المطران حنا: لا أزمة هوية عند المسيحيين المشرقين
نشر بتاريخ: 06/06/2010 ( آخر تحديث: 06/06/2010 الساعة: 18:21 )
القدس -معا- استقبل المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس بعد ظهر اليوم البروفسور الدكتورة تيلده روزمر مسؤولة قسم الأبحاث ودراسة الحضارات واللغات الشرقية ومسؤولة دراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في جامعة العاصمة النرويجية أوسلو. والتي تزور الأراضي المقدسة للتعرف على الكنائس المسيحية ودراسة العلاقات بين الأديان والطوائف في هذه البلاد.
رافق الدكتورة روزمير مساعدها الأكاديمي في البلاد عازر دكور.
المطران رحب بالباحثة الزائرة، متمنيا لها التوفيق والنجاح في تحقيق ما تصبو اليه من أعداد دراسة أكاديمية علمية حول الأماكن المقدسة وحوار الأديان والعلاقات بين الطوائف المختلفة في البلاد.
وقال المطران أن المسيحية المشرقية هي أصيلة في هذه الديار، فالأنطلاقة الأولى كانت من هنا وهنا أبتدأ كل شيء وهنا تم كل شيء. ففلسطين عامة والقدس خاصة هي مكان ترنو اليه نفوس كافة مسيحيي العالم الذين يتذكرون الأحداث الخلاصية التي تمت في هذه البقعة المقدسة من ديارنا ووطننا".
واضاف :"أن المسيحيين الفلسطينين في بلادنا هم جزء أساسي من مكونات الشعب الفلسطيني ، فلا يجوز الحديث عن الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة دون أبراز الحضور المسيحي والبعد المسيحي لهذه القضية التي هي قضيتنا جميعا وهي قضية الشعب الفلسطيني الواحد الذي لا يقبل القسمة على أثنين بمسلميه ومسيحيه".
وتابع:" بأن هناك من أدعوا مؤخرا بأن هنالك أزمة هوية لدى مسيحيي فلسطين وهذا كلام نرفضه وهو غير دقيق وغير صحيح فأذا كانت هنالك أزمة فالأزمة هي عند من يدعي هذا القول. أما مسيحيوا فلسطين فهم مسيحيون 100% وفلسطينيون 100%. ونحن نرفض المحاولات التي تقوم بها جهات مشبوهة لأقتلاع المسيحيين من جذورهم وسلخهم عن قضايا شعبهم".
وأضاف أن فلسطين هي مهد الديانات والحضارات والقدس مدينة تتميز بأنها حاضنة لهذا التراث الروحي الأنساني والحضاري ولكن مدينة القدس تعاني من سياسات هادفة لأضعاف الحضور الفلسطيني فيها وطمس وجهها العربي ولذلك فأن المسيحيين الفلسطينين والمسلمين الفلسطينين يوحدهم الهاجس الوطني الواحد ويوحدهم النشاط الهادف الى الحفاظ على هذه المدينة المقدسة والتصدي للسياسات الهدافة لطمس عروبتها وأنسانيتها ووجهها الروحي.
واكد :"علاقتنا مع المسلمين ليست علاقة حوار فحسب، فالحوار يمكن أن يكون بين الغرباء أما نحن فلسنا غرباء عن بعضنا البعض، فليس المسلم غريبا بالنسبة للمسيحي وليس المسيحي غريبا بالنسبة للمسلم. وسياسات التغريب ستفشل حتما لأن جذورنا واحدة وأنتمائنا واحد وقضيتنا واحدة. فقوميتنا هي القومية العربية وشعبنا هو الشعب الفلسطيني وقضيتنا هي قضية فلسطين شعبا وأرضا. شعبا يريد العودة والعيش بكرامة وحرية في أرض الأباء والأجداد ، وأرضا عربية يراد لها أن يطمس وجهها العربي لكن عروبتها أقوى من كل سياسات الطمس والأستهداف والأقتلاع".
اللقاء الأسلامي المسيحي الأول تم في القدس وتحديدا على بعد أمتار من هذا المكان الذي نجتمع فيه، حيث كان البطريرك الأرثوذكسي صفرونيوس في أستقبال خليفة المسلمين عمر بن الخطاب وجالا معا في أزقة القدس العتيقة ودخلا معا الى كنيسة القيامة ولذلك فأن العلاقة الأسلامية المسيحية هي علاقة لها تاريخ وهو تاريخ متواصل حتى اليوم. فالمسلمون والمسيحيون دافعوا عن فلسطين وأستشهدوا في سبيلها وقدموا التضحيات من أجل تحريرها وأستعادتها وأختلطت دمائهم على مذبح الحرية.
وقال بأن دور المسيحيين في الحياة الثقافية والأبداعية والوطنية هو دور مميز ونحن وأخوتنا المسلمون نشكل الأسرة الوطنية الواحدة.
كما تحدث أثناء اللقاء عن وثيقة كايروس التي أصدرها المسيحيون الفلسطينيون حول القضية الفلسطينية.
وأجاب على أسئلة الباحثة التي ستلتقي مع عدد من المرجعيات الدينية والروحية في القدس ، حيث أن الدراسة التي تعدها ستنشر بلغات عدة وستوزع على كافة جامعات العالم.