سودانيز إن Gaza هل يجعلها الاحتلال منفى؟
نشر بتاريخ: 09/06/2010 ( آخر تحديث: 09/06/2010 الساعة: 18:09 )
غزة - خاص معا - ميك جول 36 عاماً لا يعرف اللغتين العربية ولا الإنجليزية، يعيل أسرة مكونة من زوجته وابنته تركهما قبل سبعة أعوام في مسقط رأسه جنوبي السودان، عمل لستة أعوام بمصر وعام سابع بإيلات جنوبي اسرائيل، وهو اليوم في غزة لا يعرف كيف وصل إليها.
تم تهريبه إلى مصر ومن ثم إلى إسرائيل على أيدي "عصابات التهريب" وفي غزة عمل الاحتلال على نفيه بعد أن تركه يعمل لعام كامل في أحد فنادق إيلات بأجر مرتفع وبعد أن وفر له سبل الراحة من مكان إقامة وكل ما يشتهيه العامل في أي بقعة بالعالم.
يحل جول اليوم ضيفا في استراحة الحرية التابعة لمؤسسة واعد للأسرى المحررين ولكن هذه الاستراحة كما غزة لن تكون مكانا جيدا لمن تقرر إسرائيل إبعادهم وبشكل مفاجئ وأحادي للقطاع هذا ما يؤكده مسؤولي المؤسسة وهم يستغربون من ممارسات الاحتلال التي يصمت أمامها المجتمع الدولي لا سيما بعد إبعاد الاحتلال قرابة 5 مواطنين من سكان الضفة الغربية واراضي 1948 للقطاع من بينهم الاسير المحرر أحمد صباح.
يحتاج هؤلاء كما يقول احد مسؤولي المؤسسة إلى مكان إقامة وراتب ووظيفة عدا عن رغبتهم بالتواصل مع ذويهم وهو ما لا توفره غزة في ظل حصار قائم منذ أربع سنوات فلا مكان متوفر للسكن ولا وظائف شاغرة لمن يبعده الاحتلال عدا عن مبدأ اتخاذ الاحتلال لغزة مكانا للنفي والإبعاد.
واعرب مسؤول بالمؤسسة عن صدمتهم لهذا القرار قائلا:" خرجنا لاستقبال المواطن السوداني على معبر بيت حانون ونتواصل مع الصليب الأحمر حتى اللحظة لمعرفة تداعيات هذا القرار الإسرائيلي وما الذي يمكن عمله بهذا الشأن وكيف يمكن ان نقدم خدمة لهذا السوداني الذي يطلب إما ترحيله إلى بلاده أو إلى تركيا حيث سيفتش عن فرصة عمل أخرى".
وشدد المسؤولون في قطاع غزة على رفضهم لسياسة الاحتلال الرامية لإقناع العالم أن غزة يمكن أن تكون منفى ومكاناً لإبعاد من لا ترغب به، محذرين من تواصل الاحتلال بسياسة الإبعاد نحو غزة وداعين السلطة والجهات الرسمية إلى الضغط على الاحتلال لوقف هذه الممارسات.
وكان الاحتلال قد أبعد عددا آخرا من المواطنين قبل ان يصادق على قرار التهجير 1650 حيث اكد مسؤولون ان الاحتلال ابعد هؤلاء المواطنين من سكان الأراضي المحتلة عام 48 قبل عامين واثناء الحرب على غزة وبعدها وهم الآن في القطاع.