الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الاعتداءات الجنسية على المعاقين بين الفضيحة وعدم تطبيق القانون

نشر بتاريخ: 24/05/2010 ( آخر تحديث: 25/05/2010 الساعة: 00:13 )
رام الله - معا - عقدت شبكة الأهالي أصوت في رام الله اليوم ورشة عمل بعنوان "كيف نحمي أبناءنا المعاقين من الاعتداءات الجنسية" التي ناقشت من خلالها موضوعا بالغ الأهمية والحساسية ويعتبر من الصعب طرحه كقضية عامة تناقش في جلسات مفتوحة بحضور العديد من الأهالي والمؤسسات وناشطين في مجال حقوق الطفل و الإنسان.

وأكدت خضرة ذويب من الإغاثة الطبية الفلسطينية على ضرورة التعامل مع موضوع تعرض ذوي الإعاقة لاعتداءات جنسية بجدية تامة، من قبل الأهل والمختصين، والتعرف على المشاكل الجنسية للطفل من ذوي الإعاقة للقيام بتطبيق برنامج ناجح وفعَّال لحلها يستهدف المعاق وأسرته.

وأشارت ذويب إلى صعوبة التعامل مع هذه الحالات نظرا لخوف الأسر من الفضيحة والعار وأيضا تحدثت عن الصعوبة التي تواجهها العاملات في مجال الإرشاد الاجتماعي و الصحي في الإبلاغ عن حالات الاعتداء.

ومن وجهة نظر شرعية قال الشيخ إبراهيم عوض الله مفتي رام الله و البيرة: "الدين يحث على رعاية المعوقين من ناحية أخلاقية و إنسانية وعقائدية وعلى الأسرة الاهتمام الكامل بالشخص المعاق وعليها أن تحمي أبنائها و هذا الدور لا يقتصر فقط على مؤسسات التربية الخاصة فقط و على المجتمع أيضا الاهتمام بالشخص المعاق ورعايته وعدم استغلاله لكونه إنسان ضعيف لا يستطيع الدفاع عن نفسه".

كما أشارت فلورا عليان من مركز "سوا" إلى إن لمشكلة المعاقين إعاقة عقلية آثارها النفسية والاجتماعية التي تضفي عليها مزيداً من الاهتمام والانتباه؛ مما يستدعي التركيز على نواحي التوعية التي تنطلق من مرتكز أساسي يتمثل في محاولة الكشف عن طبيعة الوصمة الاجتماعية والنفسية التي قد تلصق بهؤلاء المعاقين عقلياً، والذي ينتج عنه الظلم الاجتماعي والإحباط والقهر وأضافت أن المركز يقدم المساعدة للنساء و الأطفال المعرضين للعنف بكافة إشكاله.

ومن وجهة نظر قانونية قامت الناشطة الحقوقية المحامية فاطمة نزال بالتعليق على عدة بنود وردت في قانون المعاق الفلسطيني وركزت على عدم وجود قانون واضح ومطبق يعاقب المعتدين على الأشخاص ذوي الإعاقة على الرغم من أن إعلان الأمم المتحدة حول حقوق المعاقين الذي ينص على أن تؤمن للمعاقين حمايـة مـن كل أشكال الاستغلال والتمييز والظلم وانتهاك الكرامة.

من جهتهم أبدى الأهالي قلقهم من عدم توفر جهات تحمي أبنائهم وبناتهم المعاقين من الاستغلال الجنسي وطالبوا الجهات المختصة بتعديل القوانين وتوفير الحماية القانونية لإنبائهم كما أشادوا بالدور الفعال الذي تقوم به شبكة أصوات من اجل تمكينهم ودعمهم للدفاع عن حقوق أبنائهم.

وفي نهاية الورشة خلص المشاركون إلى عدة توصيات من أهمها:

التعامل مع الموضوع بجدية تامة والعمل على تدريب المعاق وذويه على التعرف على جسده، وعلى كيفية التعامل معه؛ حيث تختلف طرق التربية والتوجيه حسب الإعاقة العقلية وأهمية التربية الجنسية للأطفال المعاقين عقلياً، أهمية تحسس الوالدان والمدرسين المشاكل الجنسية للطفل المعاق عن طريق مراقبة سلوكيات الطفل المعاق، تشكيل مجموعات ضاغطة للتأثير على الجهات المسئولة ذات الاختصاص، القيام بحملات توعية مجتمعية وتوعية في المدارس، وأهمية دور المجتمع المحلي متمثلا في البلديات والمجالس القروية و اللجان المحلية من اجل دعم دور المؤسسات وتدعيم الأهالي.