الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

معا في سجن غزة للنساء

نشر بتاريخ: 09/06/2010 ( آخر تحديث: 09/06/2010 الساعة: 15:53 )
غزة - تقرير معا - الحلقة الثانية - "قضايا أخلاقية، سرقات، جنائيات، أحكام على خلفيات الذمة المالية وشيكات بدون رصيد" هذه بعض التهم الموجهة لنساء من غزة وجدن أنفسهن مجرمات ويقضين أحكاما مختلفة.

مراسلة "معا" هدية الغول دخلت سجن النساء وإلتقت في غرفة صغيرة نسبيا بـ8 سجينات يفترشن الارض .. قالت مراسلتنا... الطريق إليهن كانت محفوفة بالرهبة وبحواجز نفسية قبل ان تكون مادية.. سجانة رافقتني وطلبت منها البقاء قلق من طبيعة الوضع.. خوف زاد حين رأيت باب الزنزانة وقفلها الكبير لكن الخوف تبدد مع بدء الحديث وتحول في بعض اللحظات إلى تعاطف.

"سامية" وهو اسم مستعار لفتاة تقارب الـ35 من عمرها تمكث في سجن أنصار منذ 45 يوما بتهمة أخلاقية دفعت ثمنها من سمعتها وتصلها أخبار من خارج السجن بأن الجيران بدأوا يتحدثون عن حمل خارج إطار الزواج فكان مصيرها السجن ومصير والدها وعكة صحية.

وتقول سامية بكثير من التحفظات بعد ان اشترطت ان تتعاون مع الاسئلة التي تريدها وما لا تريده فلن ترد عليه: "الفعل الذي قمت به حرام ولكنها كانت ساعة شيطان لم اشعر بها الا بعد فوات الاوان" رافضة أن تعطي الاسباب التي دفعتها الى هذا العمل.

بعد 44 يوما من وجودها في السجن لبى والدها طلبها بزيارتها عندما لم تستطع هي زيارته في المستشفى فجاء رافضا أن يقترب منها رغم أنها طلبت منه السماح واعدة اياه بأنها عندما تخرج من السجن ستمكث في البيت الى الابد ولن تطأ قدماها عتبة الشارع.

ساعة الا ربع كانت الفترة التي قضتها سامية مع والدها تقنعه بأن الفحوصات أثبتت عدم وجود حمل وان ما اشيع ليس الا مجرد اكاذيب وإشاعات إختلقها الناس من حولها.

وتوجهت سامية بكلمة لوالدها وقالت له:"أنا مش راضية عن اسلوبي وعن نفسي وعن الي صار، اطلب منك السماح ولا اريد الغلط مرة اخرى فمنذ 45 يوم أنا أقرأ القرآن وأصلي".

سامية التي فشلت في اقناع والدها بالسماح... ليست الوحيد في تلك الغرفة محكمة الاغلاق ويمكث معها عدة فتيات متهمات بسرقات واخرى برفقة طفلها الرضيع وحماتها وهن متهمات بتزوير شيكات بدون رصيد.

معظم النزيلات كان همهن الاكبر كيف سيتعامل معهن المجتمع بعد خروجهن من السجن خاصة ان غزة صغيرة نسبيا ويعرف الناس بعضهم بعضا بشكل جيد.

عدد النزيلات في سجن انصار المركز يتراوح ما بين 8 الى 12 نزيلة تتراوح اعمارهن ما بين 18 الى 35 عاما، بحسب المقدم ناصر ديب سليمان مدير عام مراكز الاصلاح والتأهيل مشددا أن الجرائم بالنسبة للسيدات قليلة في مجتمع كغزة.

واوضح سليمان ان النزيلة تكون موقوفة على ذمة المحكمة وتقوم الاخيرة بمعالجة الامر بصورة سريعة بحيث يتم إصدار الحكم اما بالبرائة او بالمخالفة او بصدور حكم يتم قضائه في السجن، مشيرا الى أن إحدى النزيلات موقوفة على ذمة قضية إطلاق نار أدت الى وفات إحدى المواطنات فهي تمكث في السجن الى حين المحاكمة واصدار حكم بحقها لتقضيه داخل السجن.

وحول التعاطي مع المتهمات المتزوجات واللاتي لديهن طفل رضيع، اكد سليمان بأنه يوجد حالة متهمة بتزوير شيكات بدون رصيد تم ايقافها من قبل النيابة العامة، مشيرا الى أنها تقضي فترة النهار في السجن وتأخذ اجازة بيتية خلال فترة المساء مراعاة لظروف الطفل لحين عرضها على المحكمة المختصة للبت في امرها، اما بتكفيلها أو تأجيل النظر في القضية لحين انفصال الطفل عن والدته وبعد ذلك يمكن بسهولة تنفيذ المحكمة المختصة.

وأكد سليمان ان المتهمة بالقضايا الاخلاقية تحظى بمعاملة خاصة خوفا من خروج الفتاة من السجن وتعرضها للقتل من اقاربها مشيرا الى وجود حلول وسطية بحيث تقوم المحكمة الشرعية والنيابة العام بالتدخل لايجاد حل لهذه المشكلة واحيانا يكون الحجز لحين قيام رجال الاصلاح بالتدخل لدى العائلات لحل المشكلة بالطرق المعروفة وفق عادات المجتمع الفلسطيني.

سجن أنصار المركزي هو السجن الوحيد الموجود في قطاع غزة بعد ان تم قصف سجن غزة المركزي في منطقة السرايا في اليوم الثاني للحرب الاسرائيلية على غزة وتدميره بشكل كلي ويتسع لحوالي 300 نزيل، غرفة واحدة مخصصة للنساء وتعمل وزارة الداخلية المقالة ببناء
سجن اخر يتسع لـ500 نزيل الامر الذي يخفف العبئ من وجود النزلاء في مواقع التوقيف ومواقع الشرطة وسيتم تخصيص أكثر من غرفة للنزيلات بحيث يتم تصنيفهن حسب جرائمهن بحيث لا تتواجد المتهمة بالتهم البسيطة مع المتهمة المتمرسة في الاجرام، بالاضافة الى وجود سجن مركزي صغير في مدينة خان يونس سيخصص لاهالي الجنوب في محافظتي رفح وخان يونس بحيث يتسع لحوالي 200 نزيل في المرحلة الاولى.