حديث وموقف بقلم د. راسم يونس
نشر بتاريخ: 12/06/2006 ( آخر تحديث: 12/06/2006 الساعة: 14:16 )
1.المونديال للاغنياء
. كانت رياضة كرة القدم تعتبر لعبة شعبية يمارسها عامة الشعب, وكانت تعتبر لعبة خشنة لا تتناسب مع الطبقة الغنية, لذلك كانت هذه اللعبة تقتصر على الهواة فقط وحتى المكافأت كانت تعتبر جرما يعاقب عليه القانون.
. بالمقابل كان الاغنياء لا يشاهدون الا اللعبة التي تحتاج الى امكانيات هائلة ويصاحبها ويشاهدها جمهور له مستوى معين حيث كانت الفروسية ولعبة الغولف تتصدران هذه الألعاب, وغالبا او حتى نادرأ ما يشاهدها من عامة الناس الان تذاكر دخولها كانت مكلفة جدأ وحتى ممارستها مكلفة اكثر.
. وعندما بدأ بتنظيم بطولة كأس العام "1930" كانت غالبية بل جميع المشاهدين من الطبقات الفقيرة والمتوسطة ولم تحظى هذه اللعبة باهتمام الروساء لحضورها او الاغنياء, ومع تطور كرة القدم وانتشار الجماهير الكبيرة الماشهدة لها, وتاتي هذه اللعبة على المستوى المعرفي والشهرة للاشخاص وبدا رؤوساء الدول والاغنياء لدخول في رعاية الاندية والنظر الى كرة القدم كلعبة يجني من ورائها الشهرة والمجد وكذلك تمرير السياسة المراد اتباعها.
. ازدياد الاقبال الجماهيري على هذه اللعبة وبدأ الاغنياء باستغلالها من ناحية اقتصادية ولذلك انشئ الاحتراف وبدأ بشراء اللاعبين ودفع مبالغ من اجلهم وسن لعبة اخرى اصبحت مجالا للتنافس المادي حتى اصبحت كرة القدم مجالا خصبا للمراهنات, وبدأ تقسيم الجماهير حسب الناحية المادية وتقسيم مدرجات الملعب الى درجات تتناسب مع امكانيات الافراد, واصبحت المباريات والمنافسات تضم جميع طبقات المجتمع ومع ذلك بقيت الطبقة الفقيرة والمتوسطة هي الغالبية على حضور المباريات.
. مع انتشار التلفزيون كان الهدف الاساسي منه هي نقل المباريات الى اكبر عدد من المشاهدين وخصوصا اؤلئك الذين يملكون المال من اجل حضورها, واصبح عدد المشاهدين يزيد عن المليار وكانت كل بطولة كاس عالمية يزداد المشاهدين لها سواء اكان ذلك لحضور الى تلك الدولة او بواسطة التلفاز ومع ذلك فقد كانت المشاهدة متيسرة للجميع وازدادت الارباح من خلال بيع حق نقل المباريات الى المحطات التلفزيونية.
. هذا المونديال وصل الى القمة في احتكار البث التلفزيوني, حيث احتكرت محطة تلفزيون ART البث التلفزيوني ولم تحاول هذه الشركة بيع حقوق البث الى محطات فضائية اخرى في انحاء العالم, وانما اشترطت شراء جهاز خاص بها لا يقل ثمنه" 500 دولار واشتراك حوالي 300 دولار , وطبعا لأن هذا المبلغ يعتبر كبير جداً بالنسبة لاغلبية المشاهدين من انحاء العالم والذي يشكل في بعض الدول دخلا للفرد ولمدة 4 او خمسة اشهر, مما جعل الفقراء ومن محبي ومشاهدي كرة القدم ينتظرون ان يتصدق احدهم او رئيس دولتهم او احد الاغنياء بالتبرع بجهاز وشاشة لمشاهدة المباريات التي تشكل بالنسبة له متعة ترويجية كبيرة.
. الخوف من القادم ان الاحتكار ينتقل ليس للاغنياء فقط ولكن يمتد ليشمل بنداً من عقوبات الامم المتحدة والذي تعاقب فيه الدولة اذا خرجت عن ما تريده الدول الغنية وتضاف الى معاناة جديدة للفقراء وليبقى الاغنياء متمتعين حتى بما يروح عن الفقراء, اليس بالله عليكم اننا في زمن العجائب؟!
2. منتخب ترينداد وتوغانو
هذا المنتخب الوافد الجديد ولاول مرة للاشتراك في بطولة كأس العالم, وهو الذي نجح في الوصول الى المونديال ضمن مجموعة تصفيات الكونكاكاف ( امريكا الشمالية والوسطى وجزر الكاربي), وقد كانت خلافا للتوقعات قد نجحت في حجز مقعدها بعد ان تفوقت على البحرين في الملحق الاميركي الشمالي- الآسيوي.
. هذا الفريق لم يحسب له حساب ضمن التكهنات والتوقعات والتحليلات التي قام بها الخبراء والنقاد ان يكون من المنافسين في المجموعة الثانية والتي تضم ( انجلترا, باراجواي, السويد بالاضافة الى هذا المنتخب), انطلاقا من ان هذا الفريق سيكون جسر العبور لبقية فرق المجموعة واعتبار ان الفرق الاخرى لن تجد جهدافي التغلب عليه وبسهولة ويسر.
. بالأمس القريب تقابل فريبق السويد مع هذا الفريق والمعروف ان السويد تشارك للمرة الثانية عشرة في مونديال كأس العالم, ويعني ذلك ان لدى الفريق السويدي خبرة كبيرة في هذه البطولة وكانت التوقعات ان تفوز السويد بهذه المباراة, ولكن الواقع كان غير ذلك, حيث بدأ فريق ترينداد وتوباغو نداً قوياً للفرييق السويدي ويلعب بجرأة وقوة وعزيمة, وكان يبادل الفريق السويدي هجماته.
. رغم خروج لاعب لهذا المنتخب بالطرد في الدقائق الاولى للشوط الثاني من المباراة, الا انه بقي صامداً حتى نهاية المباراة ولم تستطع السويد هز شباك هذا الفريق رغما ان حارس مرماه هو الحارس الاحتياطي والذي تألق في المباراة بشكل كبير.
. ان ظهور هذا المنتخب بهذه الطريقة والتي نتجت برأيي من الروح القتالية التي تمتع بها الفريق بالاضافة الى القوة الجسدية قد دق ناقوس الخطر لجميع فرق هذه المجموعة لتعيد حساباتها ولتبعثر اوراق المجموعة من ناحية الفرق المتأهلة, ولتعطي المجموعة نكهته الصارع التنافسي الصعب, وطبعا ستشهد الايام القادمة علة هذا التنافس, وهذا يعطي درساً كبيرا لجميع المنتخبات بعدم الاستهانة بأي منتخب ويزيد من تعقيد التنبؤ والتكهن بالافضل, مما يضفي رونقا جميلا على هذا المونديال.
ترى هل سيكون منتخب ترينداد وتوباغو مفاجأة المونديال... ام هي طفرة عابرة!!
3. كلام موزون
كتب عثمان بن علي رضي الله عنه الى عماله وولاته توليه الخلافة:
"اما بعد, فإن الله خلق الخلق بالحق, واعطوا الحق, والامانة الامانة قوموا عليها, ولا تكونوا اول من يسلبها, فتكونوا شركاء من بعدكم, الوفاء الوفاء, لا تظلموا اليتيم ولا المعاهد, فإن الله خصم من ظلم".