الجزائريون يضمنون مشاركة فلسطين في المونديال
نشر بتاريخ: 05/06/2010 ( آخر تحديث: 05/06/2010 الساعة: 16:21 )
الخليل - معا - كتب فايز نصار - بدأت الانطلاقة الحقيقية لكرة القدم الجزائرية ، في خضم حرب التحرير الشعبية ، التي قدم الجزائريون على مذبحها أكثر مليون ونصف من الشهداء ... حيث كان خيرة نجوم الجزائر يشاركون في تجمع للمنتخب الفرنسي ، استعدادا لمونديال السويد 1958 .
منتخب جيش التحرير
وفجأة لبى هؤلاء نداء جبهة التحرير الوطني ، وتجمعوا سرا في تونس تحت قيادة المدرب مختار العريبي ، وانطلقوا إلى ملاعب العالم رافعين لواء الحق الجزائري ، ومحققين انتصارات على أفضل المنتخبات ، من الصين شرقا ، إلى المغرب غربا ، مرورا بفلسطين ، التي حدثني الزميل سليم حمدان ذكريات لقاء منتخب جبهة التحرير الجزائري في القدس ونابلس ، وتحقيقه لانتصارات عريضة على المنتخب الأردني .
يومها تعرف الفلسطينيون على مهارات نجوم الجزائر ، واعترف لي نجم المنتخب الأردني من أصل فلسطيني أبو العوض استفادة نجوم الأردن وفلسطين من مهارات نجوم الجزائر ، وخاصة لاعب سانت تيان رشيد مخلوفي ، الذي يعتبره البعض من أفضل نجوم الكرة عبر التاريخ ,
الفوز على ألمانيا !
وبعد الاستقلال تواصل بناء المنتخب الجزائري ، حتى استلم رشيد مخلوفي المنتخب العسكري الجزائري ، وجمع نجوم الجزائر الذين صقلوا جيدا ، وتربوا تربية عسكرية ، وتألقوا في العاب البحر المتوسط والألعاب الأفريقية نهاية السبعينات ، ليحمل الراية المدرب اليوغسلافي رايكوف ، ومن بعده المدرب الروسي روغوف ، حيث ساهم هؤلاء في تأسيس منتخب لا يزول بزوال النجوم .
وكانت الانطلاقة الحقيقة لمنتخب الجزائر في تصفيات مونديال اسبانيا ، حيث تألق منتخب الجزائر وحقق انتصارات كاسحة ، تحت قيادة المدرب خالف محيي الدين ، الذي كان يعمل محللا في قناة أيه ار تي ، وبلغ الخضر ذروة التألق في نهائيات المونديال بفوز جدير ومستحق على صاحب الوصافة المنتخب الألماني ، بهدفين لماجر وبلومي ، خيرة نجوم الجزائر الى جانب صالح عصاد ، جالب الحظ في مباراة تشيلي التي فاز بها الجزائريون بثلاثة أهداف لهدفين ، قبل إقصائهم مرفوعي الرأس من البطولة بفعل التواطؤ غير المسبوق بين الجارتين النمسا وألمانيا !
وعاد الجزائريون إلى مونديال المكسيك بعد أربع سنوات ، تحت قيادة المدرب رابح سعدان ، فصمدوا أمام البرازيل وانهزموا بصعوبة بهدف لصفر ، وتعادلوا مع ايرلندا قبل الانهيار الدرامي أمام الماتدور الاسباني .
العشرية السوداء
بعدها غابت شمس الجزائر عن المونديال ، وخاصة اثر إقصاء الخضر بصعوبة في الجولة الأخيرة لمونديال ايطاليا أمام مصر ، لتدخل الكرة الجزائرية في نفق مظلم على هامش الحرب غير المفهومة التي عاشتها البلاد خلال العشرية السوداء .
وتدريجيا حاول الجزائريون التعالي على جراحهم ، ولملموا نجومهم المحترفين في كلا مكان ، ونجحوا في التأهل الشاق لمونديال جنوب افريقيا بعد مواجهة صعبة مع المنتخب المصري ، وفي ظل لغط غير رياضي ، أبطاله أناس لا ينتمون إلى العائلة الرياضية النبيلة ، أيا كانت جنسياتهم ،وأيا كانت أشغالهم .
بين مصر والجزائر
خلال تلك التصفيات انقسم الشارع الرياضي الفلسطيني ، بين مؤيد للجارة والشقيقة الكبرى مصر ، التي تحمل كما يرى الكثيرون الهم الفلسطيني ، وبين مؤيد للجزائر ، التي ترفع الشعار الخالد " نحن مع فلسطين ظالمة ومظلومة " والتي ترفع جماهيريها الراية الفلسطينية المخضبة بدماء الشهداء في مختلف المباريات .
نعم كان الفلسطينيون منقسمين خلال التصفيات ، وبعضهم تأثر بمواقف متشنجة صاحبة الاعتداء على حافلة الخضر في القاهرة ، وما قيل عن أحداث غير رياضية في ام درمان ، ولكن بعد تأهل الجزائر ، نسي الفلسطينيون كل شيء ، وأصبحوا ملتفين حول ممثلي العرب الوحيدين في مونديال الأبناء ، رافعين الأيدي إلى السماء بالدعاء لمحاربي الصحراء ، كي يحفظهم الله ، ويسدد خطاهم أمام الانجليز والامركيان والسلوفان .
مشاعر مشتركة !
بالعاطفة يشجع الفلسطينيون منتخب الجزائر ، وتتأجج العاطفة المشاعر عندما يشاهدون العلم الفلسطيني مرفوعا الى جاني العلم الجزائري ، ويزداد التصفيق لسليلي حرب التحرير الشعبية ، على إيقاع الأهازيج الوطنية التي يرددها الجمهور الجزائري ،" فلسطين الشهدا .. وجيش شعب معاك يا فلسطين " وغيرها من الشعارات التي تؤكد أن الجزائريين الذين جربوا " الحقرة" من الدخيل الفرنسي أكثر قدرة على فهم معاناة حماة القدس تحت حرب الاحتلال الإسرائيلي !
لم تتاهل فلسطين للمونديال منذ إقصائها سنة 1934 أمام منتخب مصر ، وسنة 1938 أمام اليونان ، ولكن الفلسطيني الحر يشعر أنه حاضر في المونديال ، ليس فقط من خلال المنتخب العالمي الذي يشجعه " البرازيل ،او الأرجنتين .. او اسبانيا " ولكن من خلال المنتخب الجزائري الأخضر الذي يحمل الهم الفلسطيني إلى ملاعب المونديال ، تماما كما فعل الطليان يف مونديال 1982 عندما أهدوا كأس العالم لمكتب المنظمة في روما لمدة أسبوع ، تضامنا مع شعب فلسطين ، وثواره المحاصرين في بيروت بقيادة الختيار ابو عمار .
يريدون تشريف فلسطين
نعم ستكون فلسطين حاضرة في المونديال ، أيا كانت نتائج المنتخب الجزائري ، لأن مدرب الجزائر الشيخ رابح سعدان ، أعلنها صراحه كما صرح المعلق حفيظ دراجي ، بان لاعبي الجزائر يريدون التألق في المونديال لتخفيف المعاناة عن شعب فلسطين ، وخاصة عن المحاصرين في غزة .
نعم ستكون فلسطين حاضرة في المونديال ، لأن العشرة ألاف متفرج جزائري ، الذي سيقلعون باتجاه الجنوب الإفريقي سيحملون معهم الاف الاعلام الفلسطينيون ، وسيحملون معهم علما فلسطينيا لعله الأكبر ، وشارك في نسجه ألاف الجزائريين والجزائريات ، ممن يؤكدون يوما بعد يوم بان فلسطين لن تكون وحدها ، وبان انتصار استقلال الجزائر سيبقى منقوصا حتى تستقل فلسطين كما قال الرئيس الراحل هواري بومدين قبل رحيله .
راهنوا على محاربي الصحراء
اعرف أن بعض الفلسطينيين لا يراهنون على منتخب الجزائر ، بعد الأداء الودي الباهت أمام صربيا وايرلندا ، وبالنظر للمواجهات الصعبة مع الانجلي والأمريكان والسلوفينيين ، ولكن من يعرفون الجزائر جيدا ، يعلمون بان المستحيل كلام غير وارد في قواميس أم الشهداء ، ويدركون بان منتخب الجزائر قادر على خلط الأوراق ، والذهاب بعيدا في ها المونديال ، لأن من يعمل لتشريف بلاده ، وإظهار الحق الفلسطيني سيكون مشحونا بمعنويات يصعب أن تكون تقهر...وقد قال لي المدرب الجزائري المعروف عبد الحميد كرمالي يوما: ان مشاهدة العلم الجزائري يرفرف في المدرجات كفيل بشحن لاعبي الجزائر ، فكيف اذا كان العلم الفلسطيني خفاقا الى جانب العلم الجزائري ؟