الإثنين: 23/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

198 أسيراً استشهدوا و700 ألف حالة اعتقال منذ عام 67

نشر بتاريخ: 09/06/2010 ( آخر تحديث: 09/06/2010 الساعة: 12:17 )
غزة- معا- قال الأسير السابق، مدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين في السلطة الوطنية الفلسطينية عبد الناصر فروانة ان قرابة 700 ألف حالة اعتقال قد سُجلت منذ الخامس من حزيران عام 1967 ولغاية اليوم بينهم عشرات الآلاف من الأطفال وأكثر من عشرة آلاف مواطنة، فيما استشهد198 أسيراً جراء التعذيب والإهمال الطبي والقتل العمد بعد الاعتقال، فيما مئات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم لأسباب لها علاقة بالسجن وتأثيراته.

وأوضح فروانة بأن تلك الاعتقالات لم تقتصر على فئة أو شريحة معينة أو طبقة محددة ، وإنما طالت واستهدفت كافة شرائح وطبقات المجتمع الفلسطيني، ذكور وإناث، أطفال وشبان، نساء وشيوخ، طلاب ومحامين، وأن مجمل تلك الاعتقالات كان يصاحبها تعذيب جسدي ونفسي، وأن الانتفاضة الأولى شهدت أعلى معدل من الاعتقالات.

وبين أن معدل الاعتقالات كان متذبذباً، حيث أن قرابة 420 ألف حالة اعتقال سُجلت منذ العام 1967 وحتى بدء الانتفاضة الشعبية السابقة أوائل ديسمبر عام 1987، أي بمعدل 21 ألف حالة اعتقال سنوياً، ثمّ ارتفع معدلها خلال سنوات الانتفاضة من 9 كانون الأول/ ديسمبر 1987 ولغاية منتصف 1994 إلى 30 ألف حالة اعتقال حيث سُجِّل خلالها قرابة 210 ألف حالة اعتقال.

وقال: أنّ تلك الاعتقالات قد تراجعت بشكل كبير بعد توقيع اتفاق أوسلو وقيام السلطة الفلسطينية منتصف أيار مايو 1994، حيث لم يُسجّل منذ ذلك التاريخ ولغاية اندلاع انتفاضة الأقصى في أيلول سبتمبر 2000، سوى عشرة آلاف حالة اعتقال بمعدل ألف وسبعمائة حالة اعتقال سنوياً فقط .

وأضاف فروانة بأن الاعتقالات عادت وارتفعت بشكل ملحوظ خلال انتفاضة الأقصى أيلول/ سبتمبر 2000 ولغاية اليوم لتصل إلى أكثر من 70 ألف حالة اعتقال، أي بمعدل سبعة آلاف سنوياً.

ورأى فروانة بأن عوامل كثيرة لعبت دوراً في التأثير على ارتفاع أو انخفاض معدلات الاعتقالات أهمها الوضع الأمني بشكل عام التواجد المباشر والمكثف لقوات الاحتلال الإسرائيلي في كافة المناطق الفلسطينية، والوضع السياسي لا سيما بعد اتفاق أوسلو، وما نتج عنه من انسحاب لقوات الاحتلال من بعض المناطق والمدن الفلسطينية ومن ثم إعادة الانتشار في قطاع غزة.

وفي السياق ذاته أشار فروانة الى أن 198 أسيرا استشهدوا بعد اعتقالهم منذ العام 1967 جراء الإهمال الطبي أو التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال ، وكان آخرهم الأسير المقدسي " رائد أبو حماد "، بينهم 73 أسيراً، أي ما نسبته 36.9 % استشهدوا في الفترة ما بين 1967 وحتى 8 ديسمبر 1987 ، وأن 42 أسيراً استشهدوا خلال الانتفاضة الأولى 8 ديسمبر1987 - منتصف 1994، ويشكلون ما نسبته 21.2%، وأن 8 أسرى استشهدوا خلال الفترة الممتدة ما بين قيام السلطة منتصف 1994، واندلاع انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000، ويشكلون ما نسبته 4%، والباقي 75 أسيراً استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى ولغاية اليوم ويشكلون ما نسبته، ويشكلون ما نسبته 37.9 % .

واوضح أن من بين هؤلاء 50 أسيراً استشهدوا بسبب الإهمال الطبي، و70 أسيراً جراء التعذيب، فيما قتل 71 أسيراً عمداً بعد اعتقالهم مباشرة، بالإضافة إلى 7 أسرى استشهدوا نتيجة استخدام القوة المفرطة والرصاص الحي ضدهم وهم داخل السجون والمعتقلات الإسرائيلية، بالإضافة إلى مئات من الأسرى استشهدوا بعد تحررهم بسبب أمراض ورثوها عن السجون.

وأكد فروانة بأنه وبعد ثلاثة وأربعين عاماً مضت، فان الاعتقالات مستمرة ولم تتوقف، وان أوضاع السجون تزداد سوءاً وقسوة وأحوال الأسرى في تدهور مستمر ، وأعداد المرضى في ارتفاع مضطرد دون رعاية طبية تذكر، وأن حياة العشرات منهم مهددة بالخطر، وأن الانتهاكات والجرائم بحقهم تتسع وتزداد.

ودعا فروانة كافة الجهات المعنية للتنسيق والتعاون فيما بينها بما يساهم في توثيق تاريخ الحركة الأسيرة وشهدائها، ومجمل حالات الاعتقال، وكل ما له علاقة بالحركة الأسيرة وصور معاناتها وتاريخها الطويل وتجاربها المتعددة.