الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مشاهير سويديون كانوا على متن أسطول الحرية فهل خافتهم إسرائيل؟

نشر بتاريخ: 02/06/2010 ( آخر تحديث: 02/06/2010 الساعة: 16:34 )
غزة- خاص معا- هينينغ مانكل، أشهر كاتب مسرحي عالمي، ماتياس غاردل كاتب في تاريخ الأديان، أولف كارمسون لاهوتي، محمد قبلان عضو برلماني، درور فيللر يهودي، جميعهم سويديون وآخرون ممن أتسعتهم قائمة قافلة الإنسانية المتجهة لكسر حصار غزة، اليوم هم رهن الاعتقال فهل خافتهم إسرائيل ولماذا منعتهم عن غزة؟.

قبل أن يتجه مانكل لغزة قال: "عمري الآن 62 سنة وهي بعمر نكبة الشعب الفلسطيني، إنني لم أتوقع قبل عشرين عاما أن ينهار النظام العنصري في جنوب أفريقيا بهذه السرعة وإسرائيل الآن تسير على نفس طريق ذلك النظام العنصري. إن إسرائيل هي نظام فصل عنصري".

مانكل الذي انضم إلى سفينة غزة- السويد " ٍShip to Gaza " أبدى عدم خوفه من تهديدات إسرائيل الأخيرة للمتضامنين ودولهم, كما وأوضح أن ما دفعه إلى السفر مع أسطول الحرية هو زيارته الأخيرة للأراضي الفلسطينية المحتلة، قائلاً أن الزيارة ولّدت لديه صورة واضحة عن عدوانية إسرائيل وعن ضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني، وقال جملته المشهورة: "التضامن هو فعلٌ وليس كلاماً وأنا أفعل ذلك".

فكيف بدأت فكرة انضمام سويديين لقافلة أسطول الحرية ومن أسس لها وماذا فعل؟

"معا" حاورت موسى الملاحي الباحث في مؤسسة دونالد بوستروم للإعلام والناطق الإعلامي للإغاثة بلا حدود ورئيس تحرير أراب نيهيتر-السويد أي " أخبار عرب السويد" الذي أكد أن أساس الفكرة بدأت من الناشطين ماتياس غاردل المبادر للمشروع والمتحدث باسم السفينة الى غزة وهو كاتب وأستاذ في تاريخ الأديان في جامعة أوبسالا السويدية واليهودي السويدي درور فيللر فنان وموسيقي، ورئيس لليهود من اجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين (السويد) ويهود أوروبا من أجل سلام عادل.

وحسب الملاحي في حديث لمراسلة "معا" خضرة حمدان، فإن غاردل هو صاحب مشروع السفينة الى غزة وعنها يقول أنها مبادرة من التضامن العملي مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكان من المفترض أن تحمل لوازم ماسة يحتاج إليها أبناء الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة من اسكندنافيا عبر الموانئ الأوروبية للبحر المتوسط وصولا الى غزة.

بدأت الفكرة في تشرين الثاني من عام 2008 هكذا يقول ماتياس غاردل مضيفاً:" طرحنا الفكرة بعدما لاحظنا العواقب الإنسانية المترتبة على حصار الشعب الفلسطيني في قطاع عزة والذي فرضته إسرائيل, وطال أمده, حيث حولت إسرائيل القطاع المحاصر إلى اكبر سجن في الهواء الطلق، فشعب غزة يفتقر لكل شيء ,الغذاء والمياه النظيفة ,الكهرباء ,الدواء,الصرف الصحي, ولا يوجد لديهم أي وسيلة لإعانة أنفسهم من التجارة والتنقل بحرية عبر الحدود من وإلى أراضيهم!!

ماتياس غاردل يتحدث وكأنه عربي بالصميم يقول مستغرباً:" 95% من القطاع الصناعي قد توقف وهنالك كثير من الشركات التي أفلست! شلل في قطاع البناء والعمران! القطاع الزراعي منهك، صيد الأسماك يواجه تحديات مستحيلة، كل ذلك أدى إلى وصول نسبة عدد السكان الذين يعتمدون على المساعدات الإنسانية إلى 80% من اجل البقاء على قيد الحياة".

ويشعر غاردل بالحرج لموقف دول أوروبا من الحصار والحرب الأخيرة على غزة بقوله:" للأسف فانه من الملاحظ أن الحكومات المنتخبة ديمقراطيا في أوروبا قد ساهمت في الجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين فكارثة غزة لم تكن ممكنة من دون مشاركة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والدول العربية المجاورة وبالتالي أدركنا انه لا يمكن لنا إحالة المسألة لحكوماتنا وممثلينا السياسيين في الاتحاد الأوروبي لذا توجب علينا العمل بأنفسنا وينبغي علي القول بأننا لسنا بصدد خرق أي قانون وإنما إعادة تفعيل القانون الدولي العام من خلال تنفيذ ما لدينا فلنا حق السفر والإبحار بحرية في المياه الدولية".

غاردل وفيللر أكدا عقب تهديدات إسرائيل لقافلة أسطول الحرية أن الأسطول يقوم بعمل إنساني بعدما انتهكت دولة الاحتلال الإسرائيلي القوانين الدولية, في غزة من خلال حصار شرس أدى إلى حرمان سكان القطاع من أدنى مقومات البقاء.

فمن هم الذين كانت غزة على موعد معهم من نشطاء السلام السويديين؟

القائمة تضم أسماء شخصيات لها وقعها في دولها وعلى مستوى العالم أشهرهم المؤلف المسرحي هيننغ مانكل وأولف كارمسون، لاهوتي وسكرتير للحزب الاشتراكي الديموقراطي المسيحي في السويد، محمد قبلان، عضو في البرلمان السويدي عن (حزب الخضر في السويد)، الناطق الرسمي السابق لمجلس مسلمي السويد الرئيس السابق لشباب المسلمين في السويد (Sveriges muslimer الأممي)، هنري اتشر، طبيب أطفال، والمدير الطبي لمؤسسة روزنغرين (Rosengrenska Stiftelsen) باحث في طب اللاجئين، عضو اليهود من اجل السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، فيكتوريا ستراند، الطبيب المتخصص في الطب الحساسية، سامان علي، عضو مجلس إدارة وأمين صندوق في السفينة إلى غزة، اغوايو سوتو كيمبرلي,التضامن السويدي الفلسطيني، أميل صرصور، رئيس منظمة المهاجرون في أوبسالا، ايدا مانغا، دكتوراه في تاريخ الأفكار والعلوم، محاضر ومفكر بالإضافة إلى فريق من المراسلين الصحفيين السويدين من قناة تلفزيون TV4 السويدية.

وبعد يومين من مهاجمة الاحتلال الإسرائيلي لأسطول الحرية علمت معا أن وزارة الخارجية السويدية توصلت لمعلومات تفيد بأن جميع السويديين ضمن قافلة الحرية لنقل المساعدات الإنسانية الى غزة بخير.

إسرائيل قامت بترحيل أربعة منهم إلى السويد من بينهم الناشط هننغ مانكل فيما اعتقلت البرفسور ماتياس غاردل ودرور فيللر في سجن بئر السبع وستة من المتضامنين السويديين الآخرين.