"أقلام أسيرة" فلم وثائقي يتناول تاريخ الصحافة الفلسطينية
نشر بتاريخ: 08/06/2010 ( آخر تحديث: 08/06/2010 الساعة: 23:26 )
رام الله -معا- باشر المخرج الفلسطيني مهند صلاحات مؤخراً بتصوير فلم وثائقي يتناول تاريخ الصحافة الفلسطينية منذ نشأتها الأولى وحتى اليوم، حيث بدأ التصوير في عدد من المدن الفلسطينية ابتداء من مدينة القدس ورام الله ويافا ونابلس والناصرة، في عدد من المواقع التي تشتمل على أرشيف للصحف والمجلات الفلسطينية الأولى ومحطات الإذاعة، بالإضافة لعدد من الشخصيات الإعلامية الفلسطينية سواء منهم من عاصر الصحافة الفلسطينية الأولى في المراحل التاريخية الأولى أو في مراحلها الحديثة.
وأشار صلاحات الى أن هذه المرحلة الأولى في التصوير لهذا الفلم، الذي يسعى لتأريخ الصحافة الفلسطينية في مدينة القدس تحديداً وباقي المدن الفلسطينية، والتي تم إنجاز معظمها حتى الآن، في حين سينتقل بعد الانتهاء من التصوير في فلسطين لاستكمال الجزء الثاني والذي يشتمل على ما سيتبقى من الفلم في العاصمة الأردنية عمّان، ليلتقي هناك بعميد الصحافة الفلسطينية فوز الدين بسومي، موضحاً بذات السياق أن الفلم يبدأ منذ أول صحيفة حكومية عثمانية ظهرت في مدينة القدس عام 1876، والتي كانت تدعى في ذلك الوقت صحيفة القدس الشريف، على الرغم من كونها حكومية تركية وليست فلسطينية إلا أنها كانت من أوائل الصحف الورقية التي ظهرت في فلسطين.
وبحسب صلاحات فإن الفلم يقسم الصحافة الفلسطينية إلى خمس مراحل زمنية مرتبطة بالأحداث السياسية والتاريخية التي مرت على فلسطين، تبدأ المرحلة الأولى فيها منذ "القدس الشريف" عام 1876 وحتى الحرب العالمية الأولى، في حين تبدأ المرحلة الثانية من الحرب العالمية الأولى ووعد بلفور وسقوط الإمبراطورية العثمانية إلى نكبة عام 1948 وهي مرحلة اللإنتداب البريطاني على فلسطين. أما المرحلة الثانية فتبدأ من ما بعد النكبة وصولاً لنكسة عام 1967 واحتلال الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية، أما المرحلة الرابعة وهي مرحلة ما بعد 1967 وصولاً إلى توقيع اتفاق أوسلوا وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية، في حين تشتمل المرحلة الخامسة على مرحلة قيام السلطة الفلسطينية وحتى اليوم.
وعن الصعوبات التي واجهت تصوير هذا الفلم الذي يخرجه وينتجه، يقول صلاحات: أبرز مشكلات الفلم كانت الوصول لارشيف الصحافة الفلسطينية سواء صحف أو مجلات أو تسجيلات صوتية أو غيرها، فظروف الاحتلال والتهجير والتدمير التي لحقت بالأراضي الفلسطينية إبان الاحتلال الإسرائيلي أفقدتنا ثروة هائلة من ارشيفنا الفلسطيني، وهو ما جعل الموضوع صعباً حتى على الباحثين والدارسين والكتّاب في وضع دراسات حول الموضوع يمكن أن تساعد في توضيحه وتحليله أكثر.
كما أن الفلم بحسب صلاحات أخذ جانباً يعتمد على الشهادات الحية للمعاصرين للصحافة الفلسطينية، فقد إلتقى صلاحات أبو خالد البطراوي رئيس تحرير صحيفة الفجر التي كانت تصدر بالقدس، كما إلتقى عمير دعنا الذي يعتبر أقدم بائع صحف ومجلات في فلسطين والذي بدأ بمهنة بيع الصحف والمجلات في القدس منذ ثلاثينيات القرن الماضي وظل حتى اليوم يبيع الصحف في كشكه في باب العامود بالقدس، بالإضافة لعدد آخر من الباحثين والمختصين والأكاديميين، كذلك التقى رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة الكاتب والصحفي حافظ البرغوثي، ونقيب الصحافيين الفلسطينيين الدكتور عبد الناصر النجار وآخرون.