إصابة7 أفراد من عائلة واحدة- مرض الحمى المالطية: الاسباب وسبل الوقاية
نشر بتاريخ: 10/06/2010 ( آخر تحديث: 10/06/2010 الساعة: 12:39 )
بيت لحم- معا- ليست المرة الأولى التي يصاب فيها مواطنون بمرض "الحمى المالطية" ذلك المرض الذي ينتقل من الحيوان الى الإنسان عن طريق الاتصال المباشر مع الحيوانات أو عن طريق تناول الأجبان والألبان واللحوم غير المعاملة حرارياً بشكل جيد.
غير أن إصابة 7 أفراد من عائلة واحدة وهم الجد وابنه وأحفاده الخمسة في إحدى قرى محافظة بيت لحم يدعونا للتوقف عند أسباب ومسببات هذا المرض وطرق انتقاله إلى الإنسان وكيفية معالجته والقضاء عليه على مستوى الوطن.
الناطق باسم البرنامج الوطني لمكافحة "الحمى المالطية" في الإدارة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة د.أسامة عواد، أكد لـ"معا" أن الأسباب الرئيسية لانتشار الحمى المالطية في فلسطين بالرغم من اتخاذ كافة التدابير والاحتياطات الوقائية اللازمة من حملات توعية وإرشاد وتحصين مواشي تعود الى سببين رئيسين هما: تهريب قطعان المواشي المصابة بالمرض من إسرائيل إلى أراضي السلطة الفلسطينية، والاستهلاك غير الآمن لمنتجات الألبان والأجبان التي تصنع منزليا.
وحول تهريب قطعان المواشي الى اسرائيل، أشار د.عواد الى أن بعض التجار في إسرائيل يقومون بفحص حيواناتهم بطرق غير رسمية ويقومون باستبعاد هذه الحيوانات من قطعانهم ويبيعونها لتجار فلسطينيين، حيث يقومون بتهريبها وترويجها على أنها حيوانات محصنة.
وأضاف ان هذه الحيوانات لا تحمل أية شهادات أو أوراق رسمية تثبت خلوها من الأمراض المعدية ومن ضمنها مرض "الحمى المالطية"، موضحا انه يحظر إدخال أية حيوانات أو منتجات لأراضي السلطة الوطنية دون الحصول على إذن مسبق من وزارة الزراعة مشروطاً بإحضار شهادات بيطرية رسمية من الجانب الإسرائيلي تثبت خلوها من الأمراض المعدية ومن ضمنها مرض "الحمى المالطية".
وبين د.عواد ان الاستهلاك غير الآمن لمنتجات الالبان التي تصنع منزليا لدى مربي الأغنام مثل الجبن البلدي واللبن المخيض والزبدة البلدية والتي لا يتم معاملتها حرارياً من قبل مربي الأغنام (المنتجين) في أغلب الأحيان ويتم تسويقها بشكل عشوائي ودون رقابة المؤسسات الصحية مثل لجنة السلامة العامة وأقسام الصحة في البلديات.
وأشار الى أن وزير الزراعة قد أصدر قرارا للمؤسسات الرسمية بعدم السماح بتسويق هذه المنتجات إلا بشهادة بيطرية رسمية "وثيقة تحصين" صادرة عن دوائر البيطرة في المحافظات مثبتاً بها تحصين القطيع ضد مرض "الحمى المالطية".
ابو مصطفى رب الأسرة المصابة بـ "الحمى المالطية" أكد أن السبب وراء إصابة أسرته يعود الى تناولهم لمنتج الجبنة البيضاء والتي اشتراها من أحد أصدقائه الذين يقومون بتربية المواشي دون السؤال عن سلامة هذا المنتج وخلوه من الأمراض ودون اللجوء لاتخاذ تدابير الوقاية والسلامة قبل تناوله.
وقد عانت العائلة الكثير من جراء تعرضها لهذا المرض حيث أصيبت الأم بفقر دم شديد نتيجة تناولها للعلاج لفترات طويلة وأصيبت الابنة الصغرى في العائلة بمرض مفصلي في أحد أطرافها الذي تسبب في إعاقتها حركيا.
جدير بالذكر أن وزارة الزراعة بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدة الشعب الفلسطيني(UNDP ) كانت قد أطلقت مجموعة من الحملات لمكافحة هذا المرض عبر البرنامج الوطني لمكافحة "الحمى المالطية" الذي أنشئ عام 1998، بناءً على نسبة الإصابات المرتفعة في الإنسان والحيوان على حدٍ سواء، حيث تجاوزت الإصابات البشرية (1000) إصابة ونسبة إصابة الحيوان كانت 18%.
وبدأت الإدارة العامة للخدمات البيطرية في الوزارة بتنفيذ البرنامج من خلال إجراء عمليات التحصين الكامل للأغنام في فلسطين والتي بلغ تعدادها ما يقارب المليون رأس من الأغنام، وبالرغم من التحديات التي كانت تواجه البرنامج من إغلاق لمناطق السلطة الفلسطينية والحواجز الإسرائيلية التي كانت تمنع تنقل الطواقم البيطرية، إلا ان نسبة الإصابة بالحيوان في عام 2005 وصلت الى 6 % وتدنت النسبة بالإنسان الى ما يقارب (200) إصابة الى أن وصلت في العام 2009 نسبة الإصابة في الحيوان الى 5% وفي الإنسان بقيت كما هي، وتركز 80% من نسبة الإصابة في منطقة الخليل.
وقد أظهرت الدراسات أن أعلى نسبة للإصابات بـ"الحمى المالطية" كانت في قطاع المستهلكين مما يظهر نجاعة وفاعلية البرنامج في تطبيقه من جهة التحصينات، إلا أن هذه الدراسات توضح من جهة اخرى عدم التزام المستهلكين بالإرشادات التي تقدمها وزارتا الصحة والزراعة في كيفية التعامل السليم والصحي مع هذه المنتجات.