الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشعر والفلسفة لقاء ثقافي بغزة من أجل المعرفة

نشر بتاريخ: 07/06/2010 ( آخر تحديث: 07/06/2010 الساعة: 19:31 )
غزة – معا استضافت يوتوبيا "التجمع الشبابي من أجل المعرفة" الكاتب جبر شعث والشاعر ناصر رباح في لقاء حول الفلسفة والشعر، أدار اللقاء الشاعر محمود ماضي، وذلك في جاليري الاتحاد بمدينة غزة.بحضور عدد من المثقفين والمهتمين.

بدأ اللقاء الكاتب شعث متحدثاً عن الفلسفة وبداياتها عند اليونان ثم عرج للتراث الجاهلي حيث رأى أنه لم توجد فلسفة في تلك الفترة بل شذرات منها، وحتى هذه الشذرات الفلسفية لم تعد توجد في الشعر العربي بعد الرسالة المحمدية ونزول القرآن، حيث اختلف شعر المخضرمين بعد الإسلام.
ثم انتقل للشاعر أبي تمام الذي رأى فيه متأملاً عميقاً وحداثياً سباقاً، لكن لم يكن يشكل حالة شعرية فلسفية كالتي نجدها مثلاً عند أبي الطيب المتنبي. أما الممثل الأوحد –حسب شعث- للعلاقة بين الشعر العربي والفلسفي في تراثنا فهو المعري الفيلسوف الذي حُشر في زمرة الشعراء، حيث آمن المعري بإمامية العقل.

وتناول خاصة فلسفة الشعر العربي الحديث عند خليل حاوي حيث له فلسفة شعرية توفق بين الدين والحياة، وكان حاوي -برأي شعث- فيلسوفاً حتى في طريقة موته حيث انتحر احتجاجاً على احتلال الجيش الإسرائيلي لبيروت.

كما تحدث شعث عن مصطلح ابتكره وهو "شعرية التأمل" أي التأمل الذي يعطي النص شعرية عالية ويعوض النقص في الصورة الشعرية والخيال، وضرب مثلاً عند وليد خازندار وكذلك عند باسم النبريص في مجموعتيه "نظم العقل الخالص" و"مقال في معنى الريح"، حيث تأثرت المجموعتين بالهيگيلية. كما رأى شعث في مجموعة "ما زلت تشبه نفسك" لخالد جمعة شعرية تأملية تعوض نقص الصورة لديه، حيث يحاول جمعة في مجموعته النزول بالعقل والفلسفة من عليائها للأرض. ويختم شعث بشعرية التأمل في "أف" لموسى أبو كرش التي برأيه انطلقت من مرجعية عربية أصيلة تأثرت بما حولها من وضع سيء جداً.

تلا ذلك قراءة لقصائد قصيرة للشاعر ناصر رباح، تبعه نقاش بدأه الكاتب علي أبو خطاب بالسؤال عن مدى تأثير الفلسفة الإسلامية في الشعر العربي، وكذلك سأل إلى أي حد أثر التطور المعرفي الفلسفي الهائل في العصر الحديث على الشعراء العرب.

القاصة سماح الشيخ سألت عن مدى حضور الفلسفة في شعر المرأة.

السيد صخر فلفل دعا لبؤر ثقافية وتجمعات في كل القطاع وليس فقط غزة. الشاعر محمود ماضي سأل عن سبب قصر القصائد عند رباح وخازندار وشعث.
ختم شعث اللقاء بإجاباته على الجمهور مؤكداً أن هناك بعض الشعراء يمثلون الفلسفة الإسلامية، أما في العصر الحديث فكان تأثر الشعراء العرب بالفلسفة من جانبين، إما تجربة ذاتية كجدارية محمود درويش، أو من قراءات فلسفية. وأشار إلى عدة أسماء لم يتناولها خاصة أدونيس، حيث لا يتسع المقام لإيفائه حقه وعن حسين البرغوثي الذي –برأيه- حالة فلسفية لم تكتمل وماتت غضة.

أما عن حضور الفلسفة في شعر المرأة فيرى شعث أنها موجودة بالشكل الطفيف، ويرى أن المرأة في تراثنا العربي اتجهت إلى الحب كولادة بنت المستكفي في الحب الدنيوي ورابعة العدوية في الحب الصوفي، أو إلى الرثاء مثل الخنساء، أما في العصر الحديث فيرى أن أغلب شاعراتنا اتجهن لشعر الجسد، كما يسميه الحداثيون وما بعدهم. وعن القصائد القصيرة الفلسفية فيشير شعث إلى شعراء الهايكو وبأن التأمل يحتاج إلى التكثيف لا الإطالة.