الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

جمهورية الارجنتين تحيي الذكرى المئوية الثانية لتأسيسها واستقلالها

نشر بتاريخ: 25/05/2010 ( آخر تحديث: 25/05/2010 الساعة: 12:28 )
بيت لحم- معا- تحيي جمهورية الأرجنتين اليوم، 25 أيار 2010م، الذكرى المئوية الثانية لتأسيسها واستقلالها.

وبهذه المناسبة وجه جورج تيانا وزير الشؤون الخارجية- التجارة الدولية لجمهورية الأرجنتين، رسالة هذا نصها:

إننا نعتبر الاحتفال بهذه الذكرى عملية مراجعة وتأمل لما حدث خلال تلك الحقبة الزمنية ، وهذا ما نقوم به حالياً. الهدف من هذه السطور هو إشراك جميع شعوب العالم في احتفالنا، كما نقدم بعض الخطوط العريضة حول واقعنا لكي ننظر إلى أرجنتين اليوم على نحو محلي ودولي وإيصال أولوياتنا وأهدافنا.

نستميح القرّاء عذراً بالرجوع إلى تاريخ 25 أيار 1810، وذلك لإعادة إحياء الأحداث التي تعتبر مركز اهتمامنا الحالي. قرر الوطنيون في بوينوس أيريس، عاصمة التاج الإسباني في ريو دي لا بلاتا، إهمال السلطات الاستعمارية الإسبانية وتأسيس أول مجلس حكم ذاتي. كان التحدي للأوامر الاستعمارية أول خطوة لتحريك العملية التي ستؤدي إلى إعلان الاستقلال ثم جاء النصر النهائي عند تعرض القوات الإسبانية لهزيمة عسكرية بعد مضي عشر سنوات من الصراع في منطقة تبلغ حوالي نصف القارة الأمريكية. إننا ندين بالوفاء والتكريم لهؤلاء الأبطال المؤسسين لأمتنا.

أين تقف الأرجنتين في الوقت الذي تحتفل فيه بالمئوية الثانية وما هي الأولويات التي تحدد آفاقها متوسطة المدى؟!. إن النظام السياسي الديمقراطي الذي ساد على مدى ثلاثة عقود تقريباً هو حقيقة وبرهان على النضوج. لقد حصل الالتزام بالحقوق الإنسانية على قوة دفع جديدة بعد إلغاء قوانين العفو وإعادة فتح محاكمات المدنيين وأفراد من الجهاز العسكري المسؤولين عن جرائم ضد الإنسانية.

لقد ارتفع نمو الاقتصاد الأرجنتيني منذ عام 2003 بنسبة كبيرة كما لم يحصل سابقاً منذ عام 1810. مكّنت نسبة النمو المرتفعة وفائض الميزان التجاري من تلبية استحقاقات خارجية باستعمال موارد حقيقية، كما حصل القطاع الصحي والتربوي مرة ثانية في السنوات السبعة الماضية على الاهتمام الذي تستحقه واستعادت أولويتها كمؤسسات رئيسية من أجل التكامل الاجتماعي وذلك من خلال تخصيص ميزانية تسمح بزيادة حصصها إلى ثلاث أضعاف من الإنفاق العام.

استأنفت الدولة دورها الريادي في تطوير البحث العلمي والتكنولوجي بتخصيص مبالغ لتحفيز المعلمين والباحثين في النظام الجامعي العام، حيث حاز خمسةُ أرجنتينيين على جائزة نوبل خلال القرن العشرين.

إن التغلب على الفقر هو أولوية بالنسبة لإدارة الرئيسة كريستينا فرناندز دي كريتشنر، ومن أجل تحقيق هذه الغاية وضعت سياسات قيد التنفيذ لدعم الشركات التي توظف العمال وبالتالي تعزيز العمل اللائق ضمن إطار عمل اجتماعي هدفه لحماية الأطفال.

نحن شعب الأرجنتين، نتاج التقاء ثقافات متعددة. يعتبر تعايش واندماج المهاجرين من مختلف أنحاء العالم صفة خاصة لتاريخنا الذي ما زلنا نحتضنه. لقد قمنا بتنفيذ البرنامج الوطني الكبير بالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية انطلاقاً من مبدأ تشريع القوانين والتعليمات المتعلقة بالعمالة الأجنبية.
إننا نكن احترام وتقدير كبيرين للقانون الدولي. تعتبر التعددية أكبر أداة فعالة من أجل تعزيز السلام والأمن ومن أجل الفوز بالمعركة ضد الفقر، الاستبعاد، المرض، جريمة الاتجار بالمخدرات والتدهور البيئي.

إن تعزيز الدفاع عن حقوق الإنسان هي سياسة وطنية تقوي هويتنا الوطنية وقيادتنا في المجتمع الدولي.

إننا نعتبر ناشطين في مجال التجارة ضمن MERCOSUR (السّوق المشترك لبعض دول أمريكا الجنوبية)، ونؤمن بالحاجة للتقدم نحو مأسّسة أكبر لهذا القطاع كما إننا ندعم سياسياً UNASUR (إتحاد دول أمريكا الجنوبية)، بصفته منتدى يجمع بين دول المنطقة مع الحفاظ على السلام والديمقراطية. إننا أيضاً نلعب دوراً فعالا في G20.

نوجّه نداءنا إلى الحكومة البريطانية المدعومة من قبل هيئة الأمم المتحدة لمناقشة السيادة على جزر المالفيناس، الذي يعكس توجه الشعب الأرجنتيني والذي يعتبر أحد أعمدة سياستنا الخارجية.

لا زال لبلدنا ديون غير مدفوعة تعود طويلا إلى الوراء ونحن مصممون على تحقيق الاعتراف بحقوق قطاعات كبيرة من السكان. تعتبر التزاماتنا الخارجية أولوية بالنسبة للحكومة الأرجنتينية.

اليوم هو عيد الميلاد المائتين لدولتنا ولهذا ندعو جميع شعوب العالم لمشاركتنا احتفالنا وليشاركونا كما نشارك نحن في الأفضل لمصلحة شعبنا وثقافتنا وتاريخنا.