الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ماذا يفعل الفلسطينيون في جزيرة "كيش" الايرانية؟!

نشر بتاريخ: 24/05/2010 ( آخر تحديث: 25/05/2010 الساعة: 00:44 )
غزة- تقرير معا - "نعيش ظروفاً مأساوية ومعقدة، الكثير من الشبان باتوا في أوضاع حرجة لعدم مقدرتهم على سداد ديون الفنادق، وآخرين بالكاد يحصلون على طعامهم" بهذه الكلمات وصف حمود أبو ريدة أحد الفلسطينيين المتواجدين في جزيرة (كيش) الإيرانية، حال ما يقارب 200 فلسطيني خرجوا من دولة الإمارات، لعمل (خروج وعودة) من اجل الحصول على الإقامة، ولكنهم؛ خرجوا ولم يعودوا !! على الرغم من حصولهم على عقود عمل.

الصدمة الكبرى:

ويقول حمودة عبر اتصال هاتفي أجراه معه مراسل "معا" ابراهيم قنن، أنه تخرج من إحدى الجامعات المصرية، بتخصص تكنولوجيا المعلومات، ثم بعد جهد طويل تمكن من الحصول على تأشيرة سياحية "فيزا" لدولة الإمارات، وقد حصل بعد فترة على عقد عمل مع إحدى الشركات الأجنبية، وقد طلب منه مغادرة الإمارات ومن ثم العودة لكي يتمكن من الحصول على إقامة، حيث لا تأخذ الإقامة على "الفيزا" السياحية وإنما على عقد عمل ساري المفعول.

ويضيف حمودة "نظراً لحالتنا الفلسطينية المعقدة ونتيجة لحالة الحصار فانه لم يعد بالإمكان العودة إلى مصر أو قطاع غزة، فذهبت الى جزيرة (كيش) الإيرانية كونها الأقرب والأسهل للمكوث فيها أيام قليلة قبل العودة للحصول على الإقامة بالإمارات (..) ولكن الصدمة الكبرى كانت عندما أخبرت من قبل السلطات الإماراتية- عبر الشركة الهولندية المتعاقد معها- إنني ممنوع امنياً، ويحظر دخولي دولة الإمارات على الرغم من خروجي وبحوزتي عقد عمل ساري المفعول".

200شخص في جزيرة:

ويقول الطالب حمودة وعلامة الحزن تبدو واضحة في حشرجة صوته القادم من (كيش)، "منذ أكثر من شهر ونصف وانا اعاني كبقية زملائي الذين يتراوح عددهم 200 شخص موزعين على عدد من فنادق الجزيرة ظروفا صعبة ومؤلمة".

ويقص حمودة حكايات عن بعض الفلسطينيين، الذين تقطعت بهم السبل ولم يجدوا طوال اليوم، ما يأكلونه أو يسدون رمقهم، نتيجة لعدم توفر النقود وعدم قدرة ذويهم على إرسال النقود لهم نتيجة الظروف الصعبة التي يعاني منها القطاع.

ويضيف "ان عددا كبيرا من الشبان الذين يقيمون بالفنادق يخرجون منها صباحا ولا يعودون إليها الا في ساعات متأخرة من الليل! ليس حبا بالاستمتاع بجمال الجزيرة ومفاتنها! وإنما هروبا من إدارة الفندق الذين يريدون الحصول على مستحقاتهم، خاصة بعدما عرفوا بأننا أصبحنا مرفوضين امنيا من دخول دولة الأمارات".

وأوضح الطالب (محمد) كما عرّف عن نفسه والذي كان غاضباً: "خرجنا من قطاع غزة للبحث عن عمل ومستقبل أفضل لنا ولأسرنا، وقد تمكنا بعد سنوات من الحصار من الخروج من غزة، ولكننا وبكل أسف وجدنا أنفسنا في جزيرة إيرانية ممنوعين امنيا، وممنوعين من الحركة في الجزيرة إذا أصبح جزء كبير من الفلسطينيين مطالب بسداد ما عليه من أموال لأصحاب الفنادق الذين يطالبوننا بسداد ثمن إقامتنا".

واضاف "خرجنا لمساعدة عائلتنا التى تعاني الفقر والحرمان، والان نبحث عن من يساعدنا، لقد اصبحنا نعيش في عزله وغير قادرين على التعامل مع الناس، ولا نعرف إلى متى سيستمر الأمر ومتى ستنتهي قصتنا".

تقصير ومناشدة:

الفلسطينيون في "كيش" الإيرانية طالبوا الرئيس محمود عباس والحكومة الفلسطينية برئاسة د. سلام فياض بالتدخل العاجل من اجل إيجاد حل عاجل يضمن حقوقهم بالعودة لدولة الإمارات للعمل.

وقد أعربوا عن خيبة أملهم من تعامل سفارة "فلسطين" بدولة الإمارات مع قضيتهم متهمين إياها بالتقصير في معالجة مشاكلهم وإيجاد حلول مناسبة لها، مشيرين إلى إنهم اجروا الكثير من الاتصالات مع العديد من الجهات الإماراتية التي اخبرتهم أن سفارتهم لا تفعل الكثير لهم.

وتساءل الشاب محمد: "ماذا تريد سفارتنا بالإمارات أن نبقى هنا ونصبح رهائن لأصحاب الفنادق؟ وهل سيكون العاملين بالسفارة سعداء فيما لو حدث لنا مكروه؟".

فيما أعرب راضي أبو ريدة والد حمودة عن خشيته من استمرار معاناة ابنه وباقي المتواجدين في الجزيرة، معربا عن تخوفه من ضياع مستقبل هؤلاء الشبان الذين تقطعت بهم السبل، وأبدى تخوفا من أن تقوم جهات مختلفة باستغلال أوضاعهم الصعبة وابتزازهم في اعمال مسيئة.