زياد الحموري مدير مركز القدس: القدس تمر في مرحلة بالغة الخطورة
نشر بتاريخ: 27/05/2010 ( آخر تحديث: 28/05/2010 الساعة: 00:35 )
القدس- معا- قال زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن المدينة المقدسة تواجه في العام الحالي 2010 تهديدا وجوديا وحضاريا يدخل الى ادق تفاصيل الحياة فيها .
واكد خلال "لقاء الاربعاء" الذي ينظمه نادي الصحافة في فندق ليغاسي بالقدس برعاية البروفسور امين سعود حباس ان الحرب الدائرة حاليا بشراسة هي على ما تبقى من القدس واذا لم نحسن ادارة الصراع ونهيئ له الامكانيات الحقيقية اللازمة فسوف نخسر ما تبقى من القدس .
واستعرض الحموري في بداية اللقاء الظروف التي دعت الى تأسيس المركز الحقوقي اواخر عام 1997 اثناء معركته الخاصة مع ضريبة الارنونا ومحاولة فتح حوار لاول مرة مع بلدية القدس الغربية حول الخدمات بهدف حماية المقدسيين من هذه الضريبة المتوحشة والمتغولة ولكن مسؤولي البلدية بدأوا في محاربة اللجنة التي تشكلت فور شنها سلسلة من الاضرابات والاعتصامات والتظاهرات ضد اجراءات البلدية التعسفية ، وضاقوا ذرعا بها وحاولوا افشال هذه التحركات والاعتصامات والاحتجاجات .
واعتبر الحموري ان ضريبة الارنونا اداة من ادوات الضغط القاسية جدا ضد المقدسيين، مشيرا الى ان حوالي 80% من التجار عليهم ديون ارنونا مرتفعة جدا مما يجعل هناك شكوكا في امكانية استغلال هذه الديون من قبل البلدية كسيف مسلط على التجار للاستيلاء على ممتلكاتهم في المستقبل ..؟
واشار الحموري الى ان البلدية اظهرت وجهها القبيح في قصته مع ضريبة الارنونا من خلال مصادرة بضائع متجره مما ادى الى القناعة انه اذا كانت البلدية تلجأ الى مثل هذه الوسائل مع تجار مرموقين يطالبن بحقوقهم فكيف الحال اذن مع الاغلبية الصامتة من الناس العاديين الامر الذي استدعى التفكير في تأسيس مركز الحقوق واطلاقه للعمل في كل القضايا الخدماتية التي تهم الوجود الفلسطيني في القدس.
واوضح ان المركز حاول الاستفادة من بعض الثغرات في القانون الاسرائيلي للدفاع عن حقوق المقدسيين مشيرا الى ان عدد القضايا والملفات التي عالجها المركز حتى الان بلغت ستة الاف قضية نجح في بعضها ولم ينجح في البعض الاخر.
وقال ان عدد موظفي المركز في تفاوت فقد بلغ في احدى المراحل 27 موظفا وموظفة في حين تدنى الى تسعة موظفين حاليا بسبب توجه لدى الممولين في عدم دعم مؤسسات القدس خاصة وان المركز يعتمد على دعم الحكومات المانحة التي تقدم اصلا الفتات للقدس ومؤسساتها.
واضاف ان ما رصد للقدس في السنتين الاخيرتين لا يتجاوز الـ 15 مليون دولار. واكد ان مشكلة التمويل لا تقتصر على الدول الاوروبية والغربية فقط بل يشمل الدول العربية والاسلامية التي لا تقدم ما هو مطلوب للقدس .
وشدد الحموري على ان " معركة القدس الحالية تدور جول كيفية المحافظة على الوجود الفلسطيني في القدس في ظل وجود ضرائب ارنونا على بعض المحلات التجارية فاقت المليوني شيكل نتيجة لتراكمات خلال سنوات عديدة. فالهجمة كبيرة ومدورسة ومخططة تطال كل شيء في القدس التي تهودت بالكامل تقريبا ولم يبقى سوى وضع الرتوش الاخيرة على عملية التهويد .. وقد عقدنا مؤتمرا اقتصاديا في المدينة في محاولة لانقاذ ما يمكن انقاذه..ووصلنا الى نتيجة ان المقدسي المحظوظ في القدس هو الذي يعاني من مشكلة واحدة فقط وليس اكثر..! فالعامل الاقتصادي ضاغط جدا على المقدسيين .. ونسبة الفقر عالية جدا 67% وتصل بين الاطفال الى 70-72% وحرية التنقل مقيدة وهناك تصعيد في مختلف مجالات الحياة وظاهرة تسريع سحب الهويات والحفريات تحت الاماكن المقدسة وبناء المستوطنات ومصاردة الاراضي وهدم المنازل وهناك مشكلة الاكتظاظ والضائقة السكنية في البلدة القديمة ومشكلة المخدرات والادمان والتسرب من المدارس وسوء الخدمات التعليمية ونقص الغرف الصفية حوالي 1400 غرفة صفية بينما ما يعادل عشرة الاف طالب لا مقاعد لهم للتعليم وتدني مستوى المعلمين والنقص في وسائل الايضاح التعليمية والمختبرات وغير ذلك من المشكلات العميقة والخطيرة " .
وكشف الحموري عن حقائق مذهلة " فالقطار اعطى مشروعية لضم وتوحيد القدس .. فقد ربط القدس الغربية بالمستوطنات وباتت القدس الشرقية في المنتصف .. ولم يبق من ال 270 الف مواطن فلسطيني مقدسي حسب تقارير الامم المتحدة داخل الجدران العازلة سوى حوالي 119 الف في حين خرج اكثر من 165 خلف الجدار العازل.. وهناك 20 الف امر هدم بحق منازل في القدس..! واستهجن تهديدات الحكومة الاسرائيلية بسحب هويات نواب القدس المنتخبين حسب الاتفاقيات الدولية الموقعة تحت سمع وبصر العالم فيما يتم ابعاد مئة مقدسي بينهم اطفال الى اريحا واماكن اخرى.
واشار الى انه تم سحب 4700 هوية مقدسية عام 2008 يشكلون 50% مما تم سحبها منذ الاحتلال حتى تاريخه. وقللّ الحموري من الدعاية بشأن المقدسيين الحاصلين على جوازات سفر اسرائيلية، مشيرا الى ان عددهم محدود جدا. وردا على مداخلة للكاتب نبيل الجولاني بحصوص ان ما يقدم للقدس لا يزيد عن كونه عمل اغاثي محدود وآني ، بالقول ان اساس المشكلة ان اتفاق اوسلو اجّل بحث موضوع القدس الى الحل النهائي دون اعطاء ضمانات بعدم المس بوضع القدس الراهن آنذاك مما اطلق يد اسرائيل لتغيير الواقع في القدس بما تقتضيه مطامعها .
وضرب المحامي قيس ناصر امثلة عديدة على خطورة ضريبة الارنونا التي تهدف الى تفريغ القدس من سكانها العرب، مشيرا الى انه يمثل عائلة دجاني التي وقعت مؤخرا ضحية لهذه الضريبة التي تعتبر وسيلة من وسائل اضعاف التجارة المقدسية وصولا الى استهداف املاك المقدسيين والاستيلاء عليها.
كما اشار الى الضغوط التي تتعرض لها املاك الوقفية التابعة الارثوذكسية من خلال اثخانها بالديون والضرائب كمقدمة لمساومتها على بيع املاكها . ونوه مجددا الى كلفة الصمود التي يجب توفيرها للمقدسيين ليتكنوا من مواصلة الصمود في مدينتهم ودعا الى تأسيس صندوق يضخ اموالا لدعم القدس وسكانها في مختلف مجالات الحياة . وتساءل عماد منى عن جهات التمويل للمركز وطبيعتها .
وادار اللقاء محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة في القدس ونسق له الكاتب الروائي عيسى قواسمي .