الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

اتحاد نقابات عمال فلسطين ينظم مهرجان عمالي حاشد في محافظة جنين

نشر بتاريخ: 23/05/2010 ( آخر تحديث: 23/05/2010 الساعة: 17:06 )
جنين -معا- شارك ما يزيد على 4 الآف من العمال والعاملات والنقابيين في محافظة جنين ومن مختلف محافظات الوطن، اليوم، في المهرجان العمالي الحاشد الذي نظمه الإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين المحافظة، على شرف الأول من أيار الذي يصادف عيد العمال العالمي، وإحياء للذكرى التاسع عشرة لمجزرة "عيون قارة" ، والذي أقيم في قرية فحمة جنوب جنين، بعنوان "صرخة عامل" دعما ووفاء لدماء الشهداء والطبقة العاملة.

بدأ المهرجان بتلاوة آيات من القران الكريم وعزف الحان النشيد الوطني ونشيد العمال والوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء والشهداء من الحركة العاملة والنقابية، بحضور عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول ووزير العمل د.احمد مجدلاني والأمين العام شاهر سعد ومحافظ جنين قدورة موسى، والدكتور حسين الأعرج رئيس ديوان الموظفين العام، وأعضاء الأمانة العامة واللجنة التنفيذية للاتحاد من مختلف محافظات الضفة وقطاع غزة، وأعضاء من المجلسين الثوري والتشريعي، وممثلين عن الفصائل وقادة الأجهزة الأمنية ومدراء المؤسسات الجماهيرية، إلى جانب عدد من الشخصيات السياسية والوطنية وقيادات الأجهزة الأمنية والتنظيمات الحزبية والقوى الوطنية وقيادة الاتحاد العام لنقابات العمال في مختلف أنحاء الوطن، واللذين استقبلهم عضو الأمانة العامة ورئيس اتحاد نقابات عمال فلسطين في جنين باير سعيد ورئيس المجلس قروي فحمة محمد نواصرة وأعضاء الاتحاد في محافظة جنين، حيث ألقيت عدد من الكلمات ..

محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، وفي كلمته بالإنابة عن الرئيس محمود عباس، نقل تحيات الرئيس الى الطبقة العاملة في منطقة الشهيد سميح المدهون، التي تحيي الذكرى المأساوية والأليمة للمجزرة التي ارتكبها مستوطن إرهابي في عيون قارة بداخل أراضي 48 في يوم الأحد الأسود، والتي أدت الى سقوط سبعة شهداء ووقوع عشرات الجرحى بدم بارد. وأضاف، أن هذه الجريمة من سمات هذا العدو المجرم الذي يرتكب كل يوم جرائم وبدوافع لها أكاذيب.

كما يحدث في غزة وعورتا وعراق بورين وغيرها من جرائم مستمرة، والتي تؤكد أن القتل والجريمة جزء من أساس وسمات الصهيونية. وقال: أننا في اللجنة المركزية وبتوجيهات من الرئيس حريصين على إحقاق حقوق العمال بالرغم من أن المجلس التشريعي في حالة الشلل، ألا إننا نتواصل مع وزارة العمل والإتحاد العام للنقابات حتى نرعى حقوق الطبقة العاملة، مضيفا ان هناك العديد من القضايا نسلط الضوء عليها في هذه المرحلة، وهي المقاومة الشعبية والتي يجب أن نتبناها وتبنيناها بشكل دائم، ونطورها وندعمها بشكل دائم من خلال مقاطعة منتجات المستوطنات والبضائع الإسرائيلية، وأن تمارس بشكل شمولي حتى تصبح المقاطعة ممارسة ودافعا وطنيا لتشجيع منتجاتنا ومصنوعاتنا الوطنية لنبني اقتصاد وطني ونستوعب عمالنا. ودعا العالول للمشاركة في انتخابات المجالس البلدية والقروية خاصة أن هناك خلل في وحدة الوطن، والى تطوير مؤسسات المجتمع المحلي، وتطوير الخدمات للمواطنين.

واستذكر وزير العمل د. أحمد مجدلاني في كلمته شهداء الطبقة العاملة وعلى رأسهم سامي طه مؤسس الحركة النقابية، من أجل نيل الحرية والاستقلال والحفاظ على حقوق العمال. وأضاف، أن طبقتنا العمالية تحظى بجزء مهم في حكومتنا والتي لعبت دورا رياديا في المقاومة، مشيرا إلى مجزرة عيون قارة التي ارتكبها مستوطن ضد عمالنا الذين كانوا يتوجهوا إلى اماكن عملهم بحثا عن لقمة العيش بحرية وكرامة، وكانت طلقة الشرارة الأولى للانتفاضة التي أحدثت تغييرا مهما في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، واليوم انتقل النضال الوطني إلى مرحلة جديدة بالمشاركة مع الحكومة التي أقرت المهام والواجبات الاجتماعية والوطنية والاقتصادية، من خلال ضمان عملية البناء والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة، ومن أجل تعزيز النضال لمواجهة مخططات الاحتلال الهادفة إلى الاقتلاع والتهجير، واستطاعت أن تشتق برنامجها الوطني لتطوير إرادة الصمود والنضال من خلال برنامج اجتماعي اقتصادي استهدف بالأساس الفئة الفقيرة المتضررة ، ومن أجل الرقي بدور القطاع الفلسطيني كدافع أساسي للتنمية لنكون جاهزين عند إعلان الدولة.

وأكد الدكتور مجدلاني أن الحكومة أخذت على عاتقها مقاطعة منتجات المستوطنات والذي شكل عنوانا سياسيا وكفاحيا ونضاليا، وان العامل يقف إلى جانبنا في مواجهة الاستيطان الذي يقف عائقا أمام مسيرة السلام، مشيرا إلى أننا نكتسب اليوم نضالنا الجماعي ويحظى بإجماع وطني وتكافل اجتماعي، وتقف الطبقة العاملة في المقدمة لتطبيق مقاطعة منتجات المستوطنات وعدم التعامل معها.

وبين مجدلاني أن وزارة العمل اليوم تسعى مع شركائها الاجتماعيين ومع ممثلين العمال وأصحاب العمل من أجل تعزيز الشراكة الاجتماعية بما يعزز النسيج واللحمة الوطنية لمجابهة الاحتلال، وكما نسعى في إطار استيراتيجية التشغيل في فلسطين والتدريب المهني والتقني وتطوير سياستنا ورفع كادرنا في إطار حماية السلامة العامة وتعزيز علاقة العمل والصحة من أجل الوصول إلى بناء مؤسساتنا نحو الحرية والاستقلال .

من جهته، قال شاهر سعد الأمين العام لإتحاد نقابات عمال فلسطين، أننا جئنا اليوم لنستذكر شهداء لقمة العيش ونطلق صرخة العامل أمام مسؤولي هذا الشعب، ولنطلعهم على واقع عمالنا المؤلم.

وأضاف، جئنا لنطلق صرخة عامل الذي يريد أن يوفر له قانون البطالة والضمان الاجتماعي لحماية العمال. وأوضح سعد أن العمال مستعدون للالتزام بمقاطعة منتجات المستوطنات ومقاطعة العمل بداخلها، ولكن يجب على الحكومة أن تستصدر القوانين اللازمة من أجل العمال، لأن البديل هو أصعب، وما يسعى إليه الاحتلال هو الهجرة.

وشدد سعد على أنه بقانون حماية العمال نستطيع منع العمال من التوجه إلى المستوطنات، وأن نستأصل السرطان الاستيطاني من خلال قانون الضمان والأمان والذي هو الأساس. وطالب الحكومة بضرورة أن يكون هناك حد أدنى للأجور، وهو امر يجب أن يكون من أولويات الحكومة ووزارة العمل.

وأشاد محافظ جنين قدوره موسى في كلمته بدور الطبقة العاملة والتي هي جزء أساسي من مكونات منظمة التحرير الفلسطينية والتي قدمت الشهداء من أجل نيل الحرية والاستقلال، والتي تجسدت للوحدة الوطنية ووحدة العمل النقابي في الضفة والقدس وقطاع غزة. ودعا موسى إلى العقل الجماعي والفكر الجماعي من خلال الوحدة الوطنية الواحدة بين أبناء الشعب الواحد على أساس التمسك بالثوابت الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني.

من جهته، طالب محمد نواصره رئيس المجلس القروي، السلطة الوطنية إنصاف الطبقة العاملة وإحقاق حقوقهم المشروعة، والدعوة لحماية عمالنا على المعابر وداخل الخط الأخضر أثناء توجههم للبحث عن لقمة العيش، وإزالة الظلم الاجتماعي عنهم . وقال يجب على الحكومة أن توفر لهم فرص العمل وأن تطبق القوانين التي سنها المجلس التشريعي الفلسطيني.

وبارك عضو الأمانة العامة في الاتحاد باير سعيد للعمال والعاملات عيدهم مؤكدا ان اتحاد نقابات العمال وفي ظل الظروف الصعبة والقاسية التي يمر بها عمالنا وأبناء شعبنا سيظل الحامي والمساند للطبقة العاملة، لافتا ان هذه الاحتفال جاء من منطلق الحرص على إحياء جميع المناسبات العمالية الوطنية والعالمية في مختلف محافظات الوطن ونوعا من التواصل الدائم ما بين الاتحاد العام وجمهور المواطنين والعمال ومؤسسات الوطن.

ودعا رياض كميل في كلمة الاتحاد في جنين إلى إنصاف الطبقة العاملة والتي هي جزء أساسي من مجتمعنا الصابر، من خلال إحقاق حقوقهم المشروعة وسن القوانين التي تكفل لهم العيش بحرية وكرامة وتوفير فرص العمل، بما يكفل لهم ويمكنهم من توفير قوت أطفالهم بحرية وكرامة من خلال مراقبة أماكن عملهم ووضع الحد الأدنى للأجور وإزالة حالة الاضطهاد والاستغلال بحقهم .

وتخللت فقرات المهرجان العمالي عروض فنية ودبكة شعبية قدمتها عدد من الفرق في المحافظة ، وقدم الفنان الشعبي محمد ابو الناجي فقرات من الغناء الشعبي والزجل التراثي نالت إعجاب الحضور.