية، والبعيدة عن العنف والسلوك السلبي.
جاء ذلك خلال ندوة علمية بعنوان " أثر القنوات الفضائية على سلوك الناشئة " والتي نظمها طلبة التنمية الاجتماعية - تدريب ميداني 4 - في جامعة القدس المفتوحة بطولكرم، حضرها الطلبة وذويهم وعدد من الاطفال.
وافتتح الندوة الدكتور جمال رباح المساعد الاداري في الجامعة، مشدداً على اهمية الندوة كونها تتناول موضوع يخص فئة مهمة من شعبنا وهي الاطفال، داعياً لتنظيم لقاءات منفصلة في مناطق عدة من محافظة طولكرم، والتي من شأنها ان تسهم في تطوير المجتمع المحلي وخدمة القضايا الوطنية، لافتاً ان البرامج التلفزيونية تؤثر في سلوك الطفل سواء في الجانب السلبي او الايجابي.
بدوره، اشار الدكتور حسني عوض مدير برنامج التنمية الاجتماعية في الجامعة، ان هذه الندوة هي الرابعة لطلبة تدريب ميداني 4 في الجامعة، وهي ستتواصل خلال الفصول القادمة، بالاضافة الى الاستمرارية لتلك البرامج والفعاليات والانشطة، لافتاً الى ان هنالك اكثر من 500 فضائية مرئية موجهة الى شعوبنا العربية، وفي المقابل لا نجد فضائية واحدة تهتم بجيل الشباب والاطفال وتختص بهمومهم.
واوضح د. عوض ان بحث متخصص عرض في جامعة عمان الاهلية كشف ان معدل مشاهدة التلفاز من قبل الاطفال تساوي 5 ساعات يومياً، مما يعني ان الطفل وخلال تلك الساعات الخمسة يبقى دون حراك او تفاعل مع محيطة، ناهيك عن الآثار السلبية التي يكتسبها من خلال البرامج التي يشاهدها بكافة انواعها، بالاضافة الى آثار النمو الاجتماعي والجسدي، مما يعني انه يقوّض سلوكياً وعقلياً واجتماعياً.
ووجّه د. عوض رسالة الى اولياء الامور، بضرورة تنظيم وقت الاطفال، وتحديد نوعية البرامج التي يشاهدونها تحت المراقبة، موضحاً ان الابحاث تقول " معدل مشاهدة الطفل للتلفاز طبيعياً ساعتين يومياً لا اكثر " ومن هنا يجب الحد من المشاهدة الطويلة بالاضافة الى تعزيز المراقبة.
وتطرقت الاستاذة مها حنون رئيسة الهيئة الادارية للمركز الثقافي لتنمية الطفل في طولكرم، الى التعاون بين المركز والجامعة المفتوحة، وذلك من خلال البرامج التي تكسبهم المهارات المهنية والتفاعل، موضحة ان هنالك " عنف متلفز " يمارس يومياً على اطفالنا، من خلال البرامج التلفزيونية المتنوعة التي يشاهدونها دون رقابة، حيث يتم تطبيق ما يشاهدونه على محيطهم، ويبتعدون عن سياسة التفاوض والسلوك الطبيعي.
واشارت حنون الى وسائل اضافية من شأنها اضعاف اطفالنا والتأثير عليهم سلبياً، منها موقع " الفيس بوك " وغيره، مؤكدة ان تلك المواقع هي دمار لشبابنا واطفالنا، وتأخذ منهما وقت طويل دون الحصول على اي فائدة.
من جانبها، اوضحت الاستاذة ناهد ابو طعيمة مديرة قسم التلفزيون في شبكة معا التلفزيونية، ان طلبة التنمية الاجتماعية اليوم وضعوا تشخيص دقيق وواضح للمشكلة، وذلك من خلال " البروشور " الذي تم توزيعه على الحاضرين والمشاركين في الندوة، واضعين اليد على شئ مهم في مجتمعنا وحياتنا اليومية.
ولفتت ابو طعيمة ان أسئلة كثيرة وصعبة تطرح يومياً من قبل الاطفال دون تلقيهم اجابة، فهم بحاجة الى برامج خاصة " تجيبهم " على كل اسئلتهم، وفي المقابل يجب علينا جميعاً السماح لهم بالتعبير عما بداخلهم لا اقصائهم واهمالهم.
واوضحت ابو طعيمة ان هنالك " أب " ثالث لأطفالنا وهو " منتج البرامج التلفزيونية "، فمنهم من هو مدمّر، ومنهم من هو المنمي والمثقّف، والكثير من برامج الاطفال التي تعرض على الفضائيات وبشكل خاص فضائية الجزيرة للاطفال، تعمل على تقوية اللغة العربية للطفل، ومنها يحوي على " العنف " مثال فضائية " نيكولوديا للاطفال ".
وشددت ابو طعيمة على ضرورة ايجاد حلول بنّاءة، من خلال خطة تضعها السلطة الفلسطينية، والجلوس بشكل دائري وطرح الأسئلة والنقاش، والاهم من ذلك ان نكون على قناعة تامة بأن اطفالنا قادرين على المناقشة، ويجب الإبتعاد عن اقصائهم.
وعرضت ابو طعيمة تجربتها الشخصية من خلال عملها في ادارة برامج الاطفال في تلفزيون القدس التربوي بمدينة رام الله، وما حققته من انجازات على هذا الصعيد، مقدمة شرحاً موجزاً عن برامج ( سمسم، ونخل الشبل وغيرها من البرامج ) الناجحة الهادفة والتي لاقت مشاهدة واسعة، وتم تعميمها على عدة محطات محلية اخرى.
ولفتت ابو طعيمة انه ليس من الصعب ان ننتج برامج اطفال ناجحة، موضحة ان مسؤولية مشاهدة الاطفال للبرامج التلفزيونية تقع على عاتق الجميع ولا احد مستثنى، بدءاً بالاهل والمدرسة والمحيط، مشددة انه يجب ابعاد التلفاز والانترنت عن غرف الاطفال، حتى تتم المراقبة بشكل جيد ومتواصل.
وعرض الاستاذ جمال عمر مدير دائرة الشؤون في محافظة سلفيت، اهم المشكلات التي تواجه الاطفال بشكل عام، بالاضافة الى اهم البرامج التي تعمل وزارة الشؤون على انجازها وتعميمها في ذلك الخصوص، منوهاً ان المشكلة كبيرة، وموضوع الندوة لهذا اليوم اكبر بكثير، ومن هنا يجب العمل بشكل جماعي لإخراج اطفالنا من دائرة السلوك السلبي الى دائرة السلوك الايجابي.
واوضح الاستاذ عمر، اننا في هذه الايام ندخل في عالم آخر في عملية التنشأة، وذلك من خلال التلفاز والانترنت، مشيراً الى ان عدم توافق بث البرامج التلفزيونية مع اوقات الناشئة " الاطفال " مما يعني التأثير بشكل سلبي عليهم بكافة الجوانب، وعرض برامج تختلف ثقافياً وبيئياً وسلوكياً مع اطفالنا، مما يجعل الطفل يعيش في حالة اضطراب.
وعقب نقاش واسع دار ما بين الحضور والمشاركين في الورشة، خلص الجميع بان التلفاز يستهدف حاستي البصر والسمع، ومتوفر في كافة المنازل، وان هنالك كم من المعلومات يتلقاها الطفل من خلال المشاهدة، مما يجعله يعيش في حالة من الاضطراب لما يتلقاه سواء من " الاهل، والمدرسة، والتلفاز " وبذلك اسهام في تقليص العلاقات الاجتماعية مع الاقارب والاصدقاء والاسرة، واضعاف التحصيل العلمي، واظهار مضاعفات صحية لديه، وعادات غير سوية ويصبح " سميناً ".
وعرضت الطالبة لينا ابو صفا اهم التوصيات التي من الممكن الأخذ بها مع نهاية الندوة، ومنها : " توعية المجتمع حول التقدم الالكتروني وأثره، انشاء مراكز تدريب متخصصة للمركز التعليمي على نمط المستشفيات التعليمية، العمل بشكل مكثف لعقد ندوات مختصة بالاطفال ودعمها، وضع معايير مثلى لبرامج الاطفال، بناء إستراتيجية اعلامية بناءة من قبل السلطة الفلسطينية، إبتكار طرق لجذب الاطفال للبرامج المفيدة، تخصيص وقت من قبل الوالدين لاطفالهم لتخفيف التبعات المثيرة للتساؤلات في عقول الابناء، الحرص على وجود شركات انتاجية محلية بناءة، تشجيع شركات الانتاج على وضع برامج ثقافية وتعليمية، توفير قنوات اطفال تخدم حاجاتهم وتتناسب مع اعمارهم، الحرص على المشاهدة الجماعية داخل الاسرة، السماح للابناء بمناقشة الآباء، العناية بالاندية الصيفية لمساعدة الاطفال ".
وتخلل الندوة عرض لافلام قصيرة تحكي عن واقع الاطفال وتأثير البرامج التلفزيونية عليهم، بالاضافة الى عرض مسرحي من وحي الموضوع نفذه عدد من الشباب التابعين لمؤسسة دار قنديل للثقافة والفنون.
هذا، وسبق الندوة لقاء الاستاذة ابو طعيمة برفقة الأستاذ إسلام حمد ومراسل معا في طولكرم سامي الساعي، بالمساعد الاداري لجامعة القدس المفتوحة- منطقة طولكرم التعليمية، والدكتور حسني عوض مدير برنامج التنمية الاجتماعية في الجامعة، ومنسق العلاقات العامة الاستاذ طارق المبروك، بحث خلاله تطوير العلاقات ما بين الجامعة وشبكة معا، بالاضافة الى الترتيب لعقد دورة متخصصة في الاعلام والعلاقات العامة لكادر العلاقات العامة في الجامعة على مستوى المحافظات في شبكة معا، والعمل على انشاء منتدى يهتم بواقع الاطفال واحتياجاتهم بالتعاون مع شبكة معا، وانجاز برامج متلفزة حول ذلك وتعميمها على المحطات الشريكة لـ "معا".