الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين فقدت علماً من أعَلامها الرياضيين وأبطالها الأفذاذمحمد الريس

نشر بتاريخ: 25/05/2010 ( آخر تحديث: 25/05/2010 الساعة: 17:46 )
طولكرم – معا - منتصر العناني - ينعى الاتحاد الفلسطيني للملاكمة ببالغ الحزن والاسى الفقيد الراحل الملاكم البطل محمد الريس الذي انتقل الى رحمة الله تعالى صباح يوم الاحد الموافق 23 5 2010 في غزة . وبهذا يتقدم الاتحاد الفلسطيني من اهل الفقيد ال الريس وعموم الاسرة الرياضية الفلسطينية وعموم اسرة الملاكمة العربية بخالص العزاء رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته .

نبذة عن حياة الفقيد

الفقيد الراحل هو واحد من أبرز الرجال و الأبطال الذين حملوا الهم الرياضي الفلسطيني خلال عقود طويلة و ظل يقاوم كل أشكال التحدي و استطاع و رغم الظروف المحيطة من نشر لعبة الملاكم في فلسطين بعد نكبة العام 1949 حيث تتلمذ الفقيد علي يد أشهر أبطال فلسطين و بطل الشرق الأوسط محمد أديب الدسوقي ابن مدينة يافا المغتصبة .
كان الفقيد له شرف بناء جيل من كتائب الرياضيين و الأبطال في لعبة الملاكمة و الذين كان لهم شرف تمثيل فلسطين بالدورات العربية و الدولية 0واصل الفقيد الراحل مشواره الرياضي وعبر كل المحطات ورحل و هو قلبه معلق بالرياضة الفلسطينية و لعبة الملاكمة 0
البطل " محمد الريس " من مواليد 1924م .

كانت بدايته الرياضية مع كرة القدم في الجمعية الإسلامية في يافا عام 1940م ، وسرعان ما أنتقل للعب الملاكمة في فرع الجمعية بالمنشية ، حيث كان يحرص على مشاهدة تدريبات الملاكمة بصورة دائمة .

كان مولعاً بالملاكمة لدرجة كبيرة ، ولم يدم طويلاً في الجمعية الإسلامية ، حيث أنتقل إلى النادي الأولمبي في يافا العجمي ، وبدأ يتلقى تدريباته على يد المدرب القدير المرحوم " أديب الدسوقي " وبدأ يلمع نجمه ويبرز بشكل ملفت للنظر ، وخلال فترة بسيطة شارك في مباريات وتصفيات محلية .

كانت أول مباراة رسمية له مع الملاكم " طه الشرقاوي " في مدينة يافا ، وفاز محمد الريس في هذه المباراة ، وحصل على كأس من خشب الزيتون .

واصل مسيرته بقوة ، وبدأ يخوض اللقاءات القوية والساخنة بكل ثقة وحماس مع أبطال حيفا ويافا والقدس .

حصل على عدة بطولات إبان الانتداب البريطاني ، ففي أحد اللقاءات أستطاع أن يوجه ضربةً قاضية لأحد الأبطال الإنجليز في الجولة الرابعة ، ليفوز في اللقاء قبل انتهاء الجولات الست ، وعلى أثر الضربة تم نقل البطل الإنجليزي للمستشفى إلا أنه فارق الحياة ، وقد أقيم هذا اللقاء في مستشفى صرفند ، وكان معظم الحضور من الإنجليز ، وقد تناولت كافة الصحف آنذاك الفوز التاريخي وخاصة الأهرام المصرية .

عاد البطل " محمد الريس " يواجه بطلاً أخراً من الإنجليز في مدينة يافا العجمي وأستطاع الفوز عليه بالنقاط بعد مباراة قوية لم يمكن الإنجليزي " محمد الريس " من النيل منه ، فانتهت بالفوز بالنقاط .

بعد النكبة والهجرة هاجر إلى غزة وهو في ريعان شبابه ، وما زالت الملاكمة في صدره وقلبه ، فعاد لممارسة النشاط الرياضي بعد أن قام بالإيصال مع إدارة نادي غزة الرياضي الذي كان مقره في شارع عمر المختار على الدور الثاني بجوار محلات النديم ، وتم الإنفاق مع المسئولين وخاصة " عبد الكريم الشوا " على إعادة تشكيل فريق للملاكمة بالنادي .

بدأ ممارسة اللعبة ، وعمل على إقامة حلبة ملاكمة خشبية من خشب الطوبار بمساعدة رئيس بلدية غزة المرحوم " رشدي الشوا " وأنضم عدد كبير من المهاجرين وأهل القطاع لفريق الملاكمة في النادي الرياضي ، وفي هذا الوقت بدأ البطل " محمد الريس " يبحث عن فرق لإقامة المباريات ، وفعلاً نجح في إقامة العديد من اللقاءات مع فرق الملاكمة في النصيرات والبريج .

أستطاع أن يعقد العديد من اللقاءات الودية في الملاكمة مع الفرق المصرية ، حيث كانت أولى هذه اللقاءات مع فريق القسم الطبي بالقاهرة ، وبعد ذلك مع النادي الأهلي المصري ، ثم السكة الحديد ، ونادي المنصورة الملكي حيث كان "محمد الريس " عضواً فيه وفي نادي القناة .

كان البطل " محمد الريس " نجماً لامعاً وساطعاً في جميع اللقاءات التي أقيمت طوال هذه الفترة .

شارك في عدة لقاءات ودية في الإسكندرية ضد فرق الإخوان المسلمين في (المنصورة – القاهرة – بور سعيد – الإسكندرية) وكان من أبرز اللاعبين ، فحقق مع الأبطال ( أكرم عرفات – داوود عودة – يعقوب سماره – هاني الضاني – عصمت الحلبي ) نتائج طيبة وانتصارات كبيرة .

شارك بالدورة العربية الأولى عام 1953م بالإسكندرية وحصل فريق الملاكمة على ترتيب المركز الثالث بعد مصر وسوريا ، بعد أن حقق الفريق نتائج مشرفة وهي ( فوز عمر حمو بالميدالية الذهبية في وزن الديك – وفوز محمد الريس ، وداود عودة بالميدالية الفضية – وفوز عصمت الحلبي ، والمرحوم أكرم عرفان ، والمرحوم هاني الضاني في الميدالية البرونزية في وزن المتوسط .

بعد العدوان الثلاثي وعودة الإدارة المصرية تم تشكيل المجلس الأعلى للشباب والرياضة ، وبدأ البطل " محمد الريس " ورفاقه بمزاولة تدريباتهم في رعاية الشباب وخصوصاً بعد إصدار قرار بإغلاق الأندية ، وتوجيه الدعوة للرياضيين بمزاولة تدريباتهم برعاية الشباب .

أستطاع خلال فترة بسيطة من إعادة تشكيل فريقاً قوياً للملاكمة ، لعب خلال هذه الفترة العديد من اللقاءات والمباريات المحلية والخارجية كان أبرزها لقاء السكة الحديد حيث فاز البطل محمد الريس على بطل السكة الحديد في مباراة قوية ومثيرة 0


شارك في مركز التدريب الرياضي العربي في مدينة تونس في الدراسات التالية (نظريات التربية الرياضية – نظريات التدريب الرياضي – التنظيم والإدارة الرياضية – مبادئ علوم التشريح – وظائف الأعضاء والصحة) .

شارك في دراسات التخصص في تدريب لعبة ألعاب القوى في تونس .

أتجه بعد ذلك للتدريب وإدارة شؤون الإتحاد الفلسطيني للملاكمة .

عمل سكرتيراً عاماً للإتحاد الفلسطيني للملاكمة في الفترة من 1962 – 1967م والذي كان يرأسه المرحوم " زكي خيال " .

في عام 1966م شارك في دورة الصداقة في كمبوديا " الجينفو " كمدرب وحكم.

عمل مدرساً في مدرسة الرمال الإعدادية ، ثم الزيتون ، حيث أن طبيعة عمله حرمته من المشاركة في العديد من البعثات الخارجية .

عند افتتاح النادي الأولمبي عام 1954م كان أول من أنشأ فريق للملاكمة ورفع الأثقال بالنادي .

قام بقيادة تدريب فريق الملاكمة في نادي فلسطين الذي كان مقره بجوار محلات أبو عجوة حالياً مقابل محطة بنزين الشوا .

التقى مع الرئيس ياسر عرفات عندما كان طالباً يدرس بالجامعات المصرية ويترأس رابطة الطلاب الفلسطينيين بالقاهرة ، وأقترح عليه إقامة عدة لقاءات رياضية لمنتخب الملاكمة الفلسطيني في مصر ، بحيث يتم رصد ريع اللقاءات لصالح صندوق الرابطة .

وافق الرئيس " ياسر عرفات " وتم ترتيب ذلك ، وأقيمت أول مباراة لمنتخب الملاكمة الفلسطيني مع القسم الطبي بالقاهرة ، وجرى اللقاء الثاني بالإسكندرية وبرز أبطال المنتخب الفلسطيني للملاكمة وظهروا بمظهر مشرف وحققوا نتائج طيبة .

وقد سألته مرة عن الميداليات والكؤوس التي حققها خلال مسيرته الرياضية فأجابني والحزن يعتصر قلبه ( لقد أقمت خزانة خاصة للكؤوس والميداليات التذكارية التي حصلت عليها خلال المباريات واللقاءات والمشاركات ، وبقيت في مدينة يافا بعد الهجرة ، ولم أكن أتوقع ما حصل وعبر عن حزنه الشديد لفقدانه هذه الأوسمة ) .

كان آخر لقاء للبطل " محمد الريس " مع معلم وأستاذ الملاكمة في فلسطين بل الوطن العربي كله " المرحوم أديب الدسوقي – وعصمت الحلبي ) قبل أربعة عشر عاماً " عام 1988م " في منزل المرحوم بعمان .

ومن أبرز الأبطال الذين دربهم(عصمت الحلبي – أكرم عرفات– داوود عودة– عمر حمو– فايز عرفات– جلال حمو– إبراهيم كحيل – سعدي كحيل – حسين أبو شاويش– فايز أبو دية– خليل الدجاني– عمر الكيالي – جمال الفار وآخرين).

كان له دور بارز في نشر لعبة الملاكمة في فلسطين ، وكافة الألوية .

ظل معطاءً في ساحات الوطن ، وعمل على بناء فرق ومنتخبات الملاكمة ، وقدم خدماته خلال سنوات الاحتلال .

كان له دور طيب في تفعيل وتنشيط اللعبة رغم الظروف الموضوعية التي كان يمر بها الوطن .

كرمه الرئيس ياسر عرفات بوسام الرياضة .

كرمه الإتحاد الأهلي للرياضة الشعبية بأرفع أوسمته تقديراً لجهوده المخلصة ولدوره في تحقيق الإنجازات رحمه الله وبهذا تتقدم إسرة الحياة الرياضية وكل العاملين فيها بأحر التعازي القلبية من أهل المرحوم وذويه وألهم الصبر والسلوان .