مشعل: أمريكا تعطل المصالحة ونحن نستعد للحرب
نشر بتاريخ: 24/05/2010 ( آخر تحديث: 24/05/2010 الساعة: 13:49 )
بيت لحم- معا- أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مجدداً في دمشق عن رغبة الحركة في التوصل إلى مصالحة فلسطينية، معتبراً أن ما يقف بوجهها هو الفيتو الاميركي المفروض عليها من أجل إضعاف موقف المفاوض الفلسطيني.
وقال مشعل في لقاء جمعه مع الاعلاميين في دمشق "إن المصالحة الفلسطينية عليها فيتو اميركي"، مؤكداً أنه سمع من "مسؤولين عرب واوروبيين كلاماً واضحاً بعضه من (المبعوث الاميركي الخاص إلى الشرق الاوسط جورج) ميتشل بأن الأميركيين لن يسمحوا بالمصالحة، الا إذا خضعت حماس لشروط (اللجنة) الرباعية" حول الشرق الاوسط.
وتابع مشعل "أن المصالحة ليست فقط مرفوضة وعليها فيتو اميركي، ولكنها ليست مطروحة على الطاولة أصلاً، فالمطروح اليوم هو استئناف المفاوضات".
وعزا هذا الفيتو "لكون المفاوض الفلسطيني في ظل الانقسام يسهل أكله وتطويعه بينما المفاوض المستند على المصالحة والوحدة الوطنية ووثيقة الميثاق الوطني 2006 سيكون صعباً"، متهماً الولايات المتحدة "بالبحث اليوم عن انجاز سياسي خارجي ولو شكلي".
وحذر مشعل من أن "المفاوضات في ظل اختلال موازين القوى تعتبر استسلاماً وأن من يذهب إلى المفاوضات من دون اوراق قوة هو انتحار"، لافتاً إلى أن "السلام كما الحرب يلزمه موازين قوى".
وأكد انه "طرق الابواب قبل قمة سرت واثناءها وبعدها، وكانت النتيجة واحدة بأن المصالحة ضحية الفيتو بسبب وجود أولوية ثانية هي استئناف المفاوضات"، مؤكداً استعداده للتفاوض مع جميع البلدان ما عدا إسرائيل.
وأشار مشعل إلى أن الانقسام في البيت الفلسطيني قديم، الا أنه "كان في الخارج سابقاً بينما اليوم هو انقسام داخلي وجغرافي"، مضيفاً "أن إسرائيل تلعب على هذا الواقع وتحاول إقامة كيانين وتفتيت مشروع الدولة الفلسطينية".
وقال "ليس لدينا من خيار، هناك خلاف سياسي مع فتح، لكننا سكان بيت واحد مهما اختلفنا سياسياً، ولا بد أن نتفاهم ونتعايش ضمن معيشتنا في البيت الواحد".
وتابع "يمكن للناس أن يختلفوا سياسياً عندما يكونون بعيدين جغرافياً، ولكن في الداخل لا يمكن الا صياغة صيغة تعايش"، مؤكداً على أهمية أن يتم ذلك "في ظل قاعدة ديموقراطية وعلى وجود نوع من التوافق الوطني يضم الجميع بعيداً عن صيغة التفرد". وأضاف "إما أن نحتكم للديموقراطية أو أن نتفق على صيغة جبهوية تضم الجميع وتوجد قواسم مشتركة في البرامج السياسية".
وحول إمكانية قيام حرب قادمة مع إسرائيل أجاب مشعل "إننا لا نجزم بالغيب، ونحن لا نسعى للحرب، ولكن إن وقعت الحرب، فسنقاتل قتال الرجال"، مضيفاً "إننا لا نعلن الحرب، ولكننا نستعد لها، لأن عدونا مجرم، ولأن القتال والحرب والارهاب هي جزء من شخصيته".
وتابع "أن مبررات الحرب لدى اسرائيل متوفرة، وهي تعتمد على مدى ثقة إسرائيل على الانتصار فيها، فمبدأ الحرب وقرار الحرب موجود ولكن يبقى تقرير التوقيت". وأكد أن الحرب لم تعد نزهة لدى اسرائيل"، معتبراً ذلك "إنجازاً للمقاومة".
وحول ملف التفاوض المتعلق بالجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط المحتجز في غزة، أكد مشعل بأن لا جديد بشأنه بسبب "تراجع (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتنياهو عن عرضه قبل الاخير بعد اجتماعه مع الحكومة المصغرة".
وأكد أن "الاميركيين تدخلوا لدى نتنياهو وطلبوا منه عدم اتمام الصفقة، لأن ذلك يدعم حماس ويضعف عباس".
وعلق مشعل على بث شريط الرسوم المتحركة المتعلق بشاليط في نهاية نيسان الماضي والذي يوحي بأنه سيلقى حتفه، فقال أنه يشكل انتصاراً نفسياً على إسرائيل، مشدداً على أن "من حق المقاومة لعب لعبة نفسية ضد إسرائيل كما تفعل إسرائيل".
وقال أن "حماس" أرادت أن تحاربهم بطريقة "مبتكرة" وتعتمد اسلوب التكنولوجيا الذي تعتمده إسرائيل، مشيراً إلى أن "مجرد انزعاج إسرائيل هو بمثابة انتصار للمقاومة".