أسطول الحرية.. دماء واحلام ودعوة لوقف الحصار
نشر بتاريخ: 02/06/2010 ( آخر تحديث: 02/06/2010 الساعة: 19:06 )
بيت لحم- معا- في الوقت الذي كانت تقترب طائرة نتنياهو من سماء البيت الأبيض للقاء اوباما... وفي ذات الوقت الذي قبل فيه الرئيس محمود عباس المفاوضات غير المباشرة... كانت ايضا شخصيات إسرائيلية مرحبا بها تزور بعض العواصم العربية... أما شواطئ غزة انتظرت رسائل المحبة وأحلام بسيطة بالدواء وبيت من ورق أو كرسي متحرك يعيد الأمل لفاقديه، من قوافل الحرية التي امتطاها أحرار من دول تلونت اعلامها بسماء غزة... يحملون رسالة سلام الى اهلها.
"انا من هذا الراديو اطلب من الرئيس ابو مازن رسميا وشعبيا ان يعطي النموذج الصح للقيادة، اليوم وليس غدا، اولا بان يأتي بنفسه الى غزة وليس بارسال وفود من اجل فقط المحادثات، انا اريد ان ياتي الى غزة مع خالد مشعل، وثانيا اطلب منه رسميا هو والسيد رئيس الوزراء سلام فياض ان يذهبا الى القاهرة وان يطلبا من الحكومة المصرية فتح معبر رفح".
كانت هذه مطالب د. اياد السراج، رئيس برنامج غزة للصحة، خلال حلقة هذا الاسبوع من برنامج "اسمعونا"، الذي تقدمه الاعلامية ناهد ابو طعيمة، عبر شبكة "معا" الاذاعية.
فقد خصصت حلقة هذا الاسبوع للحديث عن الهجوم الاسرائيلي الذي طال اسطول الحرية المتوجه الى غزة، وعن مصير رسائل المحبة التي حملها الاسطول اجاب السراج، "اعتبر ان هذه افضل مرة يأتوا فيها، بالرغم من الالم والحزن على الشهداء الذين قضوا في المعركة، لكن هذه المرة واضح ان الرسالة وصلت الى جميع انحاء العالم بأن غزة محاصرة واسرائيل ما زالت قوة محتلة ، وغاشمة لا تعترف بالقانون الدولي وتضرب بعرض الحائط كل شيء اسمه حقوق انسان او مواثيق دولية وهذا كان هو المقصود، بكل امانة اقول الحمد لله انه ولحسن الحظ كان هناك حكومة بنيامين نتنياهو وباراك اللذين خدمانا خدمة جليلة لانهما كشفا الوجه الحقيقي لاسرائيل بهذا الشكل الفج، هم قتلوا فيها ليس فقط فلسطين، بل متضامنين مسالمين فالرسالة وصلت الى جميع انحاء العالم واعتقد ان هذه النقطة ستكون نقطة بداية جديدة لتحرك فلسطيني، دولي، انساني، جديد لفك هذا الحصار عن غزة ان شاء الله".
وعن الرسالة التي ارادت اسرائيل ارسالها من المياه الدولية للعالم اجاب الاستاذ شوقي العيسة، مدير مؤسسة انسان للدفاع عن حقوق الانسان قائلاً "اسرائيل منذ تأسيسها وحتى هذه اللحظة تعتبر نفسها دولة فوق القانون، ولا علاقة لها بأي قانون دولي ولا عدالة دولية، المجرم الحقيقي باعتقادي هو من سمح لاسرائيل بالتصرف، واقصد بذلك الولايات المتحدة الامريكية واوروبا الغربية والمجتمع الدولي الرسمي، الذي يساعد ويحمي اسرائيل التي تستخدم ( كأزعر ) في المنطقة، الرسالة التي ارادت اسرائيل ان ترسلها، هي انهم يعملوا وفق الايديولوجيا العنصرية الفاشية ويعملوا بتخطيط واستراتيجية وبرامج معدة مسبقاً، ويتم تطويرها كل الوقت، اسرائيل اوصلت هذه الرسالة، بان هذه الدولة هي دولة مجرمة وعنصرية وفاشية وتضرب عرض الحائط بالسلم العالمي، وكان هناك رسالة واضحة وجلية، لتركيا تحديداً كون تركيا في الفترة الاخيرة تحاول ان يكون لها قوة مركزية في الشرق الاوسط لأن تركيا في اعتقادي لاسباب مختلفة ، لن تقوم برد بمستوى الجريمة ، وبالتالي هي وجهت اهانة كبيرة لتركيا ، وما شاهدناه في مجلس الامن ومن بريطانيا وفرنسا والمانيا ، وغيرها وتستطيع ان تفعل ما تشاء ، لكن نحن مؤمنون بأن هذا وضع لن يستمر وان مصير هتلر وغيره سيكون نفس مصير الصهيونية العالمية والصهيونية الاسرائيلية وقادة اسرائيل ، وانا على ثقة بأن يوماً ما سينتهي المطاف بنتنياهو وباراك وغيرهم في سجون العدالة الدولية".
وعن ما تمثله قافلة الحرية للاسرة الغزية اجاب السراج ،" بأن المقصود من هذا الاعتداء ليس فقط الفلسطينين ، المقصود اي شيء من بعيد او قريب يهدد هذه ( المنوبولي ) الاستئثار الاسرائيلي بالمنطقة والتي تعتبر وليش فقط فلسطين لها ، وانما كل ، المهم الناس في غزة هناك حزن شديد على الناس الذي قتلتهم اسرائيل وحزنهم على هؤلاء الناس هو مثل حزنهم على اطفالنا ، اباءنا ، امهاتنا الذين قتلتهم اسرائيل على مدى الاجيال ، هؤلاء جزء من عائلتنا ونحن ننتمي الى هذه العائلة الانسانية ، جاءت الى غزة حاملة معها بشائر الامل ، اولاً هنالك ناس في العالم يهتموا بنا ، يصادقونا ويدافعوا عن حقوقنا ويفكروا فينا ، وهذا بحد ذاته مهم جداً خاصة عندما يكون الانسان محاصر في سجن مثل سجن غزة ، ان يعرف ان الناس تفكر فيه ، ثانيا ياتوا ولو بشيء رمزي ببعض الاشياء الرمزية التي فعلا ممكن ان تساعد بعض الناس من ناحية طبية او او من ناحية مساكن لكن الاهم من ذلك انهم جاؤوا بالامل بأن هذا الحصار سينتهي ويستطيع الفلسطيني الانسان ان يعيش حياته الحرة الكريمة ، وهذا كان الشعور الطاغي عند الناس ولذلك رد الفعل لقتل هؤلاء المناضلين كان شديد جدأ.
وقد تخللت الحلقة تسجيلاً صوتياً من غزة عبر خلاله الناس عن وجهات نظرهم حول الاعتداء على القافلة ، وقد تحدث احد المواطنين بالقول : " قطاعات واسعة اليوم من شعبنا الفلسطيني بدأت بالتظاهرتضامنا مع الذين قضوا واعتقلوا بسبب الاعتداء الاسرائيلي الآثم على سفن اسطول التضامن الدولي ، اليوم فئة مهمة وهم المعاقين حركيا الذين كانوا من المفترض ان يتسلموا الكراسي الكهربائية المتحركة التي يمنع الاحتلال دخولها الى قطاع غزة وقام المتضامنون باحضارها على عبر السفن ، الاحتلال الاسرائيلي حرم هؤلاء الفئة من استلامهم للكراسي وايضا هؤلاء المعاقين جاؤوا للتضامن مع كل من اعتدي عليه الاحتلال في هذا الاسطول وايضا للتأكيد على حق شعبنا الفلسطيني في رفع الحصار والحرية.
وفيما يتعلق بتحدي اسرائيل للقانون الدولي والانساني وما تقوم به من اختطاف وقتل وسجن واستهتار ب 44 دولة بالعالم ، اشار الاستاذ العيسة الى ان دور القانون باي مكان في العالم او في داخل الدولة هو تنظيم العلاقة بين الناس ولكي يستطيع القانون تنظيم العدالة والعلاقة بين الناس هو بحاجة بان يطبق وان يكون هناك جهة تطبقة في كل دولة ، لكن العيسه عبر عن اسفه عما يجري في العالم الان نتيجة للسياسة الامريكية بالاساس ونتيجة لعجز مجلس الامن وتحوله لمجرد اداه في يد الولايات المتحدة الامريكية التي تطبقه بشكل انتقائي.
وقد اعتبر العيسة التوجه الى مجلس الامن عبارة عن مهزلة فالحكومة الامريكية هي من تحمي اسرائيل من اي مساءلة ومن اي عقوبة ، واسرائيل الدولة الوحيدة التي رغم تكرارها لكن جرائمها لم تتعرض في اي وقت من الاوقات لعقوبات دولية او مقاطعة او حصار اقتصادي مثلا جنوب افريقيا عندما حاصرها العالم وقاطعها سقطت العنصرية في جنوب افريقيا ، اسرائيل عنصريتها تفوق عنصرية جنوب افريقيا ، ولكن نتيجة لهذه الحماية والمساعدة من الدول العظمى هي تستمر في جرائمها ولا يطبق عليها القانون الدولي ولديها نوع من الحصانة من هذه الدولة لتقوم بكل الجرائ التي تريدها.
من جهة ثانية تطرق العيسة الى نسف الولايات المتحدة واسرائيل للنسخة التركية او المسودة الاولى التركية التي قدمت لمجلس الامن اول امس ، حيث اشار ان المهزلة تكمن في حديث كل الاعضاء ضد اسرائيل وضد جريمتها بنفس الطريقة باستثناء الولايات المتحدة واسرائيل ،فأمريكا جاءت ورفضت الورقة ورفضت المطالب وكل ما كتب واضطرت تركيا والعرب والكل ان يرضخوا لما كتبته الولايت المتحدة وصدر هذا القرار الهزيل الذي لا يعني شيئا ، والذي اسرائيل بكل الاحوال لن تطبقه.
وفي عودة لمسالة قرار مجلس الامن وما اذا كان هذا القرار سينضم الى زحمة القرارات السابقة قال العيسة : " هذه الجريمة بالذات تختلف عن سابقاتها ،فهي جريمة ضد عشرات الدول التي مواطنيها كانوا على متن السفن، المنطقة الجغرافية هي خارج فلسطين خارج اسرائيل هي منطقة تسمى اعالي البحار بالقانون او المياه الدولية والقانون الدولي بكل تفرعاته يمنع اي مساس بكل سفينة او مركبة او باخرة موجودة في المياه الدولية ، الان اسرائيل قامت بجريمة في المياه الدولية على سفن ليس لها علاقة باسرائيل ضد مواطنين من كل قارات العالم ومن عشرات الدول ، ومع ذلك مجلس الامن الذي يفترض ان يكون الجهة الدولية التي تحمي وتحفظ الامن في العالم يرفض تشكيل لجنة تحقيق دولية ويترك الامر للمجرم الذي قام بالجريمة لكي يحقق فيها هذا يدلل على سخافة القرار وسخافة مجلس الامن نفسه ومدى تفرد الولايات المتحدة في القرار في مجلس الامن ".
ومن جانبه وضح السراج على ان تحقيق الانتصار يحتاج لقيادات وحدوية منظمة ولقيادة فلسطينية تستطيع ان تبرمج القضية لعشرين سنة قادمة.
يذكر ان برنامج اسمعونا، هو من انتاج شبكة معا الاذاعية وبالتعاون مع جمعية تنمية المرأة الريفية وبدعم من وكالة التنمية الدولية- الحكومة البريطانية، ويبث عبر الاذاعات التالية: راديو موال بيت لحم ، راديو مرح الخليل ، راديو القمر اريحا ، راديو امواج رام الله، راديو البلد جنين ، رايدو نغم قلقيلية ، راديو نابلس نابلس، راديو كل الناس طولكرم ، راديو طوباس اف ام ، راديو الشمال سلفيت.