الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أم محمود" تتخيل شكل "كرفانات" تركيا

نشر بتاريخ: 29/05/2010 ( آخر تحديث: 29/05/2010 الساعة: 12:29 )
غزة- معا- حالة انتظار الحملة الأوروبية التي بدأت رحلتها في كانون الثاني- يناير الماضي في قافلة تضم أكثر من خمسين برلمانياً أوروبياً في إطار التضامن مع الفلسطينيين المحاصرين، أوشكت على الانتهاء مع إعلان اللجان الشعبية عن موعد قدوم سفن كسر الحصار عبر البحر لقطاع غزة خلال الأربعة أيام المقبلة.

ومع قرب موعد إرساء السفن على موانئ غزة التي من المتوقع أن تحمل على متنها مئات البيوت الجاهزة (كرفانات) لأصحاب البيوت المتهدمة، تنوعت حالة انتظار أصحاب الخيام بين حالة ترقب وأمل شديدين وحالة إحباط وتشاؤم من تغير الحال، خاصةً بعد كثرة الوعودات التي وعد فيها أولئك الأهالي.

عبد العزيز ارميلات (44 عاماً) بعد عامين من تدمير بيته جرّاء الحرب الإسرائيلية وبقاء الحال على ما هو عليه، يقول: "ليس لدّى أمل في الحصول على بيت جاهز من الخشب أو من الحديد".

وأضاف "البيوت وإن حصل وأتت إلى غزة فلن توزّع كما يجب أنْ توزّع، وبالتالي لن أحصل على بيت لي".

سلطة "أم صبحي" تنتظر زيت تركيا

أما أم صبحي ربّة عائلة أخرى استبدلت بيتها المدمّر بخيمة تضم أولادها الستة، بدت في حالة ترقب وأمل شديدين في أن تكسر القافلة الحصار القائم وتحل مسألة الإعمار.

توقفت أم صبحي عن دق سلطة الخضار التي تنتظر "زيت تركيا"، وقالت: "هذه المرة الأولى التي أتابع فيها سير قافلة من لحظة انطلاقها وحتى الآن"، وتابعت "ننتظر هذه السفن بفارغ الصبر، نحن بحاجة ماسة لأن تأتي تلك الأمم من كل الأجناس والملل لترى ما نعاني منه جرّاء الحرب حتى اللحظة".

فيما أبدى أبو صبحي قلقه من عدم حصوله على استحقاقاته هذه المرّة أيضاً على غرار المرّات السابقة التي لم يحصل فيها على مساعدات، على حد قوله.

أصحاب الخيام يتخيلون شكل "الكرفانات"

أما أم محمود جارة أم صبحي التي تقيم في خيمة أيضاً، فقد تخيّلت شكل البيوت الجاهزة فقالت: "أتخيله غرفة صغيرة ليست كبيرة، أكثر ما يميزها أن لها نافذة وباب، لها جدران قاسية أستطيع إسناد ظهري عليها"، وأضافت "أحلم أن أنام في غرفة مطمئنة على نفسي دون أن أستيقظ ليلاً تحتضني القطط والجرذان".

وتابعت بتشوق لامتلاك البيت المؤقت "أحلم بتعليق صورة كبير لخالي الذي توفي منذ أيّام، ولو امتلكت بيتا حقاً سأتمكن من ممارسة الرياضة بشكل أفضل أكثر من الخيمة الضيقة". وأضافت "أريد بيتاً له أكرة ومفتاح أستطيع إغلاقه وقت ما شئت وفتحه وقت ما شئت".

والأيام الأربعة الباقية ربما ستجود على أولئك الأهالي بالأمل أو خيبة الأمل..