الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحديث ذو شجون * بقلم : فايز نصار

نشر بتاريخ: 23/05/2010 ( آخر تحديث: 23/05/2010 الساعة: 19:00 )
عولمة الملاعب
عن جدارة واستحقاق توج الانتر الميلاني بالكأس الأوروبي الغالي ، بعد تجاوزه في المباراة النهائية للبافاري باير منشن ، الذي لم يستطع اختراق تحصينات مورينيو الدفاعية ، التي استعصت في الدور قبل النهائي على فريق الأحلام الكتلوني .

وبذلك ورث الانتر العرش البرشاوي ، وضمن لنفسه مكانا في موسوعة أصحاب الثلاثيات ، فعمت الأفراح المدينة الايطالية الشمالية ، بعد حين من الدهر دانت خلالها الأمجاد الكروي للجار المقلم بالأحمر والأسود !

ويسجل للمدرب مورينو المساهمة الفاعلة ، في عودة الانتر لمنصات التتويج الأوروبية ، بعد النهوض المحلي منذ سنوات على أيدي مانشيني ، الذي قاد الفريق لثلاث تتويجات محلية متتالية ، ليأتي مورينيو الذي رفع وتيرة الانضباط الإداري والتكتيكي ، فأتت النتائج تترى لنادي الميلياردير موراتي .

ورغم أن جميع لاعبي الانتر شاركوا في الانجاز الكبير ، إلا أن المدرب المثير للجدل مورينيو ساهم ببصماته الانضباطية في وصول مراكب الانتر إلى جزيرة الألقاب ، حيث خاض المدرب - صاحب المزاج الحاد – العديد من المعارك ، محققا انتصارات خارج الميدان ، قبل النصر الأكبر فوق المستطيل الأخضر ، وخاصة في مواجهة الصحافة الايطالية ، التي لم تعرف كيف تكسب الرهان هذه المرة !

ويطرح تتويج الانتر أكثر من علامة استفهام ، حول المفهوم الوطني لكرة القدم ، الذي تحطم أمام زحف العولمة الرياضية ، لأن الفريق المتوج بالكأس الأوروبي النفيس ، لا يضم ضمن تشكيلته إلا لاعبا ايطاليا واحدا ، هو ماتيرازي ، الذي أصبح غير أساسي ، إلى جاني المهاجم الايطالي الاحتياطي بالوتيلي ، الذي ينحدر من أصول غانية ... بما يؤكد أن كثيرا من الأندية الأوروبية أصبحت مؤسسات متعددة الجنسيات ، وأصبحت فرقها الرياضية هيئات أمم متحدة ، بما يجعل مهمة أندية الظل صعبة جدا في اللحاق بمجموعة الأندية الكبرى ، في ايطاليا واسبانيا وانكلترا وألمانيا .

والحل - يا جماعة الخير – في تطبيق اقتراح كبير العائلة الكروية الأوروبية ميشيل بلاتيني ، الذي وضع خطة مستقبلية ، ستعيد للكرة هيبتها الوطنية ، وستجعل الفرق تهتم أكثر بلاعبيها المحليين ، وستنفذ الخطة تدريجيا في غضون ثلاث سنوات ، وملخص الأمر أن على كل فريق المشاركة بستة لاعبين محليين ، وخمسة لاعبين أجانب ضمن التشكيل الأساسي ، بما سيعيد كل الفرق إلى حجمها الطبيعي ، ويرفع أسهم الفرق التي تنجب النجوم من مدارسها الكروية ، كما يفعل برشلونة ، الذي يملك الآن سبعة لاعبين في المنتخب الاسباني ، يضاف إليهم أكثر من عشرة لاعبين واعدين ، قادرين على حمل المشعل الكتلوني ، بما قد يضمن للبلوغرانا مواصلة التألق !

أسمع عن هذا الفعل الأوروبي الجاد لتطوير كرة القدم ، واسمع من بلاد العرب عن معارك غير رياضية ، سقط في أوحالها الرياضيون ، بما يجعلك تزداد تشاؤما حول مستقبل مشرق للكرة العربية .

فبعد قول الفيفا لكلمة الفصل حول الأحداث ، التي رافقت تصفيات المونديال بين الشقيقتين مصر والجزائر ، عاد الخارجون عن النص ، للنفخ في كير الفتنة ، وعادت الفضائيات لاستضافة الموتورين ، الذين كانوا سببا في تأجج المشاعر عبر كلامهم غير المسئول ، الذي لا يرقب في هذه العروبة وشيجة ولا ذمة .

كان يجب أن تنتهي الأمور بعد قول الفيفا لكلمتها ، وتحميلها للاتحاد المصري المسؤولية ، ومعاقبة مصر عقوبة مخخفة ، بعد العقوبة التي صدرت بحق المصريين ، بنقل مباراتهم أمام زمبابوي إلى فرنسا قبل تسع سنوات ... المصريون الذين يدركون حقيقة الأمور رضوا بالعقوبة المخففة ، رغم علمهم بالتبعات المعنوية لمثل هذا القرار ، فيما استغل بعض الكلمنجية الأمر ، وعادوا لدق الماء في الهول !

حارس مرمى مصر المعروف احمد شوبير ، الذي تعرفت عليه قبل أكثر من خمس وعشرين سنة ، نبش الموضوع على طريقته ، ليصبح أكثر جدلا مكن مورينيو البرتغال ... الدمث شوبير لم يكن موفقا في تصريحه لإحدى القنوات ، حيث كشف المستور ، واتهم سمير زاهر بأنه استأجر شرذمة من البلطجية ، وكلفهم برشق حافلة لاعبي الجزائر بالحجارة !

إلى هنا ينتهي الكلام الشوبيري الكبير ، ومن هنا قد تدشن مرحلة جديدة من الحرب الكروية بين الجزائر ومصر ، لأن كلام شوبير إن كان صحيحا ، سيجعل الجزائريين يعمدون إلى دفع ملف الشكوى مرة أخرى على طاولة الفيفا ، وحجتهم من فم مسئول مصري هو الإعلامي واللاعب الكبير احمد شوبير ، وفي الأمر إحراج غير مسبوق لأم الدنيا .

أما إن كان كلام شوبير بيه مجرد تصفية حساب ، وثبت بان الأستاذ سمير زاهر بريء من تهمة احمد المصري براءة الذئب من دم يعقوب ، فالأمر يقتضي تدخل العدالة المصرية ، وتجريم شوبير بتهمة الإساءة لمصر ، وتأجيج المشاعر بين الأشقاء العرب !

في أوروبا يوصلون الليل بالنهار ، ويحرقون المراحل ، لضمان تفوقهم الرياضي ، وفي بلادنا ما زال الكلمنجية يستعرضون عضلاتهم اللفظية على الهواء مباشرة ، غير أبهين بما قد تخلفه كلماتهم غير الموزونة من محن لهذه الأمة العظيمة !

والحديث ذو شجون