الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

مهام المراقب الفني للحكام ودوره الريادي في تطوير ادائهم

نشر بتاريخ: 09/06/2010 ( آخر تحديث: 09/06/2010 الساعة: 11:04 )
بيت لحم - معا - الحكم الدولي مهيوب الصادق - يُعرف المراقب الفني للحكام بأنه خبير يصدر أو يتخذ القرار الملائم طبقاً لأداء وسلوك الحكم والحكام المساعدون والحكم الرابع في مباراة معينة، وذلك حسب معايير مصاغة تحددها دائرة تطوير التحكيم بالتعاون مع لجنة الحكام ولجنة تقييم الحكام في الإتحادات الأهلية،فهو بمثابة الناصح الامين للحكم، بل المرشد ودليل الحكم، ومن أجل الشفافية والنزاهة في المراقبة يتم صياغة استمارة لتقييم الأداء التحكيمي حتى يكون الأمر أقرب إلى الموضوعية والإبتعاد عن " ذاتيه " المراقب في تعبئة الإستمارة الخاصه بأداء الحكم في تلك المباراة.

من الأهمية بمكان القول أنه من النادر أن يتفق مراقبان على نفس الدرجة لحكم واحد، لذلك تحديد جوانب القياس والتقييم حتى تكون العلامات المعطاة قريبة من بعضها البعض في ظل وجود معايير موحدة بحيث تكون آداة القياس واضحة المعالم،و هنا اهم االاشتراطات الخاصة بالمراقب ومهامه .

• الخبرة المطلوبة: يجب أن يكون مراقب الحكام محاضراً مع درجة كبيرة من الخبرة كحكم، وليس مراقبا للمباراة والحكام معا ،فهذا خطأ فادح وقع فيه الفيفا منذ عدة سنوات و تحديدا في مراقبة مباريات تصفيات كأس العالم وسرعان ما تم وضعة في ثلاجة النسيان ،لانه ببساطه متناهية اسلوب عقيم في فن مراقبة الحكام ولا يؤتي اكله ،ناهيك انه يعتمد على اسلوب التقدير والذاتية وبعيد كل البعد عن الموضوعية المنشودة ،فالمراقب يجب ان يكون لديه فكرة واسعة عن استمارة تقييم الاداء التحكيمي بكل الجوانب الأساسية التي سوف يقدم من خلالها تقريراً واضحاً
ونزيهاً،آخذاً بعين الاعتبار النقاط الإيجابية، تمييز الإخطاء والمخالفات والتفكير بالمستقبل الواعد للحكم والخطوات الكفيلة في تصاعده الادائي حسب التسلسل الهرمي التصاعدي في اتقان المهارات الادائية النفسحركية.

• المراقبة والتقييم: تحليل المباراة وابداء الملاحظات الإيجابية والسلبية وتقييم الآداء وتعبئة تقرير المراقبة وإعطاء ملخص للحكم بالإضافة إلى النقد الذي يقابله النصح والإرشاد مع الإشارة إلى درجة صعوبة المباراة وتطبيق قانون اللعبة والفهم التكتيكي ( قراءة الحكم للمباراة ) والسيطرة على المباراة أو كيفية ادارة ، اللاعبين وكذلك اللياقة البدنية وتوظيفها لخدمة مجريات المباراة والتعاون والإتصال مع الحكام المساعدين.

• الوضوح والصراحة والشفافية في طريقة مخاطبة الحكم، وانتقاد واقعي في جو يغلفه الهدوء وضبط النفس مع مراعاة احترام الحكم والحالة النفسية له ويتبع ذلك إعطاء نتيجة التقييم ( جيد ، جيد جداً ... ).

• يجب تذكير المراقب بأنه تقع عليه مستقبل الحكم وتطوره وكذلك طريقة السيطرة على مباريات البطولات، لذلك يجب ان يكون عادلاً ومنصفاً صارماً ومتسلحاً بمهاراته وخبرته ومعرفته بقانون اللعبة. ومن الاهمية بمكان ان نعرج هنا على المحاذير التي يمكن ان تؤثر في تقييم اداء الحكام:
- رأي مسبق عن الحكم أو التمييز ( خطر التفسير الذاتي من المراقب )
- تأثير المشاعر الذاتية( التعاطف والكراهية يمكن أن تؤثر في إصدار الحُكم على الحكم )
- الإسقاط الشخصي ( الذاتي ) ( تطبيق معايير ذاتية على الآخرين- معايير خاصه من قبل المراقب حول اداء الحكم )
- تأثير تقييمات سابقة ( حُكم مسبق سلبي)
- تأثير الذاكرة ( تذكر بعض الحقائق والمشاكل )
- تقييم آداء وتقدير السلوك وليس الإنسان.
- الإسلوب ( يمكن أن تؤثر اشارة سلبية أو إيجابية في اصدار حُكم آخر) .
- الأخطاء النظامية ( هناك مراقبين يكون لديهم ثبات كونهم متساهلين جداً أو صارمين جداً)
- يستشف مما سبق ان الهدف العام هو مزيداً من الموضوعية وتوقعات واضحة وصريحة في سبيل الرقي بالاداء التحكيمي عبر تسلسل هرمي واضح المعالم .

وينبغي على المراقب انكار الذات ، وتقييم الاداء الذي هو بصدده،دون اية اعتبارات شخصية ،ناهيك عن ان (شخصنة ) التقييم ومراقبة الحكام،لا يفي بالغرض الذي تم من اجلة تعيينه،فالمراقب ليس منقبا عن الاخطاء، بل مرشد يتمتع بكل مقومات النصح والارشاد،يسعى الى معرفة جوانب القوة و تدعيمها وكذا جوانب الضعف او الخلل وتلاشبها في المناسبات الاخرى وبالتالي زيادة المردود الجيد وانتاجيتة .

ومن هنا جاءت أهمية التحليل الفني الذاتي والعام للحكم، وذلك لأن الحكم هو المحور الأهم في المعادلة الرياضية، ولأن الحكم تقع على كاهله إنجاح أو فشل التظاهرات الكروية، من هنا جاءت أهمية مراقبة وتقييم الحكام والحكام المساعدين وذلك لهدفين الأول العمل على توحيد القرارات التحكيمية والسلوك التحكيمي بإعتباره نهج عالمي، والثاني يتمحور حول العمل على التقليل من ألهفوات التحكيمية التي قد يقع فيها طبقاً لقانون اللعبة نصاً وروحاً(حدة الوجه التطبيقي لقانون اللعبة)، علاوة على تزويد الحكم بأساليب وتكتيكات تعمل على تحسين آداء الحكام داخل الميدان، إن التحليل
الفني يرمى إلى بناء درجات ومستويات تطوير آداء الحكام وتصنيفهم، و هذا بطبيعة الحال يضعنا في صورة الغايات التي يمكن أن ينطلق منها التحليل الآدائي والنفسحركي وذلك عن طريق المراقبة الفنية الصحيحة والتي يمكن أن تشمل :
- تقييم آداء الحكام والحكام المساعدين
- الهفوات أو الأخطاء التي وقعت وأسبابها.
- التطبيق الدقيق والصحيح لقانون اللعبة نصاً وروحاً.
- درجة الثبات في تطبيق قانون اللعبة وتوحيد القرارات التحكيمية.
- تطوير مهارات تحكيمية محددة وكفاية قراءة المباراة.
- كيفية مواجهة والمواجهات وتجنبها قبل وقوعها أثناء المباراة كأسلوب وقائي(منع حدوث المشاكل والمشاحنات بين اللاعبين كتكتيك استباقي).
- منح العلامة المستحقه.

وبناءا علية تسعى لجنة الحكام بتطبيق نظام التحليل الذاتي والعام لأداء الحكام التحكيمي وبالشفافية الواضحة أمام الحكام ،وهي عبارة عن عقد جلسات تقييم كل شهرية للحكام المعنيين ويتم فيها مناقشة التالي:-
يقوم كل حكم بإبداء وجهة نظره في المباراه، مراقب المباراه يعطي النصائح للحكام الإيجابيات والسلبيات ،بالاضافة الى رأي لجنة الحكام المركزية وعرض بعض حالات من المباراة وإعطاء قرار فيها وتطبيق مبدأ المكافأة من قبل اللجنة،ولا مانع من أن تكون جلسات التقييم مفتوحة أمام الأندية – المدريين – الإعلاميين.

وهذا مبني على القيام بما يلي :
1-التحليل الذاتي" الحكم والحكم المساعد ":- هام ويعكس رأي واقتناع الحكم والحكم المساعد في نفسه وتقييمه لآدائه ومهاراته مع الاقراروالإعتراف بأخطائه وهفواته في تلك المباراة، فالأمر ليس سهلاً على اللذين لا يرغبون بتطوير أنفسهم أو اللذين يقدرون إمكانياتهم بأكثر مما تستحق، لذلك بحتاج التحليل الذاتي لشجاعة وإعداد نفسي، لأجل الإقرار بالهفوات التي وقع فيها الحكم، وتحديد الأسباب حتى يتم تلافيها في المرات المقبلة ،وهنا يكمن ويتكون مفهوم الخبرة(سلوك باطني داخلي لا يشعر به الا صاحبه)،تلك الخبرة التي نحكم بها على العمل الذي يقوم به الفرد،أي تعديل في السلوك نتيجة الممارسة وهي عملية مستمرة،بمعنى ان الانسان يظل يتعرض لمعلومات جديده او مواقف يتفاعل معها فيتعلم (الخبرة).

وعطفا على مما سبق ،نقول ان خبرة التعامل مع المحيط هو العلامة الفارقة بين حكم واخر، فالحكم المتميز هو الاحسن تصرفا وتقديرا، ان المحصلة هنا، تطوير مواصفات الذاكرة والتركيز والشجاعة والثقة بالنفس لدى الحكم، ويستحضرني هنا تصريح للحكم الاماراتي المونديالي السابق علي بو جسيم، ان اهم شيء كان يتذكره قبيل كل مباراة هو اخطاءه في المباريات السابقة، ان من الاهمية بمكان عرض بعض الحالات مهمة والقيام بالتحليل الفني والمنطقي وبالتالي تتبلور مجموعة من الأسئلة والإستفسارات المحضرة والهادفة، إنطلاقاً من الرغبة بالتطور والسير قدماً نحو آفاق تحكيمية متميزة الإبتعاد عن الإنتقاد اللاذع والهدام واستبداله بالنقد البناء والهادف، فرحم الله امرئ أهدى إلي عيوبي، فالهدف العام هو تطوير آداء الحكم ليس إلا، والأهم تقبل النقد والتحليل والنصائح بروح ايجابية .

2-التحليل العام- للمراقب: ويتناول في مجمله كل المواصفات البدنية والفنية والنفسية لكل من الحكم والحكم المساعد فالمطلوب أن يكون التحليل العام إيجابياً، يهدف إلى التطوير أكثر منه للنقد، فهذا يتم تحضيره بحرص وإتقان من قبل مراقب أو محاضر مؤهل مع ضرورة استخدام وسيلة عرض معنية كالفيديو مثلاً و أقراص الـDVD، لأجل الشرح والإقناع، أضف إلى ذلك استخدام المحلل لمهاراته الفنية والنفسية في التأثير والإقناع فالمراقب الفني، ليس منقباً عن الأخطاء فقط، بل أنه ذو قدرة على الإقناع ويكون مدعماً بالتقرير الدقيق والشامل لآداء الحكام وبالتالي منح العلامة المستحقة لكل حكم.