ركاب "تشالنجر1" لـ "معا": الجنود الاسرائيليون هم من بدأ بإطلاق النار
نشر بتاريخ: 08/06/2010 ( آخر تحديث: 08/06/2010 الساعة: 16:37 )
تل أبيب- خاص معا- الصور التي بثها الجيش الإسرائيلي طوال اليوم بعد هجوم البحرية الإسرائيلية على سفينة "مرمرة" وقتل تسعة من ركابها تم اختيارها بعناية فائقة في محاولة لإثبات أن الجنود وقعوا ضحية فخ نصبه لهم المتضامنون على متن السفينة، وقد تم حجب جزء كبير من الحقيقة حول الظروف التي أوصلت إلى ذلك المشهد ومن الذي بادر لاستخدام العنف، حسب إفادة شهود عيان كانوا على متن السفن الأخرى.
إحدى المتضامنات البريطانيات وتدعى أليكس هاريسون كانت على متن سفينة "تشالنجر 1" التي كانت قريبة جدا من "مرمرة" أثناء تعرضها للهجوم. هاريسون تروي ما شاهدته في حديث خصت به وكالة "معا".
تقول هاريسون: "كنت على متن تشالنجر1 في الطابق العلوي، وكنا قريبين جدا من مرمرة لدرجة أننا اعتقدنا أن جنود البحرية الإسرائيلية كانوا ينوون مهاجمتنا أولا."
وكان الجيش الإسرائيلي قد بث مقاطع مصورة بعد أن خضعت لعملية مونتاج وهي تظهر جنودا إسرائيليين يتعرضون للضرب بالعصي على يد ركاب السفينة مرمرة أثناء هبوطهم من مروحية عسكرية وسط جمهور الركاب. وقد سارعت الصحافة الإسرائيلية إلى وصف ما جرى بأنها عملية هجوم همجي "لينتش" على الجنود، وذهب البعض إلى القول إن الجنود "استدرجوا إلى شرك نصب لهم".
بيد أن شهادات الركاب الذين كانوا على متن السفينة التركية أكدت وجود فجوة كبيرة بين المقاطع المصورة التي بثها الجيش الإسرائيلي وبين حقيقة ما حدث في اللحظات الحاسمة قبل وصول جنود البحرية إلى ظهر السفينة.
أما هاريسون المتضامنة البريطانية التي شاهدت ما حدث من خلال تواجدها على مقربة على متن "تشالنجر1" فتقول إن الجنود الإسرائيليين حاولوا بداية اقتحام السفينة التركية بواسطة زورقين سريعين، لكن الركاب حالوا دون ذلك بواسطة خراطيم المياه.
وتستذكر هاريسون أن مروحية عسكرية حلقت فوق أسطول الحرية عدة ساعات قبل أن تقدم على أي فعل. ثم اقتربت المروحية من السفينة "مرمرة" بعد أن نجح المتضامنون في طرد الزوارق الإسرائيلية، حسب رواية هاريسون لوكالة "معا". بعد اقترابها من السفينة، تبين أن السفينة تعرضت لهجوم بالقنابل الصوتية والرصاص، لكن توخيا للدقة تقول هاريسون إنها لم تكن متأكدة إن كان ما شاهدته أو سمعته ذخيرة حية أم رصاصا معدنيا مغلفا بالمطاط.
وتضيف هاريسون: "بدأ إطلاق النيران من المروحية... قبل إنزال الجنود إلى السفينة" مشيرة إلى أن الجنود كانوا يطلقون النار أثناء هبوطهم من المروحية بالحبال.
وكان من بين المتضامنين على متن "تشالنجر1" هويدا عراف الناشطة الأمريكية من أصول فلسطينية والتي ترأس حركة غزة الحرة.
تقول عراف: "كان يتواجد باستمرار أشخاص للمراقبة على ظهر السفينة ليلا. وحين تلقينا خبرا بان زوارق تقترب منا، ارتدينا سترات النجاة وخرجنا."
وكانت المقاطع المصورة التي بثتها سفينة "مرمرة" بعد الهجوم مباشرة تبين أن ركابها ايضا يرتدون سترات النجاة حين تعرضوا للهجوم من البحرية الإسرائيلية. تضيف عراف: "أثناء الهجوم كنا جنبا إلى جنب إلى اليسار من سفينة "مرمرة" على مقربة. ومن ذلك المكان المطل على السفينة استطعت أن اشاهد كيف بدا الهجوم على "مرمرة". سمعت دوي انفجارات وقنابل صوتية، وبعد ذلك ظهرت المروحية فوق الرؤوس."
وأكدت عراف أن إطلاق النار بدأ قبل أن إنزال الجنود على ظهر السفينة. "لقد هاجموا السفينة في المياه الدولية ثم أطلقوا النار على سفينة كانوا يدركون أنها غير مسلحة. وكانت ردة فعل الركاب مبررة لأنها جاءت دفاعا عن النفس أمام هجمة غير قانونية."
وقد أكدت كل من هاريسون وعراف أن الاستيلاء على "تشالنجر1" لم يكن بطريقة أقل عنفا مما حدث مع "مرمرة" رغم أنه لم يسقط ضحايا.
وتمضي عراف للقول إن الركاب حاولوا منع الكوماندوز من الاستيلاء على السفينة بالعصي وبأجسادهم. تقول: "أخرجنا أيدينا وقلنا لهم إن هذه سفينة أمريكية وإننا غير مسلحين." وأضافت أن الجنود أطلقوا القنابل الصوتية واستخدموا أسلحة الصعقة الكهربائية ضد الركاب قبل أن يصعدوا إلى "تشالنجر1".
وتضيف عراف: "أغلقنا الباب الرئيسي بين الكبينة وجسم السفينة لكنهم أبعدوا الناس بالضرب واستخدموا زوارقهم لكسر الباب الزجاجي."
وفي محاولة منها للدفاع عن قبطان السفينة، الذي كان في الطابق العلوي، تقول عراف إنها تسلقت سلما "لكن الجنود سحبوني للأسفل وضربوا رأسي إلى جسم السفينة حيث داس احد الجنود على رأسي بنعله."
وتضيف عراف أنه تم سحبها إلى مقدمة السفينة ووضع كيس على رأسها قبل مصادرة هاتفها الخلوي والكاميرا التي كانت معها.