المولدات الكهربائية قنابل موقوتة تهدد بيوت الغزيين
نشر بتاريخ: 26/05/2010 ( آخر تحديث: 26/05/2010 الساعة: 18:16 )
غزة- معا- لا يكاد يمر أسبوع في غزة إلا وتصدمك الأنباء بمقتل مواطن أو أكثر نتيجة حريق داخل احد المنازل، والسبب حريق ناجم عن سوء استخدام لمولدات الكهرباء في القطاع والتي أصبحت جزءا من مكونات البيوت.
تحذيرات كثيرة ونشرات لتوعية المواطنين من مخاطر هذه المولدات ولكن عدد الضحايا ظل يرتفع باستمرار، وقال النقيب رائد الدهشان مدير عمليات الدفاع المدني بقطاع غزة، إن قرابة الثلاثة والثلاثين منزلاً احترقت في قطاع غزة بسبب المولدات الكهربائية منذ بداية العام الجاري.
وأضاف الدهشان أن الحرائق نتجت في الغالب عن اشتعال الوقود المستخدم في تلك المولدات، إضافةً إلى الماس الكهربي الذي نجم عن الاستخدام السيئ للمولدات.
بدوره قال مدير عام الإسعاف والطوارئ بغزة الدكتور معاوية حسنين إن عدد ضحايا المولدات الكهربائية بالقطاع بلغ مائة وثلاثة وعشرين قتيلاً منذ أزمة الكهرباء في القطاع، وما يزيد عن ستة عشر منهم قتلوا منذ بدء العام الجاري.
وتابع حسنين أن "معظم هذه الحالات يموتون في حالات تسمم بغاز أول أكسيد الكربون المنبعث من هذه المولدات، إضافة للانفجارات التي تنجم عن سوء استخدام المولدات الكهربية أو رداءة هذه المولدات".
وفي ذات السياق أعرب العديد من المواطنين الغزيين عن قلقهم تجاه الخطر المتزايد للمولدات الكهربائية.
وقال المواطن محمد سليمان من خان يونس "نحن لا نمتلك مولداً كهربائياً في المنزل، ويكفينا ما تسببه مولدات الجيران من إزعاج مستمر عند تشغيلها، فضلاً عن حالات الاختناق وانفجار العديد من المولدات في أصحابها".
ويتابع "أحد الأشخاص الذين أعرفهم في شرق خان يونس فقد خمسة من أفراد أسرته أثناء انفجار المولد الكهربي الخاص بمنزلهم".
فيما قال المواطن هشام سكيك من غزة "أشعر بالخطر في كل مرة أقوم فيها بتعبئة خزان الوقود لمولدنا الكهربائي، فكثيراً ما سمعت عن انفجار المولدات في أصحابها خاصةً عند تعبئتها بالوقود ويعود ذلك في كثير من الأحيان لسوء نوعية هذه المولدات الموردة لقطاع غزة".
بدوره تحدث الدكتور اسعد جاسر مهندس القوة الكهربية الكهربائية بالجامعة الإسلامية عن البدائل المتوفرة للمولدات الكهربائية قائلاً "هنالك الكثير من البدائل عن المولدات الكهربية، فمثلاً يمكن استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والبطاريات الجافة والسائلة".
وتابع "قمنا بعمل العديد من التجارب والأبحاث على الطاقة الشمسية لأنها الأنسب في القطاع، ولكن تحتاج هذه الأبحاث والمشاريع لمن يقوم بتمويلها، والإشراف عليها وتطويرها".
يذكر أن ظاهرة المولدات الكهربية المنزلية والمتعارف عليها باسم "المطور" انتشرت بعد قصف إسرائيل لمحطة توليد الكهرباء في القطاع المحاصر عام 2006، حيث تلقى هذه المولدات رواجاً في الأسواق المحلية بغزة بسبب انخفاض أثمانها.