الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

وفد مقدسي يهنيء شخصيات الداخل الفلسطيني الناجين من أسطول الحرية

نشر بتاريخ: 06/06/2010 ( آخر تحديث: 06/06/2010 الساعة: 18:01 )
القدس -معا- قام وفد مقدسي يمثل مختلف القوى والفصائل الوطنية والدينية أمس بزيارة تضامنية إلى منازل أربع شخصيات سياسية ودينية من الداخل الفلسطيني كانت ضمن أسطول الحرية الذي تعرض لعدوان إسرائيلي منتصف الأسبوع الماضي في المياه الدولية ، ما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا ما بين شهيد وجريح.

وضم الوفد المقدسي كل من: د. محمد جاد الله، زياد الحموري، مأمون العباسي، هاني العيساوي ، فريد الطويل، خالد الأشهب، د. عبد الرحمن عباد، المهندس إيهاب الجلاد، والحاج علي أبو دياب، وآخرين.

واستهل الوفد جولته بزيارة إلى منزل الناشطة لبنى مصاروة منسقة حركة غزة حرة في كفر قرع حيث تخضع لإقامة منزلية، حيث استمع الوفد من الناشطة لبنى إلى شرح تفصيلي عن تطورات العدوان الإسرائيلي، واستهداف الجنود الإسرائيليين للناشطين بصورة متعمدة والمبادرة بإطلاق النار عليهم ما أوقع عددا كبيرا من الإصابات في وقت لم يتهدد الخطر أي جندي إسرائيلي. وأكدت مصاروة أن حملة غزة حرة ستواصل مسيرها إلى أن يتحقق رفع الحصار كلية عن قطاع غزة.

بعد ذلك جرت عدة مداخلات وإلقاء كلمات من أعضاء الوفد أكدت جميعها على إدانتها للعدوان الإسرائيلي وتحميل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن سقوط الضحايا الأبرياء من الناشطين الأجانب . وأشادت الكلمات بشجاعة الناشطة مصاروة وزملاءها في حملة رفع الحصار عن القطاع، ودعت إلى إرسال مزيد من السفن حتى رفع الحصار كليا.

وتوجه الوفد بعد ذلك إلى منزل الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني والذي يخضع هو الآخر للإقامة الجبرية المنزلية وهنا÷ بسلامة النجاة من الاغتيال المدبر الذي كان يستهدف شخصه ورمزيته. وعرض الشيخ صلاح أمام أعضاء الوفد صورة كاملة لما جرى على أسطول الحرية من لحظة انطلاقه مرورا بتعرضه للعدوان واستهداف من فيه بالقتل المتعمد، وانتهاء باعتقال من على السفينة وتعريضهم للإهانة وسوء المعاملة، مجددا اتهاماته للإسرائيليين بمحاولة اغتياله، وهي محاولة فشلت إلا أن شبيها له من بين قافلة الحرية قضى شهيدا بعد أن تعرض لإطلاق نار متعمد وعن مسافة قريبة جدا.

وأكد رئيس الحركة الإسلامية أن الهمجية التي ترافقت مع الاعتداء على الأسطول ومن عليه لن تمنع الجهود المبذولة لرفع الحصار الكامل وإلى الأبد عن قطاع غزة ، داعيا الشقيقة مصر إلى اتخاذ قرار نهائي لا رجعة عنه بإبقاء معبر رفح مفتوحا، وتسهيل حركة دخول الأفراد والبضائع عبره إلى القطاع.
وكان د.محمد جاد الله ألقى كلمة مؤثرة باسم الوفد هنأ فيها شيخ الأقصى الشيخ رائد سلامته ونجاته من محاولة الاغتيال الغادرة التي تعرض لها ، مترحما على الشهداء الذين سقطوا بالرصاص الإسرائيلي.

وأشاد جاد الله بشجاعة الشيخ رائد ومن معه وتصميمهم على رفع الحصار عن قطاع غزة، كما أشاد بتضحيات المواطنين الأتراك الذين قضى منهم شهداء وجرحى عديدون، وثمن عاليا مواقف الحكومة التركية ورئيسها ووزير خارجيته، والدعم اللا محدود الذي عبر عنه الشعب التركي للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية المشروعة.

وقال: "جميع من كانوا على متن السفينة هم أصدقاء شعبنا، ونكن لهم كل التقدير ، والشهداء الذين قضوا هم شهداء شعبنا أيضا" منتقدا الموقف الأمريكي من العدوان على أسطول الحرية والذي وصل حد التواطؤ مع هذا العدوان كما اتضح ذلك في جلسة مجلس الأمن الأخيرة".

بعد ذلك زار أعضاء الوفد النائب حنين الزعبي عن حزب التجمع الوطني والتي كانت على أسطول الحرية هي الأخرى وتعرضت لاحقا لحملة رسمية وبرلمانية من اليمين المتطرف حاولت المس بها جسديا، حيث عبر الوفد عن أدانته لهذه الحملة ووقوفه إلى جانب النائب الزعبي، مشيدا بجرأتها وشجاعتها في مواجهة هذا "الانفلات".

وألقى مأمون العباسي كلمة باسم الوفد المقدسي استنكر فيها بشدة استهداف النائبة حنين بحملة التحريض والتشهير والمطالبة برفع الحصانة البرلمانية عنها تمهيدا لمحاكمتها، وقال:" إن هذه الحملة استكمال للعدوان الذي طال نشطاء السلام على أسطول الحرية واستهدف حياتهم"، داعيا إلى أوسع عملية اصطفاف وطني سواء في الداخل أو على مستوى الساحة الفلسطينية عموما لمواجهة هذا الانفلات العنصري غير المسبوق.

كما ثمن العباسي في كلمته مواقف الحكومة التركية وما عبر عنه رئيس وزرائها طيب أردوجان، مشيرا إلى أن ما جرى لأسطول الحرية يشكل نقطة تحول هامة وعلامة فارقة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

من ناحيتها جددت النائب الزعبي تأكيدها بأن الهجوم على أسطول الحرية بدأ بإطلاق الرصاص من قبل الجنود على الناشطين فوق السفينة ، في وقت لم يتهدد الخطر حياة الجنود الإسرائيليين. ووصفت الحملة ضدها في الكنيست ومطالبة وزير الداخلية برفع الحصانة البرلمانية عنها بأنها تعكس أجواء العنصرية التي تسود قطاعات واسعة من الجمهور الإسرائيلي وحتى من الهيئة السياسية الإسرائيلية.

بعد ذلك توجه أعضاء الوفد إلى قرية كفر مندا والتقوا هناك محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة العربية في منزله ، وهنأوه بالسلامة باسم أهالي مدينة القدس والفصائل والقوى الوطنية والدينية.

وألقى د. عبد الرحمن عباد الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة في فلسطين كلمة نقل فيها تحيات المقدسيين وتهنئتهم له بالنجاة والسلامة ، وقال:" جئنا إليك وإلى إخوتك حاملين رسالة دعم وتأييد ومساندة". وأكد عبد أن إسرائيل تقف الآن في دائرة رد الفعل ، ولهذا كان تصرفها غير مدروس، ولهذا فهي تلقى الإدانات من العالم كله، وهي قد نزلت من قمة الشجرة وعلى استعداد اليوم للتنازل الحقيقي.

وشدد الأمين العام لهيئة العلماء والدعاة على أن العدوان على أسطول الحرية كشف الوجه القبيح لهذه الدولة حيث استطاعت في السابق أن تمثل دور الضحية وتقنع العالم بأن الفلسطينيين والعرب هم المعتدون لتظهر أنها هي المعتدى عليها. وأضاف:" لقد خسرت إسرائيل أهم أصدقائها في الشرق وهي تركيا الشريك الإستراتيجي الذخر لها عبر ستة عقود" وختم عباد كلمته بالدعوة إلى ضرورة استمرار إرسال الأساطيل حتى تسقط آخر أوراق التوت عن عورة الاحتلال.

من ناحيته شكر زيدان الوفد المقدسي على زيارته التضامنية له ولباقي أعضاء الوفد من فلسطينيي الداخل الذي كانوا ضمن أسطول الحرية، وقال إن القدس كانت حاضرة على الدوام في جميع مراحل ترتيبات أسطول الحرية، معتبرا القدس قضية القضايا، مشيدا بمواقف الدعم التركية للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.